سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: الحراك الرئاسي يدور في حلقة مفرغة بانتظار الحسم من الخارج

 

الحوار نيوز – صحف

ما يزال الحراك حول الاستحقاق الرئاسي يدور في حلقة مفرغة بانتظار الحسم من الخارج ،أميركيا وفرنسيا وسعوديا ،وهو ما ظهرته صحف اليوم.

 

 

 

النهار عنونت: “المعاندة” الفرنسية تحفّز “الحزب” على التهويل؟

 وكتبت صحيفة “النهار”: فيما عادت امس الحركة السياسية بتثاقل عقب عطلة عيد الفطر ووسط مزيد من التلبد في الأجواء التي تسود واقع الازمة الرئاسية، يبدو من الواضح تماما ان ثمة مرحلة تصعيدية قد بدأت منذ ما قبل العطلة ولكنها تصاعدت بقوة في الأيام الأخيرة منذرة بمزيد من التأزم في الفترة الطالعة. ففي الوقت الذي يستعد فيه رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لاعلان ترشحه “رسميا” مساء اليوم عبر محطة “الجديد” وشرح برنامج أهدافه وتعهداته وحيثيات التحالف الذي رشحه قبل ان يعلن ترشحه بنفسه، بدا المشهد السياسي كما لو انه ضرب بقوة بموجات ساخنة مما يضع التطورات المتصلة بالازمة الرئاسية اشبه بجولات قتالية. ولعل العامل الأشد اثارة لشحن الواقع السياسي بجرعات كبيرة من التوتر تمثل في تعمد خطير لـ “حزب الله” الى اطلاق شحنات من الاستفزاز لخصومه ومعارضي خيار انتخاب فرنجية من خلال دفع الحزب لقادة ومسؤولين فيه الى اطلاق مواقف تهديدية وتهويلية على غرار تهديد الشيخ نعيم قاسم بخيار انتخاب فرنجية او الفراغ او من خلال استتباعه بتهديد السيد هاشم صفي الدين للمعارضين بانهم سيفوتون فرصة الركوب في القطار اذا ظلوا على رفض ما يعرض عليهم، بما يعني القبول بفرنجية او الاقصاء السياسي.

احدثت هذه الموجة الطارئة من التهديدات ترددات خطيرة في كواليس الازمة الرئاسية ليس لكون الأوساط السياسية كافة ليست معتادة على هذا النمط من الخطاب التهويلي الذي يلجأ اليه الحزب في ازمان عدة سابقا، ولكن نظرا الى الخطورة التي يرتبها الحزب على نفسه في دفع البلاد الى مناخ مشحون لن يبقى فقط في الاطار السياسي بل سيتمدد حكما الى الاطار الطائفي، ناهيك عن التسبب بمزيد من الأجواء والمسببات والدوافع التي ستمعن في تعميق الازمة الرئاسية ولن تساعد اطلاقا في أي انفراج محتمل من شأنه فتح ثغرة في جدار الانسداد والتحدي والاستفزاز.

ولعل العامل الاخر الخارجي الذي لا يقل خطورة في هذا السياق تمثل في ما تداولته أوساط ديبلوماسية وسياسية ونيابية على نطاق واسع في الساعات الأخيرة لجهة تحميل الاليزيه تحديدا تبعة مباشرة او ضمنية في دفع “حزب الله” الى الاستقواء بموقف الرئاسة الفرنسية وفريقها الداعم بلا أي هوادة لترشيح فرنجية وعدم التبصر باخطار التزام موقف منحاز بهذا الشكل الامر الذي استغله الحزب في الداخل لاطلاق نمط تهديدي ينذر بعواقب وخيمة. حتى ان هذه الأوساط التي كان كثير منها على تواصل في الأيام الأخيرة مع باريس وواشنطن والرياض تخشى ان تؤدي المعاندة التي يبديها الفريق الرئاسي الفرنسي في المضي بدعم فرنجية ورفض رؤية اخطار إدارة ظهر باريس لجهات لبنانية واسعة ترفض خيار فرنجية كما ترفض انحياز باريس بهذا الشكل في الازمة الرئاسية ، الى اخطر سابقة في تدهور علاقات فرنسا مع جهات لبنانية معروفة بصداقاتها التاريخية معها من جهة والى استقطاب ذي طابع طائفي لدى القوى المسيحية على قاعدة يجمعها فيها رفض الخيار الذي تندفع اليه باريس والسعي الى ترجمة هذا الالتقاء بالاتفاق على لائحة أسماء لمرشحين اخرين .

وتشير المعلومات المتوافرة في هذا السياق الى ان لقاءات لرؤساء احزاب ونواب مستقلين أجريت مع الديبلوماسية الفرنسية على مختلف مستوياتها تميزت اخيرا بخلاف واضح فيما يرجح ان تكون وفود نيابية لبنانية زارت العاصمة الاميركية أخيرا قد بحثت مع المسؤولين الاميركيين الذين التقتهم سبل لجم وتجميد المقاربة الفرنسية. وفي هذا السياق اعربت مصادر سياسية عن اعتقادها بان البيان الذي اصدرته وزارة الخارجية الفرنسية، واعلنت فيه ان لا مرشح رئاسيا لفرنسا في لبنان فيما ان الخارجية الفرنسية لم تبرز مرة في كل المقاربة الفرنسية المتعلقة بالرئاسة اللبنانية، قد يكون اتى من باب اتصال اجرته الخارجية الاميركية بنظيرتها الفرنسية من اجل تخفيف الاندفاعة الفرنسية التي اقلقت للغاية قوى لبنانية بتبنيها موقف الثنائي الشيعي ومرشحه وتولي التسويق له بما وضع فرنسا في مواجهة مباشرة مع هذه القوى التي ترى خطرا كبيرا في تبني دولة مثل فرنسا مقاربة فريق مسلح قادر على تعطيل البلد وتراعيه لهذه الاعتبارات بدلا من ان تدعم القوى التي تتصدى لسيطرة السلاح. وقد تحول الجهد المعارض الى التصدي للمقاربة الفرنسية التي يرى كثر من السياسيين انها باتت تشكل احراجا لادارة الرئيس ايمانويل ماكرون من حيث عدم قدرتها على التراجع وحاجتها الى احداث اختراق ديبلوماسي وسياسي في لبنان يساهم في تعزيز الوضع الداخلي للرئيس الفرنسي .

واللافت انه نقلت عن مسؤولين اميركيين او ديبلوماسيين سابقين لا يزالون يتابعون الوضع في لبنان مواقف متحفظة بل ورافضة لمضمون المقاربة الفرنسية كما ان في هذه التحفظات ما يوحي بان الاميركيين يعتقدون بان الفرنسيين ذهبوا ابعد مما يشكل اطارا لتوكيلهم في مساعدة لبنان.

وزير الخارجية الإيراني
وسط هذه الأجواء سيحط اليوم رحاله في بيروت وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على ان يبدأ زيارة رسمية ليومين يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين، وقد حُدّدت له غدا الخميس، ثلاثة مواعيد مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب. وتترقب الاوساط السياسية ما سيحمله وزير الخارجية الإيراني، وما اذا كانت مرتبطة مباشرة بتطورات الملف الرئاسي في ظل التقارب الحاصل بين ايران والمملكة العربية السعودية .

وغداة المواقف التي اطلقها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع واكد فيها ان “القوات” لن تنتخب او تؤمن النصاب لاي مرشح من محور الممانعة، غرد عضو امس عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك عبر تويتر كاتبا “أَنذر السيد هاشم صفي الدين المعارَضة بأن تَقبل بمرشحِ حزب الله وإلا فوتّت فرصة لن تتكرر لركوب قطار سفَربرلِك المُمانِع. الموقف يستلهِم السلاح لا حقيقة ما آلت اليه الطبخة الرئاسية. جوابنا، الأحرار لا يخشون السلاح، والدستور أقوى وإن بَدا هشّاً لِمن امتهَنوا الزِندَ والزناد دستوراً”.

سخونة ملف النازحين
ليس بعيدا من المناخات السياسية تسارعت التطورات المتصلة بملف النازحين السوريين بعد التصعيد الذي سجل إعلاميا واجرائيا عقب ترحيل عشرات من النازحين المخالفين . وفيما سجلت تحركات متسارعة لعدد من البلديات لاجراء مسوحات وكشوف لتسجيل النازحين وتقييد تحركاتهم في نطاق عمل هذه البلديات اطلقت دعوات الى النازحين مجهولة المصادر على مواقع التواصل للتجمع والتظاهر اليوم امام مبنى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فيما ووجهت بدعوات مضادة لبنانية للتجمع ضدها ومنعها من التظاهر . وعلى الأثر وجّه وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي مساء كتاباً إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لمنع التظاهر من قبل النازحين السوريين والتظاهرات المضادة لها، بحيث أنّ الدعوة لهذه التظاهرات قد تؤدي إلى حدوث إشكالات أمنية بين المتظاهرين في نطاق المناطق التي ستقام فيها. وفيما يعقد اجتماع قبل ظهر اليوم في السرايا برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي للبحث في ملف النازحين السوريين، ابدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان “قلقها البالغ” تجاه “تقارير عن ترحيل اللاجئين السوريين قسراً من لبنان”، مؤكدة أنها “تتابعها مع الاطراف المعنية”. وقالت المفوضية، ردّاً على سؤال لـ”النهار”: “استناداً للمعلومات من اللاجئين، وبحسب تقارير عدة، تلحظ المفوضية زيادة في عدد المداهمات في صفوف سوريين في كلّ من جبل لبنان وشمال لبنان. ولغاية شهر نيسان الحالي، علمت المفوضية بما لا يقل عن 13 مداهمة تم تأكيدها”. وأضافت: “تلقت المفوضية أيضا تقارير عن سوريين محتجزين بهدف ترحيلهم في ما بعد، ومن بينهم من هو معروف ومسجلّ لدى المفوضية”. ودعت المفوضيّة إلى “احترام مبادئ القانون الدولي وضمان حماية اللاجئين في لبنان من الإعادة القسرية”.

وفي هذا الملف برز موقف لافت امس للنائب اللواء جميل السيد اذ غرد عبر حسابه على “تويتر” قائلا: “نحن آخر من يمكن اتهامه بالعنصرية ولا سيما ضد السوريين، ومع ذلك فإنّ قضية النازحين هي أكبر وأخطر من أن يتحمّلها لبنان على المدى القصير والبعيد! وما تفعله بعض دول الغرب توطين بكل معنى الكلمة في الوقت الذي تسهّل فيه هجرة المسيحيين من لبنان، وكل زعيم لبناني ساكت حتى الآن متآمر. سبع مدارس مخصصة للنازحين يتم بناؤها في مناطق عدة، كل بناء من ثلاث طبقات وكل طبقة ??? متر مربع، مع ملاعب وغيرها! وزارة التربية ملزمة تعليمهم المنهاج الدراسي اللبناني وليس المنهاج السوري، وهذا معناه ان الخطة بألا يعودوا ابداً الى بلدهم، وغداً ستكون هناك أسلحة في مخيماتهم”.

  

 

الأخبار عنونت :حركة رئاسية بلا بركة في غياب واشنطن

 وكتبت هيام القصيفي في صحيفة الأخبار:

 

يمكن لفرنسا أن تناقض نفسها في الملف الرئاسي، ويمكن للسعودية أن تلاقيها في منتصف الطريق أو ترفض وساطتها. لكن ما يغيب عن بال الوسط السياسي أن واشنطن لم تقل كلمتها بعد.

بين باريس والرياض، انشغل الوسط السياسي بمتابعة الحركة الثنائية والمعلومات المتناقضة حيال آفاق العلاقة بين الطرفين في ما يتعلق بالملف الرئاسي اللبناني.

وبين العاصمتين، وما رافق الاتصالات الثنائية والحركة العربية في اتجاه سوريا، غفل المسؤولون المولجون الاتصالات الرئاسية عن أن ثمة طرفاً أساسياً لم يقل كلمته بعد، ومن الصعب على السعودية أو فرنسا تجاوزه.
حتى الآن، باستثناء بيان نيويورك واللقاء الخماسي في باريس، لم تظهر واشنطن أي فاعلية في مقاربة الملف الرئاسي. استفادت باريس من انحسار الدور الأميركي لتقديم نفسها وسيطاً، من دون تكليف رسمي، بين إيران والسعودية وحزب الله والقوى السياسية، فجمعت في جعبتها أضداداً في مقاربة الوضع اللبناني والإقليمي، وتقدّمت حركتها على المسرح السياسي وكأنها تختزل القرار الدولي في ما يتعلق باختيار رئيس الجمهورية. وعكست حركة الفريق المحيط بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اهتماماً مضاعفاً في الأيام الأخيرة، وكأن هناك تقدماً ما يحرزه هذا الفريق، فيما الخلاف يكبر بين فريقي الإليزيه والخارجية الفرنسية حول لبنان وغيره من الملفات الديبلوماسية. لكن ما أوحى به هذا الفريق، وما وقع فيه بعض الساسة اللبنانيين، يقابله نأي واشنطن بنفسها عن الملف في الأشهر الأخيرة، فبدت وكأنها تتفرج على الحركة الفرنسية، وعلى الاندفاعة العربية – السعودية تجاه دمشق، من دون أن تبادر إلى وضع النقاط على حروف الوساطات والاتصالات الفرنسية – الإيرانية – السعودية.

واقع الحال، بحسب معلومات دوائر ديبلوماسية أميركية، أن الموقف الأميركي يُفهم لبنانياً وإقليمياً على غير ما هو عليه. صحيح أن أي قرار حاسم لم يتخذ بعد في تحديد مستقبل الرئاسة وهوية الرئيس المقبل، إلا أن من غير المنطقي التعامل مع واشنطن على أنها غائبة بالمعنى السلبي عن الملف. فهذه الأخيرة لا تقف متفرجة، من دون أن يكون لها رأي في كل ما يحدث في الشرق الأدنى والأوسط، لا في اتجاه سوريا ولا في اتجاه مستقبل الاتفاق السعودي – الإيراني وتأثيراته في ساحات لواشنطن رأي فيها. ولا يمكن التعامل مع أي حراك عربي – سعودي تجاه دمشق على أنه سائر نحو خواتيمه إذا تخطى دور الولايات المتحدة، وهذا ما أظهرته التجارب الماضية وما سيظهره مسار الحدث السعودي – السوري. أما لبنانياً، فلا تزال الولايات المتحدة تتعامل مع لبنان على أنه ساحة تملك دوراً فيها، وزيارة مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى باربارا ليف إلى بيروت الشهر الفائت حملت في طياتها هذه الرسالة. وهي حريصة على الحفاظ على هذا الدور بقدر حفاظها على استقرار مضبوط الإيقاع فيها وبأدواتها ومواقع القوى فيها من عسكرية وسياسية. وهي مالت في الوقت نفسه، خلال الأشهر الماضية، إلى توجيه رسائل واضحة ومضبوطة، من دون حملات إعلامية و «إضافات» طبعت مسار تعاطي فرنسا مع الرئاسيات.

يراهن مختلف الأطراف على إبقاء الفراغ أطول فترة ممكنة حتى يتضح الموقف الأميركي

لواشنطن مرشحها أو مرشحوها، ولها أسلوب عمل مختلف. فلا يمكن التعامل، مثلاً، مع التحرك القطري بمعزل عن الإدارة الأميركية لسحب الرئاسيات إلى مكان آخر. علماً أن في واشنطن مركز قرار واحداً لإدارة هذا الملف. ولا يمكن قراءة مسارها في لبنان وكأنها خسرت أوراقها فيه وفي المنطقة، وأنها في صدد رسم استراتيجيتها على وقع أي اتفاق جانبي في المنطقة، أو تأثيرات علاقات باريس مع إيران. ثمة قراءة خاطئة تستعجل وضع الموقف الأميركي في غير موضعه الحقيقي. وهذا سيتبلور تدريجاً، ويظهر في لقاءات في المنطقة تتعلق بلبنان وبدول الجوار. لكن ما هو أكثر وضوحاً أن الموقف الأميركي قد لا يكون يصب حكماً في السير بخطوات سريعة نحو إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهنا قد يتقاطع موقفها في جوهره مع الموقف السعودي، فمن هو قادر على انتخاب رئيس للجمهورية «فليفعل من دون أن يطلب شيئاً منا». وهذا يعني أن الفراغ يساوي في مكان ما انتخاب رئيس من دون رضى الطرفين المعنيين، وفي الحالتين يصبح للانهيار حضور متجذر أكثر في البنية الاجتماعية والاقتصادية والمالية. وخطورة هذا الواقع أن البعض تعامل مع مراحل الاتصالات الأخيرة على أنه يمكن القفز فوق الموقف الأميركي بالاتكاء على باريس. ولعل حزب الله يدرك تماماً أن هذه المعادلة السياسية الدولية غير قائمة أصلاً، ولا مقارنة بين موقعي فرنسا وواشنطن في لبنان وفي أوروبا أو على مستوى الصين وروسيا وإيران. لكنه أكثر الذين يستفيدون اليوم من هذا الحراك، مدركاً في الوقت نفسه أن القطبة المخفية لا تزال في جعبة واشنطن. من هنا يمكن فهم رغبة أكثر من طرف محلي من الاتجاهين، في إبقاء الفراغ أطول فترة ممكنة حتى يتغير شيء ما في الحركة الدولية الكبرى، يمكن البناء عليه جدياً.

 

 

 

اللواء عنونت: «الملفات الإقليمية» تداهم الاستحقاق.. وباسيل يُحاذر المغامرة!
مهمة عبد اللهيان بين الملفات الغربية واللبنانية.. ومراسيم الزيادة لن تُعيد الإدارة إلى العمل

 وكتبت صحيفة “اللواء”:  فرضت زيارة وزير الخارجية الايراني أمير حسين عبد اللهيان نفسها بنداً على اهتمامات اللبنانيين، مع سائر الملفات المتدحرجة من مسألة اعادة نازحين سوريين الى بلادهم، حولهم اسئلة او شبهات من قبل القوى الامنية والعسكرية اللبنانية، الى الانشغال الدبلوماسي والرسمي بإعادة اللبنانيين الهاربين من جحيم الحرب الدائرة في السودان مع الحرص والشكر اللبنانيين، على غير مستوى للمساعدة الاخوية الكريمة التي قدمتها المملكة العربية السعودية لانجاز هذه العودة الآمنة. كل ذلك، مع اطلالة منتظرة منذ وقت للمرشح الرئاسي النائب السابق سليمان فرنجية رئيس تيار المردة، في وقت تبذل فيه الجهود لادارة اتصالات او مفاوضات تسمح بالعودة الى ساحة النجمة للاحتكام الى صندوقة الاقتراع، عبر مرشحين، الاول يدعمه الثنائي الشيعي (أمل – حزب الله) وهو فرنجية، مع قوى في 8 آذار، والثاني يرشحه تحالف المعارضة، غير المتفقة بعد، على ان يكون مرشحها النائب السابق صلاح حنين، وهو المقترح الذي يسعى الى تسويته النائب التغييري البقاعي غسان سكاف، والذي التقى لهذه الغاية امس رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي وعلى الرغم من التباين او الاختلاف مع حزب الله حول المرشح الرئاسي، إلا انه ابلغ سكاف عدم سيره في هذا الاقتراح، الذي من شأنه ان يحصر المعركة بين مرشحين، وليفز من يحصّل الاصوات فوق الـ65 التي تؤدي الى اعلان فوزه..

