اجتماع في مراكش لنقابات الصحافيين في العالم العربي والشرق الاوسط حول التنظيم النقابي في العصر الرقمي
بدأت في مدينة مراكش المغربية صباح اليوم الثلاثاء اعمال الاجتماع الاقليمي لنقابات الصحافيين في العالم العربي والشرق الاوسط حول التنظيم النقابي في العصر الرقمي ،وينظمه الاتحاد الدولي للصحافيين بالتعاون مع مؤسسة فردريتش ايبرت .
ويشارك في الاجتماع ممثلو 18 نقابة عربية للصحافيين ،ويتمثل لبنان بعضو مجلس نقابة المحررين ورئيس لجنة الاعلام والاتصالات في النقابة الزميل واصف عواضة .
الجلسة الاولى افتتحها نقيب الصحافيين في المغرب عبد الله البقالي فرحب بالحضور مشيرا الى التحولات في مهنة الاعلام وتداعياتها التي تفرض مراجعة جذرية من جانب النقابات،بعد اغلاق العديد من المؤسسات الصحافية او تسريح الكثير من العاملين او تخفيض رواتبهم. وسأل: التحدي اليوم كيف نتحول من عمل نقابي تقليدي الى عمل نقابي جديد وكيف ندفع السلطات الرسمية غير المهتمة بهذا التحول الى مواكبة هذا التحدي. وامل بالتوصل الى مشاريع توصيات نستهدي بها في المستقبل.
ثم تحدث ممثل مؤسسة فريدريش ايبرت كلاس بيتر تريدتي فقال اننا نتلقى بحورا بل تسونامي من المعلومات يوميا،ويجب ان تكون لدينا منارات وطرق لكي نتوصل الى معالجة هذا الموضوع .
وتحدث الامين العام للاتحاد الدولي للصحافيين انطوان بيلانجي فشكر المغرب على تنظيم هذا الاجتماع،وعدد النشاطات التي يقوم بها الاتحاد في مواجهة هذه الازمة،مشيرا الى ان العالم الرقمي قام بثورة في كل المجالات وليس في الاعلام فقط. واضاف ان الاعلام الرقمي انتج ثورات في العالم العربي وافريقيا بسبب انتاج المعلومات،وقال ان هناك اسئلة كثيرة سنحاول الاجابة عنها في اليومين المقبلين .
بعد ذلك بدأت الجلسة الثانية بكلمة لعضو الهيئة الادارية للاتحاد الدولي جيم ابو ملحة فاشار الى ان الاتحاد تناول هذا الموضوع في اجتماع بالرباط قبل عشر سنوات . وقال ان صناعة الاعلام تمر بثورة حقيقية تركت انعكاساتها على العاملين في المهنة ،وكشف ان اكثر من 25 الف صحافي في الولايات المتحدة فقدوا عملهم خلال السنوات العشر الماضية ،واقفل الكثير من المؤسسات او اعلن افلاسه ويقدر باكثر من مائتي مؤسسة . واعطى مثلا عن لبنان الذي استطاع ان يتجاوز الحروب ،لم يستطع مواجهة ازمة الصحافة ،وكذلك مصر والاردن وغيرهما. واوضح ان 17 بالمئة فقط من الناس يقرأون الصحف،فيما يملك 84 بالمائة الهاتف الذكي،و75 بالمائة يتواصلون عبر الانترنت،64 بالمائة منهم في العالم العربي. وخلص الى ضرورة القيام بدراسات واستبيانات اكثر لكي نعرف حقيقة الوضع الآن قبل البدء بالعلاجات.
بعد ذلك قدم المشاركون تقارير عن اوضاع الاعلام في بلدانهم ،واقتراحاتهم لمواجهة هذه الازمة. وتحدث ممثل نقابة المحررين الزميل واصف عواضة فقال :لقد لاحظت من خلال الاستماع الى الزملاء اننا نقرأ في كتاب واحد ،لأن المشكلة واحدة والهم واحد ،وعلينا ان نصب جهودنا على معالجة ازمة البطالة في القطاع الصحفي نتيجة الاعلام الجديد وتداعياته على المهنة. ولن اكرر بالطبع ما قاله الزملاء ،ولكن اسمحوا لي ان اتوقف امام ازمة الصحافة في لبنان ،ويؤسفني ان ابلغكم انه قبل يومين فقط اقفلت في لبنان دار صحافية عريقة عمرها 75 سنة ،وهي دار الصياد التي تصدر ست مطبوعات بينها صحيفة الانوار،وهناك اكثر من ماية من العاملين فيها صاروا بلا عمل .وقبلها اقفلت جريدة السفير والاتحاد ومطبوعات اخرى ،فيما معظم المؤسسات الاعلامية يصرف جزءا من العاملين ويخفض رواتب الباقين. اضاف: انها ازمة اكبر من لبنان والعالم العربي ،فكيف نواجهها؟وعندما اقول نواجه فلا اعني الصدام مع التطور. لسنا ضد التطور ،وهو نعمة وليس بنقمة اذا احسنا التصرف والتعامل معه ،وبالتالي مهما فعلنا فإننا لا نستطيع ان نعيد الزمن الى الوراء. لذلك علينا اجتراح سبل ايجابية للمواجهة ونبحث عن كيفية توفير الدعم للصحافة بجناحيه المكتوب والرقمي.
وقال: نحن في لبنان اعددنا بعض الاقتراحات وحاولنا تحويلها الى قوانين ،لكن للاسف الحياة السياسية عندنا شبه معطلة ،ولم نوفق حتى الان في تحقيق اهدافنا ،لكننا سنواصل جهودنا في هذا السبيل. اما في التنظيم النقابي فيجب اجراء تعديلات كثيرة لاستيعاب العاملين في الاعلام الجديد،ولكن ضمن ضوابط مشددة لا تسمح للمتطفلين على المهنة ان ينتسبوا الى النقابات.
ويواصل الاجتماع جلساته غداويصدر التوصيات مساء.