اتفاقية تعاون بين الجامعة الاسلامية والامن العام
برعاية سماحة رئيس المجلس الشيعي الأعلى ورئيس مجلس أمناء الجامعة الاسلامية في لبنان الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان ممثلاً بسماحة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ، وقعت رئيسة الجامعة ا.د. دينا المولى، إتفاقية تعاون مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في حفل اقيم قبل ظهر اليوم في المجمع الجامعي في الوردانية، وحضره مفوض الحكومة لدى مجلس الإنماء والإعمار الدكتور وليد صافي ممثلا وزير التربية أكرم شهيب ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط، الدكتور ناصر مرعي ممثلا الوزير حسن مراد، أمين عام المجلس الشيعي نزيه جمول،عضو الهيئة الشرعية في المجلس مفتي صور وجبل وعامل الشيخ حسن عبد الله، مدير عام وزارة الإقتصاد والتجارة عليا عباس، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان العقيد جوزف غنوم، امين عام الجامعة الدكتور حسين بدران، اللواء ابراهيم بصبوص، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي جورج مخول، رئيسة جمعية "واحة الامل" فاطمة قبلان وحشد من علماء الدين ورؤساء البلديات وشخصيات وهيئات تعليمية وقيادات أمنية وعسكرية.
إستهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم تقديم من المهندس أمثل الحكيم، ثم ألقت د.المولى كلمة ترحيبية بالحضور في رحاب الجامعة الإسلامية في لبنان التي تعتز بتشريفهم، وقالت: نستقبل اليوم سعادة اللواء عباس ابراهيم، المدير العام للأمن العام، صاحب التاريخ المهني المميز الذي تجاوز حدود الوطن، رجل لم يعرف الفشل أو الهزيمة، فهو العسكري الحازم والمتصدي لمهمات حفظ الأمن وملاحقة شبكات الإرهاب بضربات مسبقة حفظت أرواح المواطنين. ونشر رجاله على الأرض للحماية والمراقبة، وهو الرجل المفاوض ببراعة وجرأة استطاع إستعادة المخطوفين ولم يفرق بين لبنانيين وغيرهم منطلقا من الرسالات السماوية، وهو السياسي الذي إمتهن تدوير الزوايا في عز الأزمات السياسية لإستخراج الحلول وإستقامة الأمور وتخفيف التشنجات وإعادة التواصل بين الفرقاء للوصول إلى حلول ترضي الجميع وتبعد الإنقسامات في وطن يرزح تحت الكثير من الأزمات، هو رجل الإدارة والحداثة والتجديد والعصرنة اذ واكب التطور و جعل من مديريته أنموذجاً للإدارة ويطمح إلى المزيد، تجاوز حدود التطوير في المباني وآلية العمل والتنظيم وصولاً إلى العنصر البشري فلم يكتف بإستقدام المعدات والأسلحة المتطورة والعتاد العسكري فإنه اليوم يريد العمل على تطوير القدرات العلمية والدفع بعناصر الأمن العام نحو رفع المستوى والتحصيل العلمي وإرتياد الجامعات إلى أبعد درجاته وفي الإختصاصات كافة، إنه فعلاً الرجل المثالي في التخطيط والإعداد والرؤية.
واردفت… نحن اليوم نستقبلك في الموقع الذي أحبه الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر واختاره منذ أكثر من نصف قرن ليكون موقعاً لجامعة حلم بها. حقق البداية والتأسيس الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين وأوصلها إلى هنا الإمام قبلان بعزيمته وإرادته وبرعاية دائمة من دولة الرئيس نبيه برّي.إنها الجامعة التي ولدت ونمت وتوسعت وكبرت بما تزودته من خبرات ومهارات ورسّخت جودة التعليم والبحث العلمي وفق أرقى المعايير الدولية ومستجدات العصر والتطورات التكنولوجية ووظفتها بأسلوب مثالي مكنت الطالب من المعرفة والكفايات والمهارات وساعدت في تأمين نجاحهم في سوق العمل في لبنان والخارج. إنها الجامعة التي حملت شعار جامعة لكل الوطن وجامعة لكل العرب استطاعت الوصول إلى العالمية وإلى ترؤوس إتحاد الجامعات الفرنكوفونية في الشرق الأوسط وعقدت إتفاقيات تعاون مع العديد من الجامعات في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وآخر ما حصلت عليه هو الإعتماد المؤسسي من فرنسا HCERES لمدة خمس سنوات دون شروط وهذا نادر جداً على صعيد نظام الإعتماد الأوروبي والعالمي.
