رأي

اختيار السنوار: قرار حماس.. ام قرار محور المقاومة؟(جواد الهنداوي)

 

  بقلم د. جواد الهنداوي -الحوار نيوز- بروكسل

 

  انتخاب القائد يحيى السنوار ، وبالاجماع رئيساً لحماس ، قرارٌ حمّال لأكثر من رسالة ولأكثر من جهة .

رسالة تحد واستفزاز لإسرائيل وتوابعها ، ورسالة قوة واقتدار للمقاومة الفلسطينية في غزّة و الضفة ولمحور المقاومة ، ورسالة اطمئنان لمستقبل الحركة والمقاومة وللدولة الفلسطينية.

رسالة لإسرائيل وامريكا و حلفائهما ،مفادها أنه لن تكْ للسياسة ،بمعناها الواسع ، حضور بين حماس وبينكم ، اصبح الميدان هو الحكم ، اصبحت جرائمكم ومقاومتنا هي الشواهد بين الباطل والحق ، و اختفت المساحة بينهما ( مساومات و مفاوضات ووسطاء ) ، لانكم بقيتم اوفياء لتاريخكم المعهود في الكذب والاحتيال ونكث المواعيد ،  والثري في المجازر و الجرائم .

رسالة قوة و اقتدار للمقاومة في جغرافيتها الفلسطينية، وفي محورها العربي والاقليمي .

انتخاب السنوار يعبّر عن ثقة فائقة لحماس باستحالة نسبيّة ان لم نقل مطلقة ، بقدرة اكبر قوى  قتل وحروب في العالم ( امريكا و اسرائيل وبعض الدول الغربية ) للوصول اليه ،والنيل منه . انتخابه فاجأ اسرائيل و العالم ،لانه يدلُ على ان السنوار في أمان ،ومن الآن فصاعداً ، يعكفُ على قيادة المقاومة في غزة ، وليس ،كما تظّنُ إسرائيل بأنَّ السنوار محتار في كيفيّة الاختفاء والاختباء .

الآن ،انضمَ السنوار إلى ثنائيّ قيادة المقاومة ( السيد حسن نصر الله و عبد الملك الحوثي ) ليصبح ثالثهم ، مطلوبين ومتابعين من قبل اجهزة محور الابادة .

في غضون الايام المقبلة ، سيفاجئ السنوار إسرائيل ومحور الابادة بدوره القيادي وسيتوجه إلى الفلسطينين واحرار العالم بخطابات ، وعلى غرار ما يقدمّه السيد نصر الله والسيد الحوثي .

قرار انتخاب السنوار يعني ان حركة حماس اصبحت هيكلا عسكريا ،ولم تعد بجناحيّن عسكري وسياسي ، وان السياسة لدى حماس هي ادارة شؤون الحركة والعلاقات مع اطراف محور المقاومة وعدم التعاطي مع العدو و اطراف محور حرب الابادة بصورة غير مباشرة .

ماذا تنتظرُ اسرائيل حين تقرر ،علناً و رسمياً ،بان لا دولة لفلسطين ، وليس غير القتل او الوطن البديل مصيراً للفلسطينيين ، غير ردٍّ مناسب على مستوى وقدر الاستهتار الاسرائيلي و التواطؤ الدولي !

 

قرار انتخاب السنوار هو قرار حماس ، ولكن حتماً بمشاورة ومباركة محور المقاومة ،لما للقرار من بُعد استراتيجي ،يتمثل بالقول والتطبيق بأن السنوار هو القائد الاول لفلسطين، مثلما السيد حسن نصر الله هو القائد المقاوم الاول للبنان، وعبد الملك الحوثي هو القائد الاول في اليمن . يكاد يكون القرار جزءاً من الرّدْ على اغتيال الشهيد إسماعيل هنيّة .

 

البعدُ الاستراتيجي يتمثل أيضاً ، بأن ” القيادة السنواريّة او المرحلة السنوارية ” ستصبح نواة استقطاب لجميع الفلسطينيين،مواطنين وفصائل مقاومة ، وهذا ما تخافُ منه إسرائيل او يُخيف اسرائيل . والمرحلة السنواريّة ستكون هّماً جديداً لإسرائيل ،  وستسابق اسرائيل عجلة الزمن كي لا تبدأ و تترّسخ المرحلة السنوارية ، والتي ستكون واجهة قويّة ،و قويّة جداً لمحور المقاومة .

المرحلة السنوارية ستُسقط ما فرضته اتفاقيات اوسلو من التزامات على الفلسطينيين . وستصبح اتفاقيات اوسلوا و ما جاءت به من ثقافة ترويض و استسلام مرفوضة من المقاومة الفلسطينية وفصائلها  ، مثلما كانت خدعة ،في حينها ، ومرفوضة الآن و بصلافة من نتنياهو وحكومته .

صدى  اختيار السنوار ،في إعلام وتحليلات العدو ، دليل على مدى اهمية الحدث ،و بعده الاستراتيجي ، وانَّ إسرائيل ماضية في حرب استنزاف ، واصبحت قضية اسرى اسرائيل لدى المقاومة في غزة من تفاصيل عملية طوفان الأقصى ، ولم تعدْ مسألة اساسية .

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى