رأي

اسرائيل حاضرا ومستقبلا: الثقة والثمن ودوامة الانتقام (حلمي موسى)

 

كتب حلمي موسى من غزة: 

 وتمر الحرب يوما بعد يوم من دون ان تفرح اسرائيل نفسها بتحقيق اهدافها. وقد كثفت  قصفها وعدوانها في لبنان وشمال القطاع على أمل ان يساعد ذلك في تسهيل مهمة الوسطاء للتوصل الى تسوية وفق اشتراطات اسرائيلية. 

 

حزب الله يرفض المنطق الاسرائيلي باجراء مفاوضات تحت النار. وتبدو الخيبة الاسرائيلية جلية في تعليقات الناس والصحافيين حول ما يجري خصوصا في غوش دان او تل ابيب الكبرى. فوتيرة واتساع نطاق صافرات الانذار وصولا الى جنوب تل ابيب توصف في وسائل الاعلام الاسرائيلية بالجنون. والاهداف التي تعلنها اسرائيل تصطدم بواقع يزداد تعقيدا. تكفي هنا الاشارة لما نشر من استطلاع حول اعلان ٧٠ في المئة من سكان الشمال انهم لن يعودوا الى هناك حتى بعد انتهاء الحرب.

وواضح ان هذا الاستطلاع يشهد على تردي ثقة الاسرائيليين، ليس فقط بجيشهم وقيادتهم السياسية وانما ايضا بمستقبلهم في هذا المكان. 

وإذا كانت صافرات الانذار لا تتوقف في غوش دان فهذا يعني ان كل مدن الاحتلال باتت جبهة. لذلك ينظر كثيرون الى ما سوف تتركه هذه الحرب على قدرة الكيان على جذب المهاجرين والاستثمارات.

مؤكد ان الكيان في ظل الحرب صار اكثر عرضة للضربات واقل ثقة بمستقبله من اي وقت كان. واذا كانت صور الدمار والقتل في قرانا ومدننا ومخيماتنا ترفع معنوياته، فإن ثمن  ذلك مستقبلا سيكون باهظا جدا لأن دوامة الانتقام لن تتوقف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى