إنهار قادة المافيا وبقي الهيكل…
ليس مشهداً عاديا ان ترى الناس مجموعات صغيرة بأعمار شابة دون العشرين في الطرقات وخارج ساحات التمرّد ،يصرخون ويهتفون ضد الحكام وبالأسماء ومن دون ان يردعهم أحد من اذيال النظام المقتول ،بل اكثر من ذلك ان تنتبه للناس كيف تصفق لها وتحييها وتحميها من ذئاب اللصوص.
كل شيء يوحي ان الحراك تطور الى انتفاضة فاعتصام مدني سلمي الى ثورة شعبية حقيقية.
جماعات السلطة في حالة ترقب وانتظار لخطأ ما من الحراك لتنقض عليه وتلتهمه بشراسة وانتقام، فليس من السهل ان تتكشف صورة المجرمين التاريخيين والظلاميين والسارقين على حقيقتها الدراكولية المالية امام الجيل الصاعد.
الاطراف جميعا في حالة توثب وترقب ، يفصل بينهم سقوط شهداء أبرياء.
حتى لو عاد المنتفضون الى بيوتهم ليرتاحوا فإن اهل الحرام في السلطة لن يناموا .سيعيدون اغاني وجمل وشتائم الناس في اذهانهم ، وسيرى كل زعيم منهم كل مساعد او وزير او مدير عنده سببا لشتم الناس له، وما ادراك ربما سيرى في زوجته واولاده واصهرته نحساً وبلاء لآخرة ما تخيلها في اسوأ الاحلام.
المفاجأة الشعبية ستتسبب بجلطات قلبية وبموت مفاجىء لقادة ظنوا انهم عبر مساعديهم يساعدون الناس ،والحقيقة أن المساعدين كانوا يتسببون بكراهية القائد.
قادة المافيا في السلطة وفي معلومات مؤكدة بدأوا يصدقون ما نفته عيونهم وما نكره وعيهم في البداية، وقد اصيبوا بحالة انهيار نفسي وتخبط تنظيمي حزبي واداري تراه وتشعره من عناصرهم في الشارع التي عادت الى اصولها الاولى كمتوحشين وكمنتقمين بحاجة لدم ليعيشوا.
مساعدو القادة يقنعونهم انها مؤامرة اسرائيلية اميركية تستهدفهم ، والقادة يعرفون ان هذا الكلام غير صحيح ولكن يناسبهم هذا التبرير ليصمدوا.
دراكوليون في السلطة و دراكوليون في الشارع.
انهار قادة المافيا وبقي الهيكل
وما النصر الا صبر ساعة، والساعة آتية لا ريب فيها.
#قرامطةالحراك#