“اسرائيل”عالقة في وحول فشلها وفظائع مجازرها(زياد علوش)
د. زياد علوش- الحوار نيوز
تتواتر التهديدات الاسرائيلية اليومية على لسان اعضاء مجلس الحرب الاسرائيلي بحتمية شن حرب واسعة على لبنان اذا ما استنفدت المحاولات الدبلوماسية بإبعاد حزب الله وكتيبته “الرضوان” لما بعد الليطاني ،كما تتعالى اصوات قطعان المستوطنين بنفس الاتجاه.
يدرك الاسرائيليون ان لبنان اغلق باب التفاوض بشأن الاعمال العسكرية والامنية الى ما بعد وقف الحرب على غزة على وقع الاسناد الساخن،بحيث يمكن العودة بعد ذلك الى جولات “هوكشتين” المكوكية والتطبيق المبهم لمضمون القرار الاممي السابق “1701”، والذي يسمح لطرفي النزاع الادعاء بالانتصار.
يبدو نتنياهو عالقا تحت سقوف اهدافه المعلنة والمستحيلة،اهمها ان وقف اطلاق النار يعني الحؤول دون اجتياحه رفح،وربطه ذلك بخسارة الحرب.
الظروف الحالية تعاند ذلك الاجتياح، فالجيش الاسرائيلي منهك بعد خمسة اشهر من المراوحة في قطاعات غزة الاخرى،ك والخلافات تعصف بالمستويات السياسية والعسكرية والامنية والدينية ،ورفض “الحريديم” الخدمة في الجيش، بما لذلك الرفض من تداعيات بين العلمانيين والمتدينين، والاقتصاد يترنح وتحرك اهالي الاسرى في تصاعد وكرة الداعين لانتخابات مبكرة يعتبرها نتنياهو ستة اشهر قاتلة تتدحرج والاخطر تصاعد الخلافات الامريكية مع حكومة نتنياهو وعدم تغطية واشنطن لاجتياح على صور فظاعاتها السابقة، بما يمعن في احراج امريكا انسانياً وقانونياً واذلال بايدن بانتخابات الرئاسة حيث المؤشرات ترتفع لصالح “دونالد ترامب”.وربما ستسعى الادارة الامريكية لاخضاع توريد الاسلحة للجيش الاسرائيلي للمزيد من الاعمال الروتينية واستصدار قرار من مجلس الامن يقضي بوقف لاطلاق النار على قاعدة ورقة حماس التفاوضية الاخيرة، والتي اعتبرتها واشنطن ضمن المعقول ،وحيث باتت تعتبر ان الظروف باتت ملحة لانقاذ اسرائيل من نفسها ولملمة الفوضى التي احدثتها تل ابيب، يتوازى ذلك مع موقف اوروبي مواز اكثر حزماً في مسألتي رفض الاجتياح والتحذير من تداعيات المجاعة.
إضافة الى هذة العوامل يدرك نتياهو ان دخوله رفح قد يدفع حزب الله اللبناني الى تعديل تدخله من الاسناد لغزة الى الانخراط الكلي في الحرب،ووفق الاعتبارات السالفة فإن اسرائيل رغم تصريحاتها المتكررة باجتياح رفح وغزو لبنان فهي غير مستعدة لسيناريو الحرب الشاملة الا كمقامرة متوحشة يقوم بها نتنياهو لإطالة امد مكوثه في رئاسة الحكومة،وهذا يعني ان “اسرائيل”عالقة في وحول فشلها وفظائع مجازرها،وقد تعرت سرديتها المضللة امام العالم حتى من ورقة التوت،التي استحلبت ضرعها 76 عاماً ومكنتها من استعطاف الغرب وكسب دعمه وتأييده على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة.
فهل يغتنم العرب والمسلمون “طوفان الاقصى” لإقناع امريكا بانتهاء صلاحية اسرائيل. فالكثير من الامريكيين باتوا يتساءلون عن جدوى أن تدفن بلادهم رأسها من اجل اسرائيل،فالولد التلمودي المدلل بات مزعجاً، ليس فقط لدافع الضرائب الامريكي بكثرة اسرافه،بل لانه ايضاً يمعن في اذلال احفاد العم سام بعدم الاكتراث بمصالحهم، وقد تعارضت كلياً في الشرق الاوسط.
*كاتب صحفي ومحلل سياسي لبناني