إقتراحات ساذجة:هكذا تتصالح أميركا مع العالم!
كتب واصف عواضة
في مثل هذا اليوم من الأسبوع المقبل ،الأربعاء في العشرين من كانون الثاني الساعة الثانية عشرة ظهرا بتوقيت واشنطن ،يُخلي دونالد ترامب وإدارته البيت الأبيض والمؤسسات الحكومية،للإدارة الجديدة بقيادة جو بايدن.
سبعة أيام ثقيلة الوطأة ،ليس من حيث الفترة الزمنية،إنما خشية الإنزلاق الى خطوات مجنونة يخشى العالم أن يقدم عليها الرئيس المنتهية ولايته ،بما يؤدي الى توريط الإدارة المقبلة ومنطقة الشرق الأوسط بالذات في حرب ضروس لن يخرج أحد منها سالما .
كل المؤشرات تستبعد هذا السيناريو ،لكن الحذر واجب.فالرئيس ترامب الذي يتكئ الى 75 مليون صوت أحرزها في الانتخابات الأخيرة ،لا يريد أن يصدق حتى الآن أنه في 21 الجاري سيعود مواطنا أميركيا له نفس الحقوق والواجبات التي يتمتع بها مهاجر من مغارب الأرض ومشارقها منحته الولايات المتحدة حق الجنسية.
وعليه تواصل الإدارة الأميركية الراحلة في الوقت القاتل سياستها التي أرهقت العالم طوال السنوات الأربع الماضية بالعقوبات والتهديدات والإجراءات المرهقة والاغتيالات والحروب الصغيرة وغيرها من صنوف التجبر،لدرجة بات الأميركيون أنفسهم يفقهون جيدا "لماذا يكرهنا الآخرون"؟
لا يعني ما تقدم أن خصوم الولايات المتحدة والشعوب المقهورة جراء السياسات الأميركية ،تراهن على انقلاب في هذه السياسات جراء تبوأ الديموقراطيين سدة البيت الأبيض ،لكن الرهان ينطوي على رحيل أسوأ إدارة في تاريخ الولايات المتحدة،وبعدها فإن المستقبل يبقى في علم الغيب.
بعد أربع سنوات على حكم ترامب ،تبدو أميركا – بايدن أمام تحديات عظيمة ،وأبرز هذه التحديات تقوم على سؤال مشروع:كيف تتصالح أميركا مع العالم ،من أوروبا الى روسيا والصين وإيران والشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا اللاتينية،ويخرج الأميركيون من عقدة "لماذا يكرهنا الآخرون"؟
نظريا المسألة سهلة جدا ،لكنها تتطلب نهجا جديدا في الثقافة السياسية الأميركية تجاه العالم أجمع ،وفي إمكان الإدارة الأميركية الجديدة أن تقلب الآية، من الكراهية الى المحبة ،وهذا يفترض خطوات سريعة على النحو الآتي:
1- تعليق جميع العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس ترامب على دول وكيانات وشخصيات في جميع أنحاء العالم
2- العودة الى مضمون الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعوة إيران بعد ذلك الى مفاوضات مباشرة تحقق نوعا من المصالحة أو التفاهم بين البلدين.
3- رعاية مفاوضات جدية بين إيران والمملكة العربية السعودية لتحقيق الاستقرار في منطقة الخليج.
4- رعاية مفاوضات جدية بين الفلسطينيين والإسرائيليين تفضي الى دولة فلسطينية مستقلة.
5- إجراء مفاوضات أميركية صينية لتنظيم التجارة العالمية.
6- عقد قمة أميركية روسية لتنظيم العلاقات المتوترة بين البلدين.
7- اجراء مصالحة أميركية مع دول أميركا اللاتينية كفنزويلا وكوبا وغيرهما.
8- إنشاء صندوق دولي برعاية أميركية مهمته انتشال الدول التي تعاني من أوضاع صعبة من الضائقة الاقتصادية.
9- السعي لتحويل الأمم المتحدة الى منظمة فاعلة تفرض العدالة السياسية الحقيقية في العالم.
10- السعي الجدي لتحقيق استقرار حقيقي في سوق النفط العالمي.
قد تبدو هذه الاقتراحات حالمة وطوباوية وساذجة جدا ،لكنها تنقذ أميركا والعالم من الجحيم الذي ينتظر الأميركيين بالدرجة الأولى مع بوادر التفكك التي بدأت تظهر داخل الإمبرطورية الأميركية،وهي تحتاج أولا وآخرا الى شخصيات تاريخية تتعاطى مع الأمور بميزان العقل والمنطق،فهل يكون جو بايدن وفريقه من هذه الطينة والعجينة ،أم أن الدولة الأميركية العميقة بعقلها الإمبراطوري سيبقى ظلها طاغيا على السياسة الأميركية؟
إن غدا لناظره قريب!