سياسةمحليات لبنانية

إقتراح “الخطوة خطوة” : الانسحاب وتسليم السلاح بالتزامن ..فمن سيبدأ أولاً ؟

 

الحوارنيوز – خاص

 

بدأت المرجعيات السياسية اللبنانية البحث جديا في الإقتراح الذي طرحه المبعوث الأميركي السفير لدى تركيا توماس باراك ،والقاضي بمعالجة الوضع السائد في لبنان على طريقة “الخطوة خطوة” بحيث يتم الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وتسليم السلاح للدولة اللبنانية بالتزامن .

وفي هذا الإطار إجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة برئيس الحكومة نواف سلام،وجرى التداول في السبل الآيلة للتعاطي مع هذا الإقتراح وإعداد الرد على طروحات باراك قبل عودة الأخير إلى لبنان خلال النصف الأول من شهر تموز.

وفي وقت يتردد أن مجلس الوزراء سيعقد جلسة خاصة خلال الأيام المقبلة لإعداد هذا الرد ،صعدت إسرائيل من إعتداءاتها على لبنان ،وهو ما اعتبره المراقبون ضغطا عسكريا على لبنان قبل عودة المبعوث الأميركي.

وفي هذا الإطار كتبت صحيفة “الديار”(محمد بلوط) أن المشاورات المكثفة والمفتوحة بين اركان الحكم تتركز على تحضير الجواب او الورقة اللبنانية ردًّا على ما طرحه الموفد الاميركي توم باراك من افكار ونقاط واسئلة خلال زيارته الاولى وتمهيدا لزيارته الثانية المرتقبة الى لبنان التي لم يحدد موعدها رسميا، لكنها متوقعه في نهاية الاسبوع الاول من تموز، استنادا الى وعده بالعودة للبنان بعد ثلاثة اسابيع.

وقال مصدر بارز لـ«الديار» ان هذه المشاورات تجري في جو ايجابي وجيد في اطار تمتين وتوحيد الموقف الرسمي للبنان، رغم الضغوط التي يتعرض لها، لا سيما جراء توسيع العدو اعتداءاته التي تصاعدت مجددا.

واوضح المصدر «ان هناك توافقا بين رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة على تحصين الموقف اللبناني وعدم الخضوع لهذه الضغوط او للتهويل الذي يجري باساليب مختلفة».

واوضح «ان باراك لم يطرح اي مهلة زمنية في سؤاله عن الاولويات وعرضه لما يشبه خارطة طريق اميركية للتوصل الى الاستقرار في الجنوب»، مشيرا الى ان الجانب اللبناني يدرس كل النقاط التي طرحها.

 

لقاء بري وسلام: اجواء جيدة

وفي هذا المجال زار رئيس الحكومة نواف سلام عين التينة والتقى الرئيس نبيه بري لحوالى الساعة.

واكتفى المكتب الاعلامي للرئيس بري بتوزيع معلومات مقتضبة اشار فيها الى ان اللقاء «تناول الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة «اسرائيل» خرقها لاتفاق وقف اطلاق النار واعتداءاتها على لبنان… ووضع الرئيس سلام الرئيس بري في اجواء زيارته لقطر».

وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان اجواء اللقاء كانت جيدة، مشيرة الى انه من الطبيعي ان تحصل مثل هذه اللقاءات في ظل التطورات التي نشهدها، عدا انه يأتي عشية جلسة مجلس النواب التشريعية المقررة غدا.

ولم تدخل المصادر في تفاصيل ما جرى بحثه بشأن الموقف اللبناني تمهيدا للزيارة الثانية للموفد الأميركي، لكنها قالت ان حسم كل نقاط الجواب اللبناني على ما طرحه باراك لا يتم في لقاء واحد وللبحث صلة، وهناك امور يجري بحثها ودرسها بعناية خلال المشاورات الجارية بين الرؤساء ، واخرى تحتاج الى البحث مع حز.ب الله الذي يجري بين الرئيس بري وقيادة الحز.ب. وكان جرى ايضا التشاور بين رئيسي الجمهورية والحكومة في الموقف اللبناني من كل جوانبه.

