إنقسام في الرأي حول مدى تأثير الاتفاق السعودي – الإيراني على الحالة اللبنانية(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
ينقسم أهل الرأي حيال هذا الموضوع إلى قسمين:
الأول يعتقد أن التأثير سيكون ضعيفاً إلى درجة الإنعدام، وذلك بسبب رفض طرفي الاتفاق ” التدخل في هذا الاستحقاق اللبناني”، وفق ما اعلنه صراحة كلا الطرفين، وبسبب التعقيدات اللبنانية.
وأبعد من ذلك، ثمة من يصف الاتفاق كنقطة زيت تبدأ كثيفة ثم ما تلبث أن تتلاشى تباعا وصولا إلى الإنتفاء الكلي. فالإتفاق برأي هؤلاء قد يأتي ثماره في اليمن، النقطة الأكثر سخونة بين البلدين والقضية الأهم لكلاهما. أما لبنان فيأتي بالدرجة الثالثة، بعد التفاهم على ” عدم رعاية كلا البلدين للمعارضة السياسية للنظامين.
وبرأي أصحاب هذا الرأي فإن الجانب الإيراني لطالما أبلغ الجانب السعودي بأن المسائل اللبنانية والقضايا المرتبطة بحزب الله يجب أن تناقش مع اللبنانيين ومع حزب الله، وهنا لا يستبعد أصحاب هذا الرأي بلقاء قريب لأحد أركان الحزب، أو من ينتدبه الأخير مع السفير السعودي في لبنان، وإن كان مثل هذه اللقاءات قد تم من خلال المدير العام للأمن العام السابق اللواء عباس ابراهيم.
والعكس صحيح أيضاً في الجانب السعودي الذي كرر بدوره موقفاً تجنب فيه الدخول العلني والمباشر في الشأن اللبناني…
أما القسم الثاني، فيبدو أكثر واقعياً لناحية التأثير الإيجابي للتفاهم على لبنان.
فهو أولا يعتقد أن مجرد التفاهم يعني أن الأطراف اللبنانية ستجد نفسها وحيدة في الساحة، دون غطاء إقليمي، وهذا يعني بالضرورة الإقتراب إلى بعضهم البعض للحوار والتفاهم. ومن كان يرفض الحوار ممن تبقى من فريق ١٤ آذار سيستجديه طمعاً بحفظ ماء الوجه ومنع الفريق الأول من تسجيل انتصار كامل، ومحاولة فرملته لجعله نصف انتصار، كأن يتم الوصول الى اسم آخر غير المرشح سليمان فرنجية.
وهو ثانيا أعجز من رفض تمن سعودي بالموافقة على فرنجية، أو بالتنازل والركون إلى الحوار. وقد تتقدم المملكة أو دولة خليجية أخرى كدولة قطر، بسلة حوافز مالية لهؤلاء من أجل اقناعهم بالرضوخ إلى المعطيات الجديدة، وهي ليست المرة الأولى التي يحصل بها ذلك.
إلى حين تكشّف حجم تأثير التفاهم الإيراني السعودي المباشر وغير المباشر، نكرر دعوة وزير الثقافة محمد وسام المرتضى بالحذر من المتربصين والممتعضين من التفاهم داخليا وخارجيا، مع الدعاء أن يلهم الله الأفرقاء كافة نعمة الحوار، الذي أنتج تفاهما بين خصمين لم يكن أحد ليعتقد بقرب تفاهمهما، بزمانه ومكانه ومضمونه.