ازمات وجودية شاملة و متلاحقة وغير عابرة….
انظروا في أنفسكم و امامكم وخلفكم وحولكم !
ماذا هناك؟
تساقطت الأسئلة و تكثف الخوف واختفت الناس من الشوارع، اقفلت المعابد وهجر الموظفون مكاتبهم، ما عاد التلامذة الى مدارسهم ولا الطلاب متفائلون بعيدا عن الجامعات،وحده سؤال واحد يتناقله الناس عبر الايماءات وعبر الاشارات وعبر الاحرف والكلمات والصور والرسائل الالكترونية :
"نبقى ام لا نبقى"
ننجو او لا ننجو".
قادة دول في العالم تخرج الى شعوبها من خلف الشاشة لتدعوها للتأهب وللاستعداد لاخبار تعيسة ولاحتمال حفلات وداع للاحباب .
نداءات واستغاثات في كل مكان وحيرة الاطباء تسود والسؤال يعلو"أننقذ الشاب او نهتم بالعجوز؟ " في النظام الرأسمالي الاهوح ننقذ من يدفع اهله أكثر !.
انكفأت الدول والولايات وتقوقعت، ما عاد من معنى لحدود اتحاد اوروبي ولحدود وحدة ولايات اميركية، محا الحدود القائد كوفيد المقدس ، صار السؤال:"أجهزة التنفس الاصطناعي لا تكفي لتنقذ كل الحشود امام اقسام طوارىء المستشفيات، لنمضي بخطة مناعة القطيع يا ناس".
"نبقى ام لا نبقى"
ننجو او لا ننجو"
هذا هو السؤال.
ليس السؤال هلوسة مريض نفسي و لاخيال رحب لكاتب، ليس السؤال نتاج فلسفة واجتهاد علم نفس و خلاصة دراسة في علم إجتماع ولا تهديد لدين ،ليس السؤال نتاج تصادم جيوش وتذابح عسكر ، السؤال وجودي حقيقي و واقعي تعيش لحظاته الناس الحذرة والمرتبكة والمتوجسة في بيوتها من دون حاجة لمن يشرح لها ولمن يفسر لها ، إلى أين يمضي بنا هذا الزمن وسط هذا الوباء؟
صار الواقع في الغيب وحضر الغيب في الواقع.
صارت الحقيقة الملموسة تسكن الميتافيزيقيا وحضرت الميتافيزيقيا لتسكن الحقيقة الملموسة ليتقدس اسم وسرّ السؤال.
بعد معاناة الناس مع أنظمتها، مع رفيق خبزها، مع أمانها و هواجسها ، مع ناهبيها وخاطفي آمالها من مصارف ومن مجرمين، حلّ الافلاس ليهدد وجود كينونة الوطن بأكمله ليأتي الفيروس كمرحلة اخيرة تسبق الحلقة الاخيرة لجوع الناس وغضبها من حي السلم الى طرابلس الفيحاء، لتُسدل الستارة على المسرح اللبناني للمرة الاخيرة.
نؤمن ان حربنا مع اسرائيل ، حرب وجودية، الا ان اسرائيل اليوم وبعد نجاحها بتدمير اغلب الجيوش العربية ، تعيش لعنة حرب وجود اضافية تهدد وجودها من دون مساهمة عربية ومن دون تدخل اسلامي ومن دون دماء المقاومين ، مثلها كحال الجميع، لتسقط الفكرة المقدسة ان اليهود شعب الله المختار.
الا اننا بدورنا نحن المهددين بوجودنا لاسباب ولاسباب ، سقطت فكرتنا المقدسة بأننا كنا خير أمة أُخرجت للناس.
نبقى ام لا نبقى
ننجو او لا ننجو
هذا هو السؤال….
مع القائد كوفيد المقدس، سقطت فكرتان وجوديتان، شعب الله المختار وخيرأمة أُخرجت للناس.
المجد كل المجد للقائد كوفيد التاسع عشر، القائد المفدى الملثم والمقدس والشجاع.
"