إضحك معنا على مأساتنا
يُحكى أن لصّين محترفين اصطحبا معهما زوجتيهما الى منزل أحد الميسورين بالحلال ،ففتحا الخزنة بمهارة وجمعا المال في حقيبتي نسائهما ثمّ جلسا حول طاولة الطعام يستمعان للموسيقى ويلعبان ورق الشدّة ،بعد ان وضعا بعضا من المشروب والمكسرات .و ما هي الا ساعة من الزمن حتى اقتحم صاحب البيت منزله شاهراً سلاحه وصارخا بهم ان يتمدّدوا على الارض، الا انّ هؤلاء لم يكترثوا لصراخه واكملوا التسامر واللعب والضحك بصوت عالٍ وشرب الكحول، ما جعل صاحب المنزل يتوعدهم بوصول الشرطة والمدعي العام وكل حماة القانون ليلقوا القبض عليهم .الا ان هؤلاء استمرّوا باللعب والشرب هازئين منه وكأنّ كل تهديداته هراء بهراء.
ما هي الا عشر دقائق حتى وصلت الشرطة وتبعها المدّعي العام وحماة القانون وحتى جيران المنزل تجمعوا ومنهم رجل دين وعالم مثقف وبعض العامة "الحمشين".
صرخ الشرطيّ بهم:
-ارفعوا ايديكم، انتم محاصرون،ننصحكم باستشارة محام على وجه السرعة، اين المال، أين المال، ارفعوا ايديكم؟
التفت اللّصان بهدوء نحو الشرطي مستغربين كلامه ومبديين استغرابهما لما سمعاه من كلام. قال اللص الأكبر :
–عن اي مال تتحدثون يا جانب الشرطة والقانون. السيّد الواقف امامكم صاحبنا، تعرفنا عليه البارحة وأصرّ على دعوتنا الى منزله، خسر ماله معنا على طاولة اللعب ، وكما تعرفون فنحن في أجواء سهرة راس السنة ما جعله يتوعدنا ويهددنا بكم لاسترداد ماله و لم نصدق تهديداته تلك حتى حضرتم بالفعل.
نهر الشرطيّ صاحب المنزل المخدوع والمصدوم ورمقه بنظرة احتقار. تململ المدعي العام وحماة القانون واعتذروا لإفسادهم السهرة على الضيوف من اجل منافق ومعتوه. تقدم اللص الأكبر من رجل الدين ووهبه مالا كثيرا طالبا منه ان يتصدّق وان يصلي للرب ولمرضى البلدة بمناسبة الميلاد المجيد. تقدم من المثقف ودعاه للعشاء في اقرب فرصة بينما لم يتوقف العامة البسطاء عن التصفيق للضيوف اللصوص ،مكثرين الشتائم لصاحب البيت اللعين والظالم ومتودّدين اللصوص علّهم يجدون عملا ما او لعلّهم يستفيدون من الضيوف اللصوص في المستقبل.
قبل خروج الشرطة نده لهم اللص الأكبر:
–نرجوكم دعونا نخرج بحمايتكم لنتجنب ردّات فعل السيّد هذا غير المسؤولة.
ثم وجّه كلامه لصاحب المنزل :
نأسف لما حصل معك ولكننا نعدك بالتعويض عليك بواسطة قروض وعبر مصرف لنا.
وخرج اللصوص من مسرح الجريمة بحماية الامن وحماة القانون واعجاب رجل الدين والعالم المثقف وبعض العامة الانتهازيين.
الممثلون حسب ظهورهم على الشاشة:
قام سياسيون ونساؤهم بدور اللصوص الضيوف ولاعبي القمار وشاربي الكحول والمستمعين الرفيعي الذوق للموسيقى .
قام بتمثيل دور الشعب اللبناني المخدوع والمصدوم والمعتوه والمُحتقر صاحب البيت .
شكر خاص للشرطة والمدعي العام وحماة القانون لمشاركتهم في نجاح انتاج هذا العمل الدرامي.
قام بدور الاعلام والتسويق والتبرير الادبي والعملي السيّد العالم المثقف .
قام بدور رجالات الدين الحريصين على رفع الدعاء لمرضى البلد والمعوقين والضحايا السيّد رجل الدين.
قام انصار اللصوص من احزاب في السلطة وفي الطوائف بدور العامة المصفقين الانتهازيين.
هذا العمل الدرامي من إنتاج شركة "واقع حال بلدنا"..
شكر خاص لبلدية كحلون التي ساهمت في نظافة المشهد.