استقالة بيفاني صرخة.. فهل من يسمع؟
الحوارنيوز -خاص
… واخيرا فعلها مدير المالية العامة آلان بيفاني، انتصارا لكرامته وتأكيدا على قناعاته بأن ما يجري على المستوى الرسمي بمثابة " اعدام حقيقي لأي فرصة جدية لإعادة بناء لبنان على أسس سليمة".
الزميل المتخصص في الشؤون المالية والإقتصادية محمد زبيب كتب تعليقا على استقالة بيفاني:" واجه الان بيفاني منذ مدّة حملة ممنهجة، على خلفية دوره في اعداد الخطة التي اقرّتها الحكومة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي. لقد تم الاستفراد به، فيما ظهرت الحكومة عاجزة كليا عن شرح الخطة والدفاع عنها، بل ان اطرافا رئيسية في الحكومة انقلبت على الخطة في المجلس النيابي وعملت على اجهاضها مع حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف.
الخطة التي دافع عنها بيفاني حتى استقالته، تقضي باجراء تدقيق جنائي في حسابات الحكومة ومصرف لبنان والمصارف، والاعتراف الكامل بالخسائر المحققة في القطاع المالي، وعدم استخدام المال العام لانقاذ المصارف، وعدم اللجوء الى قص شعر المودعين. وتقترح تحميل جزء من هذه الخسائر الى اصحاب المصارف والدائنين عموما انطلاقا من مسؤولياتهم القانونية عن ادارة مخاطر توظيفاتهم، وعبر استرداد جزء من الفوائد السخية جدا المدفوعة بلا سبب ولا سيما في الهندسات المالية، واسترداد جزء من الاموال المنهوبة واستعادة جزء من الاموال المهرّبة الى الخارج خلافا للاصول، وتقترح عملية bail in محدودة لاشراك بعض كبار المودعين في اعادة رسملة المصارف، وتترك امكانية استعمال جزء من الاصول العامة كخيار اخير في حال لم تُسفر الاجراءات السابقة عن اطفاء كل الخسائر.