اجتماع البريكس نحو عالم جديد :تطورات ساخنة ولبنان مصرّ على الإستيراد (علي يوسف)
كتب علي يوسف – الحوار نيوز
لبنان ينتظر تجدد الاشتباكات وعلى اعنف في مخيم عين الحلوة ،وتحركات شعبية يجري التحضير لها في تشرين الاول مع تعطيل دور الاجهزة الامنية بخفض المساعدات الاميركية والقطرية ….
سوريا تتعرض لمزيد من الغارات العدوانية الاسرائيلية ولاشتداد الحصار لزيادة الازمة الاقتصادية والمعيشية ، وتحريك مجموعات احتجاجية في درعا والسويداء تم قمعها في درعا ويرتقب قمعها في السويداء خلال اليومين المقبلين، وتحركات مشبوهة متزايدة للقوات الاميركية في سوريا والعراق وتدريب “جماعات اسلامية” من قبل القوات الاميركية لمحاولات مرتقبة لاقفال الحدود العراقية السورية بالارهاب …
السودان يشهد اشتداد المعارك التي تدار اميركيا بين حليفيها المتصارعين ..
ضغوطات على الاردن ومصر لزيادة ازماتهما واشتداد القبضة الاميركية عليهما بالمباشر ام بواسطة صندوق النقد الدولي …
في اوكرانيا تأجيج العمليات العسكرية عبر الرئيس الدمية زيلنسكي ،وزيادة المساعدات الاميركية وفرض زيادة المساعدات الاوروبية لزيادة المآزق الاوروبية اقتصاديا وبالتالي اجتماعيا …
لفهم كل ذلك يجب النظرالى جدول اعمال اجتماع دول البريكس في جنوب افريقيا ، حيث تتم مناقشة ما يغيّر العالم وما يهدد بحرب كونية ،في ظل وجود مافيا دولية تحكم الولايات المتحدة الاميركية ولا ترى في العالم الا موارد ثروة لها، بغض النظر عن الدول والسيادة والشعوب والمجتمعات والحقوق الانسانية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والصحية لهذه الشعوب ….
دول البريكس التي تشكل ٢٥في المئة من الاقتصاد العالمي ،و٤٠ في المئة من عدد السكان تبحث في :
– طلب انضمام ٢٠ دولة اليها ،بعضها من اكثر الدول غنى بالمواد الاولية وبحيث تضم معظم دول آسيا وغربها ومعظم دول افريقيا ودول اميركا الجنوبية، بما يجعل عدد سكان المجموعة حوالي ٣مليار و٢٠٠ مليون نسمة ،اي حوالي ٦٠ في المئة من سكان العالم في مقابل ٨٠٠ مليون نسمة فقط للدول الصناعية الاميركية الغربية ….
– تعزيز دور بنك التنمية لدول البريكس ليكون بديلا اكثر جدوى واقناعا واكثر قانونية من صندوق النقد الدولي الذي يمارس السياسات الابتزازية للمافيا الاميركية …
– اعتماد العملات المحلية في التجارة البينية ،بحيث يتولى بنك التنمية منصة المقاصات القيمية لهذه العملات بين الدول الاعضاء والمستفيدة والداعمة …
كل ذلك يعني في حال حصوله :
١- تحقيق الغاء سيطرة القطب الواحد على العالم وتعدد الاقطاب …
٢- بداية الانهيار التدريجي لنفوذ المافيا الاميركية على العالم سياسيا واقتصاديا ..
٣-واكثر من ذلك حصار النفوذ الاقتصادي الاميركي تجارة وعملة تبادل ونفوذ ..؟!
لن اضيف بعض الاجتماعات والاحداث الاقليمية في اكثر من مكان في العالم التي تعززانهيار القطب الاميركي الواحد ، ومنها مثل ساطع تطور العلاقات السعودية الايرانية .. فاجتماع دول البريكس في جنوب افريقيا اسطع من ذلك..ولا يحتاج الى زوائد …
وبرغم انه سيكون هناك كلام اوسع واكثر وضوحا بعد انتهاء اجتماع البريكس وظهور نتائجه بوضوح ،الا انه يجب القول اننا امام حرب عالمية، اما ان تتحول نووية في بعض اوجهها ومناطقها او تبقى محصورة في اختبارات موازين القوى ، وبحيث تقتنع المافيا الاميركية بنتائج الاختبارات، وبحيث يتم الاقرار بالتحولات وبالموازين بناء للاختبارات والقناعة بعدم ضرورة العمليات الجراحية ،فنذهب باتجاه التسويات المتدرجة بناء للوقائع المتدرجة ….!!
في كل هذا الواقع ومتغيراته واحتمالاته لن تجدوا اي لمعة حضور او معرفة او تفاعل او رؤية لبنانية … فالفكر اللبناني تعوّد ان يكون مستوردا للنتائج لا فاعلا في الوصول اليها .. واذا كنا سنجد المقاومة مشاركة في رسم واقع الإقليم، فإن قناعتها الوضعية للبنان تترك فراغا يجعل الحلول مستوردة فتشارك فيها كمصدّر وليس كصانع محلي …