 

وعلمت «الديار» من مصادر مطلعة ان موضوع عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء لطرح موضوع سلاح حز.ب الله غير مطروح في الوقت الحاضر على غير ما تروج له بعض الاوساط، وان الالية المعتمدة ستستمر، لا سيما ان الرئيس جوزاف عون يتولى شخصيا تبني الحوار مع الحز.ب حول هذا الموضوع ويتعامل معه بمسؤولية وعناية، آخذا بعين الاعتبار كل الامور المرتبطة بنجاح هذه المهمة ومصلحة لبنان.

 

ويقول مصدر مطلع مقرب من مرجع كبير لـ«الديار» ان اللقاءات والمشاورات الجارية تتركز على اعداد الورقة اللبنانية التي ستتضمن الاجوبة على الافكار والنقاط والاسئلة التي طرحها الموفد الاميركي.

ويؤكد بشكل قاطع وواثق انه خلال زيارته الاولى طرح باراك بعد عرض افكاره واسئلته عن الأولويات، ما يشبه اطار خارطة طريق تعتمد على «الخطوة مقابل الخطوة» للوصول الى الاستقرار على حد وصفه.

وكشف عن «ان هناك نقاطا لا يوجد حولها اشكال وجرى حسمها في الجواب اللبناني، وهناك اسئلة طرحها الموفد الاميركي تتعلق بسلاح حز.ب الله تحتاج الى البحث والدرس في اطار تحديد الاولويات في خارطة طريق الخطوة مقابل الخطوة».

واشار المصدر الى ان الجانب اللبناني لا يعارض اطار خارطة طريق الخطوة مقابل الخطوة، لكنه يركز على ان تكون الخطوة الاولى من «اسرائيل» كونها هي التي تحتل اراضي لبنانية وتواصل اعتداءاتها وخرقها لاتفاق وقف النار.

واستنادا الى اجواء زيارة باراك الاولى، اوضح المصدر المقرب من المرجع الكبير لـ«الديار» «انه يختلف تماما عن الموفدة الاميركية السابقة اورتاغوس التي كانت تعتمد اسلوبا فجًّا وتتحدث بلهجة الطلب والامر»، بينما حرص السفير باراك على سؤال الرؤساء الثلاثة عن الاولويات بكل مرونة ولباقة، وتلقى جوابا لبنانيا موحدا يتمحور حول ضرورة وقف الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية والانسحاب من النقاط اللبنانية المحتلة.

وشدد المصدر على «ان من حق لبنان ان تكون الخطوة الاولى من «اسرائيل»، لانها هي المعتدية والمحتلة وان لبنان هو المعتدى عليه والمحتلة ارضه».

واضاف ان باراك وعد من جانبه ان يقوم بالدور المساعد للدخول في ترجمة خارطة الطريق على اساس الخطوة مقابل الخطوة، لكنه ألمح الى تشجيع لبنان على القيام بخطوة اولى.

وقال المصدر ان لبنان مقتنع بوجوب ان تكون الخطوة الاولى من «اسرائيل»، وان المسؤولين اللبنانيين ابلغوا الجانبين الاميركي والفرنسي باخر المعلومات حول ما قام به الجيش اللبناني من دور كبير في اطار تنفيذ بنود وقف النار والقرار 1701، وانه قدم ما يزيد على 16 شهيدا في اطار مهمته، عدا عددٍ كبير من المصابين.

وردا على سؤال، قال المصدر ان موقف لبنان المطالب بالخطوة الاولى من « اسرائيل» يستند الى حقائق ملموسة ومهمة، ويتعلق ايضا بالسؤال الكبير عما هي الضمانات لقيام العدو بخطوة مقابلة اذا ما قام لبنان بالخطوة الاولى، لا سيما انه اثبت انه لا يفي او يلتزم بأي تعهد او اتفاق ولا يتجاوب مع اي ضمانات.

وعلمت «الديار» من مصادر مسؤولة، انه حتى مساء امس لم يحدد موعد زيارة الموفد الاميركي المرتقبة. واضافت ان باراك كان وعد بالعودة الى بيروت بعد ثلاثة اسابيع، وانه استنادا الى هذا الوعد يرجح ان يأتي في 7 او 8 تموز المقبل.

وحرصت المصادر على الاشارة الى ان هذا الوعد حصل في زيارته الاولى التي سبقت الحرب بين ايران و «اسرائيل» والهجوم الاميركي على المنشآت النووية الايرانية، وليس معلوما ما اذا كان هذا التطور سيؤثر في موعد زيارته المرتقبة، كما انه من الصعب معرفة انعكاس ما حصل على مسار الوضع ومهمة باراك سلبا او ايجابا.

واشارت في الوقت نفسه الى ان تصريح الرئيس الاميركي ترامب الاخير يحمل اكثر من تفسير بقوله ان الولايات المتحدة الاميركية «تحاول تقوية لبنان وتريد اعادة الامور الى نصابها في لبنان».

وردًا على سؤال اخر يتعلق بالاجواء التي تسبق الزيارة الثانية للموفد الاميركي، قالت المصادر «ان المسؤولين اللبنانيين يتصرفون بمسؤولية عالية خارج اطار التأثر بالضغوط والتهويل، وان الموقف اللبناني هو موضع ثقة من الجهات الخارجية المعنية ومن الجانب الاميركي، وهذا انعكس ايضا في اجواء الاجتماع الاخير للجنة وقف النار يوم الاربعاء الماضي، حيث بدا الجانب الاميركي مرنًا في التعاطي مع طرح الجانب اللبناني لمسألة الانسحاب ووقف الاعتداءات الاسرائيلية».

واضافت «ان هذه الثقة بأداء لبنان وموقفه، يجب ان يقرن بالضغط على العدو للالتزام بوقف النار ووقف اعتداءاته».

 

 

 سلام: سحب السلاح حاجة لبنانية قبل أن يكون مطلباً دولياً..

في الإطار نفسه كتبت صحيفة الشرق الأوسط أن الاجتماع  بين رئيسي البرلمان والحكومة؛ نبيه بري ونواف سلام،لم يخرج بنتائج حاسمة في ما خص الرد على ورقة الأفكار الأميركية التي سلمها الموفد الرئاسي تومب اراك، والتي يعدّ بند سحب سلاح «حز.ب الله» أحد أبرز محتوياتها، لكن مجريات الاجتماع «لم تكن سلبية؛ بل إيجابية»، كما أكد الرئيس سلام لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أنه سيلتقي الرئيس بري مجدداً بعد أن يتسلم الأخير رداً من الحز.ب.

 

وأوضح الرئيس سلام في اتصال هاتفي، أنه بحث مع رئيس البرلمان في «الأفكار» التي قدمها الموفد الأميركي، وهي عناوين أساسية نحتاج أن نقدم إجابات حولها لأنفسنا قبل تقديمها لأحد آخر. وقال: «نحن نبحث هذه الأفكار من منطلقاتنا الخاصة، ومن المبادئ التي كررتها في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، فالمطلوب الآن هو تطبيق التفاهمات التي تم التوصل إليها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بوساطة أميركية – فرنسية، لوقف العمليات العدائية، وهذا يستوجب أن تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وأن توقف اعتداءاتها التي تهدد الاستقرار، وفي الوقت نفسه تقوم الدولة اللبنانية بما هو واجب عليها وحق لها؛ من فرض سيادتها على كامل أراضيها، وأن تحتكر وحدها حمل السلاح وقرار السلم والحرب». وعدّ أن هذه الخطوات يجب أن تنفذ، وألا مصلحة في الجدل حول أيٍّ سيأتي قبلاً، «بل يجب أن نطبق جميعها في أسرع وقت ممكن».

 

وتحدث الرئيس سلام عن الحاجة إلى «آلية تنفيذية لهذه القرارات، وعندما تتبلور هذه الآلية عبر الاتصالات التي نجريها، سنرفعها إلى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار بشأنها، كونه صاحب القرار الوحيد بشأنها». وأشار إلى أنه سيلتقي مجدداً مع الرئيس بري، كما أنه على تواصل دائم مع رئيس الجمهورية للوصول إلى النتائج المطلوبة، موضحاً أن الرئيس بري بدوره ينتظر إجابات من «حز.ب الله» بشأن بعض النقاط.

