ازمة النظام الاميركي تهدد العالم :عدوان حافة المهوار قد تفجر البركان ؟!(علي يوسف)

كتب علي يوسف:
لا شك بأن البلطجة المافياوية للنظام الاميركي المافيوي التي نشهدها في العالم وفي توجهات ترامب ولغته وسياساته، ناجمة عن الأزمة الحادة للنظام الليبرالي الرأسمالي الاميركي الذي تحول الى نظام ما فوق الرأسمالية ( نظام الادوات ) ،والحاجة الى معالجات سريعة لأزمة هذا النظام المهدد ببدء الانهيار في تشرين المقبل اذا لم يتمكن من توسيع استثماراته في السوق الحقيقي و مشاركة الصين في استثمار المواد الاولية في اهم ركائز اقتصاد المستقبل المتعلق بتخزين الطاقة ….
ورغم ان سياسات البلطجة الترامبية لم تعط نتائج فعلية واقتصرت حتى الآن على مهرجانية إعلامية، كانت نتائج زيارته للخليج احدى اهم خطواتها، فهو يستمر في التخبط ويسير على حافة الهاوية، إن في الحرب بين روسيا واوكرانيا او في العدوان الواسع في منطقة الشرق الاوسط عبر استعماله لجيشه الصهيوني في محاولات فاشلة حتى الآن لتهديد الصين ومحاولة جرها الى اتفاق عبر تهديد وجودي لحليفين اساسيين لها هما روسيا وايران ،وبما يؤدي إلى نجاح اي من هذين الهدفين الى تغيير واسع في الجغرافيا السياسية على المستويين الاقليمي والدولي …؟!
وبعد المراوحة في فشل ضرب روسيا انتقل التركيز على منطقتنا حيث يجعل ترامب العدوان الصهيوني على ايران ( وبحرب تحت عنوان الملف النووي الوهمي )على حافة حرب اقليمية واسعة مجهولة احتمالات النتائج، وستكون حربا مستمرة ومفتوحة لانعدام القدرة على ايجاد تسويات في ظل صراع دولي على اشده، وفي ظل مهلة زمنية ضيقة جدا لمعالجة ازمة النظام الليبرالي الاميركي المافيوي …؟!
ويحاول ترامب على طريقته البلطجية التأكيد بأنه مايزال يملك قواعد توسع هذه الحرب او انهائها ، اما باضطرار طهران الى الاستسلام، او ان يعلن في حال الفشل في تحقيق ذلك وقفا لاطلاق النار واستعدادا لتوقيع اتفاق نووي فيُجمّد الوضع مؤقتا مع بقاء اجواء التوتر التي تفسح في المجال أمام امكانات استئناف الحرب، وينطلق الى فتح حروب متنوعة في افريقيا، وكل ذلك لنفس الهدف وهو تهديد الصين التي تتمتع بنفوذ اقتصادي بارز في افريقيا وتمسك بانتاج المواد الاولية الموجودة في هذه القارة والاساسية في صناعة اقتصاد المستقبل القائم التفوق فيها على صناعة تخزين الطاقة …
ولكن ثقة القوة المافيوية المطلقة عند ترامب التي تجعله واثقا بإمكان الاقدام او التراجع ساعة يريد ، باتت لا تأخذ بعين الاعتبار الفعلي ضغوط المهلة الزمنية التي تستنزف مهل التخبط والتجارب وهي مهددة في العدوان الاميركي الصهيوني في حال استمراره وبالتصاعد الذي نشهده بالوصول الى نقطة اللاعودة بفعل ضربات قد تكون نتائجها كارثية في اي من البلدين، بما يجعل وقف اطلاق النار مهمة مستحيلة ..!!
وفي هذه الحالة يجب ان يحسب ترامب حسابا لإمكان اضطراره الى الدخول المباشر العلني في الحرب دفاعا عن الكيان الصهيوني وعدم تهالكه وهذا سيجعلنا امام :
١- اما الدخول في حرب اقليمية شاملة تشارك فيها عندها كل دول المنطقة ، كل بحسب الموقع الذي سيختاره وفقا لنظرته لمصالحه وبحسب رؤيته لمعايير التوازن الذي تحتمله التطورات، وعندها ستكون القواعد الاميركية وكل الوجود الاميركي في المنطقة في قلب النار، بما يستدعي ايضا تدخلا روسيا وصينيا قد يقتصر في البداية على محاولة ايجاد مخرج لن يكون حكما لمصلحة اميركا كما علمتنا التجارب في لبنان العام ١٩٨٢ وفي افغانستان والعراق والصومال وقبله في فيتنام الخ…. او في حال عدم نجاح الوساطة التدخل الروسي والصيني وكذلك خصوصا باكستان وغيرها من الدول في هذه الحرب التي تتدحرج الى حرب عالمية مع كل مخاطرها التي لا حاجة لذكرها ..!!؟؟
٢- او ارتفاع الجنون الصهيوني امام الخطر الوجودي واستعمال السلاح النووي الذي لن يكون وحيدا عندها، بل سيتبعه تدخل نووي من باكستان ومن كوريا الشمالية الخ …
ترامب ليس مجنونا كما ان نتنياهو ليس مجنونا أيضا، ولكن مشكلة ترامب انه يعرف ازمة بلاده ويعرف الخطوات التي يجب تحقيقها لحلها، الا انه ليس لديه رؤية حول الطريق التي يجب اعتمادها لتحقيق هذه الخطوات غير الغطرسة الامبريالية الغربية والوسائل البلطجية المافيوية، بما يفقده حكمة القوة ويستبدلها بالبلطجة …كما ان نتنياهو لا يقل عن ترامب غطرسة مرتكزا الى الوثوق بالمشاركة الغربية والاميركية له في عدوانه، وان اي خطر حقيقي عليه سيجلب التدخل الاميركي والغربي المباشر والعلني مهما كانت الكلفة، كما انه يعتبر ان لديه سلاحا استراتيجيا نوويا لا يستبعد استخدامه في حال الضرورة الوجودية، كونه كما الصهيوني والاميركي يتشاركان الاحتلال الاغتصابي واعتماد سياسات العصابات والقتل والتدمير واستعمال كل وسائل القوة للسيطرة …
اننا امام خطر انفجار البركان التاريخي وان كان الجميع يلعب على حافة المهوار مقتنعا بأن العدوان مايزال قيد السيطرة !؟


