“إسرائيل” وصلت إلى الفرات..ويسقط العرب بسقوط العراق! (نسيب حطيط)

د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
بدأ مشروع “إسرائيل الكبرى “يتحقق في الجغرافيا والسياسة ،بعد إسقاط سوريا، ووصلت إسرائيل الى حدود العراق وتجاوزت نهر الفرات السوري وقبله الفرات التركي، ولم يبق عندها سوى الفرات العراقي!
يظن البعض ان إسرائيل إحتلّت جبل الشيخ والسويداء ودرعا والجنوب السوري فقط ،لكن الحقيقة ان اسرائيل احتلت سوريا كلها عبر “سلطة الجولاني” ، ويستطيع الجيش الاسرائيلي ان يصل ويتحرك داخل الجغرافيا السورية ساعة يشاء وكيفما يشاء، وصار “لواء جولاني” على معبر الناقورة اللبناني و”معبر المصنع” في البقاع ومعبر العريضة في الشمال، وتحوّل لبنان الى “غزة الثانية” تحاصره إسرائيل من كل الجهات البرية وتقفل عليه البحر.
لم تنته الحرب في لبنان ويمكن ان تتوسّع داخلياً إذا اصرّت أميركا على نزع سلاح المقاومة بالقوة، بدون اي مقابل ومن دون اي ضمانات ،بل فرض شروط استسلام أمريكية يرحب بها أغلب اللبنانيين(طوعاً او خوفاً) ولا يقف ضدها الا “المجتمع المقاوم”.
لم تنته الحرب في غزة ولا في الضفة ولا في القدس، وعندما تستعيد إسرائيل “أسراها ” سَتكمل حربها على غزة حتى تحقيق أهدافها ، لإنهاء المقاومة المسلّحة داخل فلسطين وتهجير غزة والضفة واستبدال العمالة الفلسطينية، بالعمالة السورية الأقل كلفة والأكثر عدداً، سواء باستثمار أراضي سوريا او المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين وتدعيم الجيش الإسرائيلي ب”ألوية التكفيريين” في لبنان وسوريا والعراق واليمن وحتى داخل فلسطين!
سَتكمل إسرائيل حربها ضمن مشروع “إسرائيل الكبرى”، ولم يبق امامها سوى العراق او” بعض العراق”، مناطق الشيعة وقواه السياسية والدينية . فإقليم كردستان ليس معارضاً للمشروع الإسرائيلي سواء مباشرة او مواربة عبر الأميركيين،وأميركا لا زالت تحتل العراق، ويبقى على إسرائيل وأعوانها الإطباق على الشيعة في العراق، فيسقط العراق، كما سقطت سوريا وإن لم تنجح أميركا، بحل “الحشد الشعبي” بأيدٍ وقرارات عراقية والذي يشكل العقبة الوحيدة أمام المشروع الأميركي- الإسرائيلي ، ستلجأ اميركا لإشعال الفتنة الداخلية على ثلاثة محاور :
- الفتنة الشيعية-الشيعية(خاصة وأن الوحدة الشيعية غير محصّنة وما زالت ثابتة بوجود المرجع السيد السيستاني ولن تكون قوية بعد غيابه )
- الفتنة الشيعية -السنية.
- الفتنة “العربية-الكردية.
إن العلم الإسرائيلي بخطيه الأزرقين يعبّر عن حدود اسرائيل من النيل الى الفرات ،وكانت الأدبيات السياسية العربية تقول ان هذا من المستحيل، لكننا الآن نشهد تنفيذه ولا يمكن تصديق كيف يتساقط العالم العربي كأحجار “الدومينو”، وكيف فتح العرب أبوابهم أمام “إسرائيل الكبرى” التي وصلت الى “الفرات” بعدما كانت قد وصلت الى “النيل” بعد توقيع اتفاقيه “كامب ديفيد”.
الحرب القادمة ستكون ضد العراق، ولن تتأخر بعدما استطاعت “داعش” تفكيك الوحدة الإجتماعية والمذهبية العراقية وزرعت بذور الفتنه والتفرقة بين الشعب العراقي. ومع ان العراق قد انتصر على داعش، لكن أميركا ما زالت تحتفظ بها في أرض عراقية وسورية وستدعمها بكل جماعات التكفير العالمية .
تكرّر أميركا تنفيذ خططها لإسقاط الدول، فتعمد الى الفتنة الداخلية والحصار الاقتصادي وتشتيت القوى، ثم تفجّر بواسطة الجماعات التكفيرية ،تمهيداً لتقدّم الجيش الاسرائيلي ومعه الجيش الأميركي وبتمويل عربي، حيث ان نفط الخليج يتكفّل بإحراق الأمة العربية وإغتصاب فلسطين وضياع القدس، حيث تقوم أميركا بإحراق العرب والمسلمين بأموالهم ورصاصهم !
بعد إسقاط العراق، ستكون الأمة العربية قد انتهت وماتت ولا لزوم لجامعة الدول العربية او مجلس التعاون الخليجي، بل سيتم تأسيس “جامعة الدول الإبراهيمية” لعبادة “الإله الأميركي” ونبيّه” دولة إسرائيل الكبرى”!
عندما تنتهي أميركا من إسقاط العرب وإنهاء القضية الفلسطينية وحركات المقاومة ،سياتي دور الرؤساء والملوك والأمراء الذين موّلوا عملية قتل الأمة العربية والقضية الفلسطينية، لإنتفاء الحاجة اليهم بعد انتهاء مهماتهم وتعيين امراء ورؤساء وملوك من الهنود والباكستانيين والفيليبين بعد تجنيسهم في الخليج ،كما يحصل الآن في سوريا مع الطاجيك والأوزباكستانيين والأتراك وغيرهم.
ما زالت أميركا تتعامل مع “العبيد البيض والسمر” من العرب والمسلمين ،كما تعاملت مع العبيد السود والهنود الحمر!
حمى الله ما تبقى من العراق، لعلّه يتمكن حماية ما تبقى من العرب والمسلمين..