كتب علي فاضل*- خاص الحوار نيوز
يصوّر البعض أن السبب في تأخّر العام الدراسي ومقاطعة الأساتذة والمعلمين للإلتحاق بالدّوام ومتابعة الأعمال التحضيرية والتّسجيل للعام الدّراسي الجديد ٢٠٢١ – ٢٠٢٢ هو مطالبة الأساتذة بزيادة رواتبهم، وهذا إدعاء غير صحيح، ويستهدف موقع ودور المؤسسات التّعليمية الرّسمية ،والصحيح أن البلاد تمرّ في أزمة إقتصادية خانقة تضاعفت فيها أسعار السلع أكثر من عشرة أضعاف، ما أوقع الموظفين ومتوسطي الدخل والمياومين من الأهل في حرج كبير أمام تأمين قوتهم اليومي، في الوقت الذي حدّدت فيه وزارة التربية بداية العام الدراسي وكأن البلاد بألف خير ،من دون أن تلتفت للأزمات الحاصلة ،وأهمها ما يخص قطاع التربية والتعليم، أزمة الوقود والمستلزمات المدرسية ( بنزين ومازوت وقرطاسية وكتب) .
لنفترض أن موظفي قطاع التعليم الرّسمي لم يقاطعوا العام الدراسي، كيف سيصلون الى مدارسهم؟وكيف سيصل الطلاب الى مدارسهم أيضاً في ظل عدم توفر مادّة البنزين ؟…
ولنفترض أن مادّة البنزين وُفّرت في السوق، هل تكفي الرواتب لتأمين ثمن البنزين لنصف شهر فقط؟
وهل يستطيع الأهل تأمين بدل انتقال أبنائهم الى المدارس ،إذا كانت كلفة التلميذ تتراوح بين ٦٠٠ ألف ومليون ونصف مليون ليرة لبنانية شهرياً؟
ومتوسط عدد التلاميذ في الأُسر تلميذان ما يعني أن متوسط كلفة نقل التلاميذ يتراوح بين ١٥٠٠٠٠٠ و٣٠٠٠٠٠٠ ليرة شهرياً وما زال الحد الأدنى للأجور دون ال ٨٠٠٠٠٠ ل. ل.
من هنا نقول أن الأزمة ليست في مطالبة الموظفين بزيادة رواتبهم وهذا حقهم؛ بل في تقصير وزارة التربية والمعنيين في الحكومة عن تأمين الحلول الناجعة لعام دراسي جديد، ووضع خطّة دعم للطلاب والأساتذة تمكّنهم من العودة الى المدارس.
وعليه نقترح :
– أن تخصّص الدولة محطات وقود في كل قضاء يتناسب عددها مع المساحة الجغرافية لكل قضاء لموظفي التربية والتعليم وبأوقات محددة خاصة بهم، ولوسائل النقل وبأسعار مدعومة ومتوافق عليها بين الوزارة والروابط.
– تأمين مادّة المازوت للتدفئة وللمولدات.
-تأمين الكتب والقرطاسية للتلامذة .
– مجانية التسحيل في كل المراحل .
– تقديم مساعدة مالية شهرياً الى جانب الراتب للموظفين متوافق عليها بين الوزارة والروابط على قاعدة ( لا يطفر الملك ولا يجوع الشعب ) ريثما تستقر الأمور، ويصار الى تصحيح الأجور، وقد يمتدّ ذلك لسنوات عدة.
بذلك، قد نستطيع أن ننقذ العام الدراسي وعشرات آلاف الطلاب في التعليم الرسمي من الضياع وخسارة العام الدراسي، إضافة الى تجنّب الكثير من الإنعكاسات السلبية الإجتماعية والأخلاقية والسلوكية الناتجة عن عدم انتظام التلامذة في مدارسهم.
* مدير ثانوية جويا الرسمية
زر الذهاب إلى الأعلى