 

وقال: «نحن نتفاعل مع الأفكار الأميركية، وهي بطبيعة الحالة ليست أفكاراً منزلة، سنتناقش بشأنها مع الموفد الأميركي على أمل الوصول إلى الخواتيم المرجوة»، مشدداً على أن هذه «العناوين المتعلقة بسيادة لبنان وحصرية السلاح هي حاجة لبنانية ملحة، قبل أن تكون مطلباً خارجياً. فلبنان يستحق أن يكون دولة طبيعية يسود فيها السلام والاستقرار وحكم القانون بالتساوي بين جميع أبنائه، وأن تكون دولته هي الحامية وصاحبة القرار في الدفاع عن أبنائها».

 

وأفادت رئاسة البرلمان اللبناني بأن بري استقبل سلام، «وتناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية، على ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار واعتداءاتها على لبنان، وآخرها العدوان الجوي الإسرائيلي الذي استهدف أمس منطقة النبطية، كما أن الرئيس سلام وضع رئيس المجلس بنتائج زيارته لدولة قطر». وأشارت إلى أن بري تابع المستجدات الميدانية، لا سيما في الجنوب والوضع الأمني وأوضاع المؤسسة العسكرية، خلال استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل.

 

وجاءت زيارة سلام بعد معلومات بأن ثمة اتّجاهاً إلى عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء، للبحث في إقرار آلية عملية لحصر احتكار السلاح بيد الدولة، بعد ذكرى عاشوراء، وأن اللقاء هدفه استكمال مناقشة الورقة التي باشر رئيس الجمهورية بحثها مع الرئيس سلام الجمعة، في اجتماع عمل في القصر الجمهوري. وفي حال تم الاتفاق على هذه الورقة بين عون وبري وسلام، سيتم عرضها على مجلس الوزراء لإقرارها، وتتضمن 3 بنود أساسية: ملف سلاح «حز.ب الله» والسلاح غير الشرعي، وملف الإصلاحات، وملف العلاقات اللبنانية – السورية. وإذا أقرت الورقة، فستسلم إلى الموفد الأميركي ليحملها إلى كل من إسرائيل وسوريا، بحسب الشق المتعلق بكلا البلدَين.

 

«يدنا ممدودة»

وبعث «حز.ب الله»، السبت، برسائل تهدئة سياسية للدولة اللبنانية، إذ طالب رئيس الهيئة الشرعية في «حز.ب الله» الشيخ محمد يزبك، الدولة اللبنانية، بأنْ «تفي بتعهّداتها بتحرير الأرض إلى آخر شبر، وإعادة الإعمار، والوقوف إلى جانب شعبها»، وقال: «أيدينا ممدودة، ونريد أنْ نعيش عيشاً واحداً، ويكون لبنان نموذجاً لتنوّع الأطياف». وتابع: «ننقاد إلى تكليفنا بعد تشخيصه ضمن الحكمة التي تحفظ المسيرة. نحن لا نتحرّك إلا بوعي وحكمة، ولا نستعجل الأمور. ورغم كل ما يُقال ورغم الإعلام المعادي ورغم كل التشويه، فإنّ نداء (حز.ب الله) بالوحدة الوطنية والإنسانية والاعتصام بحبل الله». وقال إنّ «هذا العدو (إسرائيل) غادر ولا أمن له ولا أمان، ولذلك نحن لم ننَم ولن ننام».

 

وفي السياق نفسه، طالب رئيس تكتل نواب بعلبك – الهرمل النائب حسين الحاج حسن، الدولة اللبنانية، «بزيادة ضغوطها ومواقفها مما يجري من اعتداءات إسرائيلية سافرة على لبنان واللبنانيين». وقال: «الدولة اللبنانية معنية بالضغط، والطلب من الرعاة واللجنة الخماسية، بالقيام بدورهم، وإن كنا نعتقد أن الطرف الأميركي ليس محايداً ولا متواطئاً، بل هو شريك في الاعتداءات على لبنان. كل هذا الضغط وهذا العدوان، وآخره ما جرى من عشرات الغارات في منطقة النبطية، هو اعتداء على كل لبنان وليس على فئة أو منطقة دون أخرى، وهدفه الضغط على لبنان وعلى المقاومة».

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى