اسئلة مهمة لصالح العدو!
د.أحمد عاش
من الأسئلة التي لطالما نعرفها ونبحث عن اجابات لها وندفع ثمنها دماً و ارضا وارزاقاً وسمعة واوطاناً، كيف يتمكن الاسرائيلي بصهيونيته وبتجبرّه وباحتلاله وبظلمه وبسجنه لأكثر مم خمسة ملايين فلسطيني في الداخل، وبتهجير الملايين في الخارج ،اضافة الى مجازر متعددة ضد المصريين واللبنانيين والسوريين والاردنيين، ان يتقبله العقل المسلم والعقل العربي والعقل العالمي، وان يبدو صديقا وحضاريا واشعاع نور، بينما المقاومون والمدافعون والمتصدون لإجرامه ولظلمه رغم حقهم ،تنفر منهم الدول الواحدة تلو الاخرى .
صار الاسرائيلي مقبولا في مصر وفي الاردن وفي الامارات وفي البحرين وفي قطر وفي تركيا بينما الفدائيون والمضحون مرفوضون.
حتى العقل الاذري استسهل التعامل والتعاون مع الاسرائيلي و نفر ممن يشبهونه بالانتماء الى حد كبير، الاذري المسلم الشيعي وجد الاسرائيلي اقرب له من المسلم الايراني الشيعي!
كيف هذا وكيف ذاك؟
في الاستنباط وفي الاستقراء يجب ان يكون الفلسطيني المسلم العربي والايراني المسلم اقرب الى شخصية والى الموروث النفسي والاجتماعي لشخصية الاذري، الا ان الاذري بعيد جدا…
حتى في العراق، نجد الكردستاني المسلم السني يتقبل الاسرائيلي الصهيوني بسهولة ويقدم له التسهيلات الامنية ايضا.
الا يستحق منا السؤال، كيف ينجح الاسرائيلي في تقديم نفسه كملاك مساعد رغم وحشيته ،وكيف يتقهقر الفلسطيني المظلوم والايراني المستنفر في كل مكان.
حتى في العراق علت اصوات كثيرة مسلمة ضد الايرانيين رغم ان الامور واضحة عسكريا .فالطائرات الاسرائيلية والاميركية لا تقصف الا القوات الايرانية والقوات السورية، والسياسات الاسرائيلو-اميركية لا تستهدف الا غزة وطهران ودمشق.
و رغم ذلك، يزداد اعداد من يبتعد ويزداد عدد العملاء المجانيين لاسرائيل وتزداد عزلة المتصدين بين دولهم.
هل الكيدية والنكايات تعمي البصر والبصيرة، ام ان المقاومين جميعا يتمتعون بخطاب وبسلوك وبنوايا خاطئة تحول المتحمس الى هامد والمؤيد الى ساخط والمضحي الى نادم.
ليس هكذا وبهذه السهولة ينتشر الاسرائيلي عربيا واسلاميا وهو قاهر اولى القبلتين ومحتل ثاني الحرمين بالاضافة لكنيسة القيامة.
لا، لا، غير صحيح.. ليس لأن ايران شيعية او فارسية. فالفلسطيني مسلم عربي سني ،ولم يتعرص شعب مثله لمؤامرات من العرب ومن المسلمين السنة، والاذري تركي شيعي ولا يجد في ايران نصيرا له.
ان لم يدرك العقل المقاوم سرّ نفور الدول التي تشبهه فلن يستطيع وقف تمدد الاعداء من حوله.
يبدو ان خطاب وسلوك واداء المقاومين تجاه شعوبهم اولا سييء وخطير ولا ينتج ولا يكثر الا الاعداء .
لا يمكن للاسرائيلي وللاميركي ان يشتري كل الدول ضد تراثها وضد شخصيتها الجماعية.
لا،لا، في الامر خطأ فادح جدا في الاداء وفي الاسلوب وفي الاقناع.
لماذا يرتعد الآخرون من النوايا؟
التخوين والتكفير والعنجهية والابعاد والتهميش و العقل الدائم التوجس لعوامل سلبية اولية في الصراع ولن نزيد اكثر.
وللامر "تتمة".