وختمت بالقول: هذه هي الجامعة التي تفتخر اليوم بإتفاقية الشراكة مع المديرية العامة للأمن العام وتعتز بالثقة التي أولاها إياها سيادة اللواء عباس ابراهيم وسيساهم في رفعة وتطوير المستوى الأكاديمي للطلاب الوافدين من هذه المؤسسة التي غيّرت وجه الإدارة في لبنان، وسوف نواكبهم في سيرتهم الأكاديمية وعلى كل الأصعدة فما نقوم به هو واجب علينا وأمانة بعنقنا ورسالة نؤديها بكل أمانة ومهارة. أجدد ترحيبي بسعادتكم وبكل الضيوف والحضور والزملاء وأهل الجامعة فنحن وإياكم شركاء مؤتمنون على شباب إختاروا الخدمة العامة لمستقبلهم ونحن سنكون بإذن الله خير حافظ لهذه الأمانة.
ثم القى اللواء ابراهيم كلمة فقال :"بداية، اتوجه بالتهنئة الى ادارة الجامعة الاسلامية في لبنان ممثلة بالاستاذة الدكتورة دينا المولى، والهيئة التعليمية ، على افتتاح المجمع الجديد في بلدة الوردانية العزيزة على لبنان كله كما على اقليم الخروب والشوف، وأخص بالتهنئة رئيس مجلس الامناء صاحب السماحة الشيخ عبد الامير قبلان، الذي يواصل مسيرة عظيمَيْن اثنين سماحة الامام المغيب السيد موسى الصدر، مُطلق فكرة هذا الصرح الاكاديمي، وسماحة الامام الراحل مهدي شمس الدين الذي حوّل الحلم الى حقيقة، والفكرة الى واقع مؤثر أكاديمياً وتربوياً في لبنان الذي يمتاز بالمستويات التعليمية التي يقدمه"ا.
وأضاف… "ان مذكرة التفاهم بين المديرية العامة للامن العام وبين الجامعة الاسلامية التي نحن بصددها، تشكل خطوة نوعية تضاف الى مثيلاتها التي كنا قد وقعناها مع صروح جامعية أخرى، حول اطلاق برامج تعاون تمكّن ضباط ومفتشي ومأموري الأمن العام الحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه، بعدما آلينا على أنفسنا ألا نوفّر جهداً في تطوير قدرات عسكريينا ومعارفهم في مختلف المستويات العلمية والاكاديمية، لأن شعارنا هو الخدمة والتضحية، والمعرفة في قناعتنا هي الاساس الصلب في تقديم الخدمات المميزة التي تتلاءم وروح العصر، كما انها الركن الاساس لفهم معنى التضحية بأسمى معانيها، من أجل وطن قوي وعادل ومستقر، ومن أجل مواطنة تشع بالتربية الاكاديمية المسؤولة".
وتابع "ان الثقة المتبادلة بين الامن العام والجامعة الاسلامية التي نباشرها اليوم، انما تعزز الثقة المطلوبة والضرورية بين المؤسسات الرسمية وبين المؤسسات الاكاديمية والتربوية في سبيل تمتين اواصر التعاون الهادف الى الاعتماد على المعرفة والعلوم في عصر ما عاد ينتظر ولا يحتمل محدودي الأفق، وفي عصر لا مكان فيه إلا للأقوياء بعقولهم. ففي عصر الثورة الرقمية الذي نعيشه، صار لزاماً علينا ان نمضي أكثر فأكثر في توسيع بروتوكولات التعاون العلمي مع مختلف الجامعات، لفتح الآفاق أمام كل العسكريين في الأمن العام".
وقال :"اننا نتطلع الى التعاون المثمر والتكامل بين "ثنائي" الخدمات والامن من جهة، وبين الاطار التعليمي والتربوي من جهة أخرى، للارتقاء بوطننا إلى حيث الدول الناجحة. فشكرا للجامعة الاسلامية التي آلت على نفسها، في الفكر والممارسة، العمل على الاندماج الوطني في دولة عادلة لمواطنين أحرار متساوين، والتزامها بأن يكون الإيمان والعلم مصدرين يتكاملان في الوطن والمواطن. ان ما ترمي اليه مذكرة التفاهم من تسهيلات، هي محل تقدير عميق وشكر صادق، تهدف الى اطلاق مشاريع علمية وبحثية، وتعالج التحديات التربوية التي تفرضها روح العصر الرقمي خصوصاً في مجالات الإدارة الحديثة، فقيمة لبنان هي في مستوياته العلمية، والجامعة الاسلامية كما شقيقاتها من الصروح العلمية الأخرى، يشكلون ضمانة مستقبل لبنان العلمي".
وأردف… "إن الايمان الحقيقي، والعمل الجاد والمسؤول لبناء لبنان العصري والحديث والمتنور، بحاجة فعلية لارتياد حقول المعرفة الحديثة للمساهمة في إثراء التقدم العلمي من أجل اللحاق بالمجتمعات التي سبقتنا في ميدان العلوم الحديثة، وهذا ما نسعى والجامعة الاسلامية الى تحقيقه خصوصاً في ظل التحديات والاخطار التي تهدد الأمن الوطني بسبب الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة، وكذلك جراء اللهيب المشتعل على مستوى الاقليم ككل".
وختم بالقول :"اخيرا، اغتنم هذه المناسبة لاؤكد للبنانيين ان المديرية العامة للأمن العام ستبقى على عهدكم بها ان لجهة حضورها في ميادين الادارة والخدمات، او لجهة جهوزيتها الامنية في مكافحة الارهاب لينعم لبنان وشعبه بالطمأنينة والامان."
بعدها وقعت د.المولى واللواء ابراهيم على مذكرة التعاون، ثم قدمت درع الجامعة للواء ابراهيم عربون وفاء ومحبة وتقدير، واقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.
بعدها قام اللواء ابراهيم وجمول واعضاء من الهيئة التعليمية في الجامعة بجولة في اقسام وارجاء الجامعة، حيث ابدى اللواء ابراهيم اعجابه بالجامعة وحجمها وموقعها الأكاديمي.
وتنص مذكرة التفاهم على توثيق اواصر التعاون بين الطرفين، لما فيه رفع مستوى ابناء المجتمع في التعليم العالي وفي الاختصاصات كافة التي تؤديها الجامعة الاسلامية في لبنان، واتفق الفريقان على التعاون في ما بينهما لجهة تسجيل طلاب الامن العام في كافة الكليات وفي مراحل الاجازة – الماجستير والدكتوراه وفقاً لاحكام المذكرة، وتقدم الفريق الثاني(الامن العام) بتقديم التسهيلات للجامعة في المواضيع المتعلقة بعمل الامن العام على ان يتم التنسيق في هذا الاطار بين الممثلين الخاصين للفريقين.
وتتضمن المذكرة تعاون الفريقين لاقامة دورات تدريبية ونشاطات مشتركة في كافة المجالات الثقافية والتربوية والرياضية. ويتعهد الفريق الأول(الجامعة الاسلامية) بفتح مؤسساته لطلاب الجامعة وعسكريي الأمن العام في مجال التدريب والدراسات والمشاريع التي تتعلق بمشاريع التخرج والأنشطة وفق برامج محضرة ومنسقة مسبقاً بين ممثلي الفريقين. كما ويقدم الفريق الثاني التسهيلات الممكنة لطلاب الجامعة في نفس الإطار.