إغتيال الحريري ونصرالله بوابة مشروع تفتيت المنطقة (حسن علوش)

حسن علوش – الحوارنيوز – خاص

لنسمي الأشياء بأسمائها:
– لم يشهد لبنان لحظة قوة جدية في مواجهة المشروع الإسرائيلي التفتيتي للمنطقة العربية، كما لحظة انعقاد الدبلوماسية الحريرية بقيادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع قدرات المقاومة الميدانية بقيادة السيد الشهيد حسن نصرالله.
– إغتيال كل من الحريري ونصرالله كان البوابة الإلزامية للمشروع التفتيتي الذي إن نجح يفضي تلقائياً إلى سقوط القضية الفلسطينية بالضربة القاضية، أو إلى مثل هذه النهاية يتطلع أصحاب المشروع التفتيتي، في مجموع الدول المحيطة بدولة الاحتلال والمعروفة بدول الطوق.
– منذ اللحظة الأولى للإنقلاب الدولي في سورية والاتيان بالمجموعات المسلحة وتسليمها السلطة ، بدا واضحا أن الثورة ببعدها الوطني أو القومي أو الديمقراطي في سورية سقطت وتم استبدالها بإنقلاب جاء بمجموعات اسلامية تعتنق مذهبا يتجه نحو أحادية سورية، فجرى ضرب مؤسسة الجيش الوطني وحلّه، خوفاً من تكرار تجربة الجيش المصري مع الرئيس مرسي، وتم استبداله بمجموعات قتالية مختلفة في ما بينها، لكنها تجمع على تكفير الآخر، كل الآخر، وتسعى لبناء دولة الخلافة الأموية معدلة!
– لقد اتخذ المكون الدرزي ( مؤسساته الروحية مدعومة من أطراف خارجية) مع بداية ما سمي بالثورة السورية، موقفا سلبيا في مواجهة نظام بشار الأسد، والغاية من ذلك مجاراة رياح التغيير والتقرب من المكون السني، كمكون معارض صاعد. موقفٌ لم يجدِ نفعاً مع السلطة الحالية، حيث غلبت النزعة الدينية العقائدية على فكرة المواطنة والمواضيع الوطنية. فالمكون الدرزي كالمسيحي، كالشيعي، كالسني المعتنق لمذاهب الاعتدال والمؤمن بمشروع الدولة، صار إما مرتدا أو كافرا أو من أهل الذمة، والعلاقة معه تقوم على هذا الأساس.
– عندما ناشد السيد الشهيد نصرالله في إحدى خطبه عشية دخول الجيش الأميركي إلى العراق لتصفية الرئيس صدام حسين ونظامه، بأن تلجأ الأحزاب والقوى العراقية إلى الحوار لإنتاج طائف عراقي، لتجنيب بلادهم الانقسام والحالات المذهبية والتقسيم، لم يستجب آنذاك أحد من هذه الأحزاب والمراجع.
– عندما قرر السيد الشهيد الوقوف إلى جانب نظام الأسد على خلفية إفشال مشروع محاصرة المقاومة ومنع مشروع تفتيت المنطقة إلى دويلات طائفية، إنطلاقا من تفتيت سورية، تم شن حملة طائفية مذهبية على المقاومة لشيطنتها، فتحولت القضية من مشروع أميركي- اسرائيلي يسعى للسيطرة على المنطقة من خلال الهيمنة العسكرية المصحوبة بتغطية من قوى محلية هي بذاتها جزء من المشروع الأميركي في المنطقة، كالاحزاب المسيحية اليمينية في لبنان وردائفها الإسلامية اليمينية في سورية، إلى قضية سلاح خارج أمرة الدولة!
– ألم يقل شارل جبور أن المجموعات التكفيرية رفاق له وشركاء في المشروع؟
– يخطئ من لا يقرأ أن لهذا المشروع امتدادات لبنانية، يجري اليوم التمهيد لخطواته التنفيذية من خلال اضعاف حزب الله وتصفية الإرث السياسي للحريرية.
– لقد رفض الرئيس سعد الحريري أن يكون حزبه أو ابناء الطائفة السنّية في لبنان رأس حربة المشروع التفتيتي، فكان البديل جاهزا وممولا ومدربا، ينتظر القرار الدولي….
لهذا السبب تتم تصفية الحريرية السياسية، وتتصاعد الحملات من قوى “محور المخانعة” بوجوب تسليم سلاح حزب الله، فهل يفتح هذا المشهد على حقبة دموية، أكثر ايلاما من الحروب التي شهدناها؟
وهل سيصمد الرئيس جوزاف عون أمام الحملات الداخلية والضغوط الخارجية؟