وحسب مصادر نيابية متابعة فإن باسيل، وهو يجري اتصالاته، سواء مع الفريق المسيحي المعارض لانتخاب فرنجية او مع النواب التغييرين يحاذر المغامرة في العلاقة مع حزب الله لجهة مدّ يد التحالف لخصوم الحزب في المعركة الرئاسية.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن أكثر من ملف يشكل محور متابعة على الساحة المحلية بدءا من الرئاسة مرورا بالنزوح السوري وصولا إلى قضية زيادة الرواتب. ورأت المصادر أن مقابلة رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية قد تعكس أكثر من معطى لاسيما أنه باشر بعقد سلسلة لقاءات في الداخل، لافتة إلى أن ما من تطورات جديدة في الاستحقاق الرئاسي في انتظار الحراك الخارجي أو بروز إشارات حول لبونة مواقف بعض الدول وفي مقدمها المملكة العربية السعودية حيال ترشيح فرنجية.

واعتبرت هذه المصادر أن الموضوع سيتضح أكثر في خلال هذه المقابلة.

أما بالنسبة إلى قضية النزوح فإن عودة البحث بها مجددا قد تفتح نقاشا عن خطة العودة المعلقة التي حضرت في اجتماع لجنة النازحين السوريين.

أما ملف الرواتب فإن موظفي القطاع العام قرروا التوقف عن العمل حتى الخامس من أيار المقبل ما يعني مواصلة الإضراب وتأخير إنجاز المعاملات. وأوضحت المصادر أن الموظفين رفضوا الزيادات التي أقرتها الحكومة بفعل عملية تآكل الرواتب.

واشارت مصادر سياسية إلى ان مسار انتخاب رئيس الجمهورية، مايزال متعثرا في ظل استمرار الانقسام السياسي الحاد، بين مؤيد وداعم لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري وكتلته النيابية مع حزب الله، مقابل رفض واسع، لاسيما من ممثلي المسيحيين عموما بالمجلس النيابي، ما أوجد حالة من التوازن السلبي بين الطرفين، يستحيل معها تحقيق تقدم ايجابي باتجاه تسريع الخطى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب وقت ممكن، مايعني ان أزمة الفراغ الرئاسي قد تطول أكثر من المتوقع، اذا بقيت المواقف على حالها وتشبث كل طرف بمواقفه المتشددة من دون أي تغيير، او تدخل فاعل من دول اللقاءالخماسي، لدفع مسار الامور بشكل ايجابي لانتخاب رئيس للجمهورية سريعا، وهذا غير متوقع ضمن خارطة التحركات العربية من

ملف الانتخابات الرئاسية حتى الساعة.

وشددت المصادر على ان الاندفاعة السياسية لفرنجية، منذ اطلالته من على منبر بكركي بعد مقابلته البطريرك الماروني بشارة الراعي مؤخرا والتي تزامنت مع حملة اعلامية ضخمه بتمويل من احد رجال الأعمال الأثرياء لتسويق ترشيحه، فرملت بقوة لسببين، الاول، عدم تأييد الدول المؤثرة في لقاء باريس الخماسي، لاسيما المملكة العربية السعودية، لتوجه باريس تسويق سلة متكاملة للحل، بترشيح فرنجية للرئاسة مع تسمية رئيس الحكومة المقبل وبرنامج عمل الحكومة الجديدة، ثانيا توسع حملة الرفض الداخلي لهذا التوجه الفرنسي، وخصوصا في الوسط المسيحي، بعد زيارة رئيس حزب الكتائب سامي الجميل لباريس ولقائه بمسؤول ملف الانتخابات الرئاسية، وابلاغه الرفض القاطع لهذا التوجه، والتي تزامنت مع اتهامات للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بتوظيف ترشيح فرنجية تماشيا مع مصالح فرنسا الاستثمارية في العراق وايران، على حساب مصلحة اللبنانيين، ما دفع وزارة الخارجية الفرنسية الى إصدار بيان، تتملص فيه من ان يكون فرنجية، مرشح فرنسا للرئاسة الاولى، ماوجه نكسة لاندفاعة فرنجية للرئاسة، بينما كشف صدور بيان الخارجية الفرنسية بهذا الخصوص، عن خلاف بين الديبلوماسية الفرنسية ومسؤولي ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية.

ومن وجهة نظر المصادر فإن نجاح المعارضة المشتتة حتى الساعة في الاتفاق على مرشح بديل للنائب ميشال معوض، قد يحرك مسار انتخاب رئيس الجمهورية من جديد، ويؤثر سلبا على ترشيح فرنجية ، ولكن لن يؤدي إلى حسمه بانتخاب رئيس للجمهورية، اذا بقي

الملف في خضم تجاذب واشتباك الدول المؤثرة بالداخل اللبناني، ولاسيما ايران على وجه الخصوص.

من جهة ثانية، تخوفت المصادر السياسية من التوقيت اللافت لاثارة ملف اللاجئين السوريين في لبنان على النحو الفتنوي والتحريضي الحاصل، والخشية من ان يستغل هذا الملف سلبا، للتاثير على ملف الانتخابات الرئاسية، واستعماله من قبل بعض الاطراف كعامل ضغط وتخويف لفرض مرشح رئاسي على الاخرين فرضا، ما يدخل لبنان في دوامة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار.

وعليه، فإن الانظار تتجه الى زيارة عبد اللهيان ومهمته الاقيمية الموزعة بين شؤون غربية تتعلق بالمفاوضات مع الولايات المتحدة حول الافراج عن الرهائن مقابل تحرير الاصول المالية الايرانية المحتجزة في المصارف الاميركية، فضلاً عن مسائل وشجون تتعلق بلبنان في مرحلة الانفراج الايراني – العربي، ومسألة ما يجري حول الرئاسة اللبنانية.سس

ويصل عبد اللهيان اليوم الى بيروت في زيارة ستستمرّ ليومين، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين، وفي توقيت مهم جداً بالشكل والمضمون، بخاصة وسط حراك دولي واقليمي بشأن الإستحقاق الرئاسي. بينما ينتظر لبنان ايضاً خلال الايام القليلة المقبلة وصول وزيرالدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي لمواصلة مساعه التوفيقي الرئاسي.

وسيلتقي عبد اللهيان غداً الخميس كلاً من الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب. على ان يتوجه إلى دمشق بعد بيروت، وهو وصل امس الى سلطنة عُمان تلبية لدعوة من نظيره العُماني بدر بن حمد البوسعيدي.

وتأتي زيارة عبد اللهيان وسط تطورات اقليمية بارزة عديدة منها: الإتفاق السعودي – الإيراني، والتطورات الأمنية في المنطقة خصوصاً بعد حادثة إطلاق صواريخ من لبنان وغزة والجولان بإتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتقارب العربي – السوري وبخاصة بعد زيارة وزير خارجية السعودية الى دمشق ولقائه الرئيس بشار الاسد.

وفي تقديرمصدر رسمي متابع للحراك الفرنسي، أن هناك مبالغات في تقدير وتظهير الموقف الفرنسي، سواء لجهة القول والحسم ان فرنسا ما زالت متمسكة بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وتسعى لإقناع الاطراف الاخرى اللبنانية والدولية بدعمه، اولجهة القول والحسم ان فرنسا بدّلت موقفها من فرنجية واسقطته من حساباتها وتعمل على اقتراحات اخرى.

وقال المصدر لـ «اللواء»: ان فرنجية مرشح طبيعي وثابت لرئاسة الجمهورية قبل وخلال وبعد المساعي الفرنسية، ومن الطبيعي ان تكون له اطلالات اعلامية لشرح موقفه، كما ان موقف الخارجية الفرنسية «طبيعي وتقليدي» إذ لا يمكن لدولة تسعى لحل ازمة الشغور الرئاسي وتقوم بوساطات مع كل الاطراف، ان تتبنى علناً ترشيح اي شخص، لكن الثابت ان ملف الاستحقاق الرئاسي ليس بيد الخارجية الفرنسية بل بيد القصر الرئاسي الفرنسي وفريق عمل الرئيس إيمانويل ماكرون، وما قالته المتحدثة بإسم الخارجية كلام «عام ودبلوماسي» وجاء رداً على سؤال، بينما كان مؤتمرها الصحفي لموضوع آخر غير الموضوع اللبناني.

ويرى المصدر ان المسعى الفرنسي ما زال قائماً بدعم فرنجية وقد تكون هناك خيارات اخرى لاحقاً، وقد يتم تفعيل هذا المسعى بالتواصل مع شخصيات لبنانية اخرى بعد دعوة فرنجية ورئيس «الكتائب» سامي الجميل الى باريس للقاء مستشار الرئيس باتريك دوريل، ومنها لقاءه ممثل للتيار الوطني الحر النائب سيمون ابي رميا، لكن هذا المسعى الفرنسي لم – وربما لن- يصل الى النتيجة المرجوة قريباً نتيجة تعقيدات الازمة وتداخل اطراف كثيرة داخلية وخارجية فيها، وهي مختلفة التوجهات والاهداف. ولن يتم تظهير اي نتيجة قبل حسم ملفات اخرى في المنطقة اكبر واهم من ملف لبنان، بدءاً من اليمن وصولاً الى سوريا وحل موضوع علاقاتها بالدول العربية، وموضوع عودتها الى جامعة الدول العربية، التي لا زالت هناك عوائق امامها مرتبطة بالموقف السوري نفسه من الشروط التي تطرحها بعض الدول العربية لعودتها.

لكن تعدد القراءات لمواقف فرنجية من طرفي المؤيدين لترشيحه والمعارضين له، دفعت فرنسا الى تخفيف الاندفاعة اللبنانية في التفسير والتحليل والاستنتاج، والى تكثيف تحركها «الاستطلاعي» مع لبنان والدول المعنية، لحين نضوج الحراك الاقليمي حول الملفات الاخرى، وكبح جماح التعطيل الاميركي القائم في الظل لكل هذا الحراك الاقليمي، سواء التقارب السعودي- الايراني او الانفتاح العربي على سوريا… ومع ذلك تؤكد كل التسريبات حتى من معارضي وصول فرنجية، ان فرنسا ما زالت متمسكة بترشيحه وانها تسعى لإقناع الاخرين به لكن بعروض مختلفة عمّا سبق وطرحته.

وفي هذا السياق، عاد الكلام عن احتمال كبير لطرح فرنسا اسم الرئيس تمام سلام لرئاسة الحكومة الى جانب فرنجية بدل اسم السفير نواف سلام، وطرح اسم اواكثر لحاكمية مصرف لبنان منها سميرعساف المقرب من باريس والوزير الاسبق للعمل كميل ابو سليمان. فيما تردد ان قوى المعارضة لا سيما نواب التغيير والمستقلين يجرون اتصالات ولقاءات جديدة في محاولة للتفاهم على اسم مرشح جديد مقبول من الاكثرية النيابية.

وفي هذا الصدد، واصل النائب المستقل غسان سكان جولته على القوى السياسية، فزارامس، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل في بيت الكتائب المركزي النائب غسان سكاف في حضور النائب الياس حنكش. وقال سكاف بعد اللقاء : التقيت النائب سامي الجميّل في اطار الجولات التي نقوم بها لتحريك المياه الراكدة في الاستحقاق الرئاسي، و المبادرة التي نقوم بها تهدف لاستشراف آراء الفرقاء ورؤساء الكتل حول الطرح القاضي بوجود مرشحين متواجهين من كل فريق، فنذهب الى الانتخابات وليفز من يفز في لعبة ديمقراطية حقيقية نؤمن بها ونتقبل نتائجها.

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى