رأي

إسرائيل من حرب إلى أخرى.. والغرب يبرّر بحجة “الدفاع عن النفس” ( جواد الهنداوي)

 

بقلم الدكتور جواد الهنداوي – الحوارنيوز

 

لم يشهد العالم مِنْ قبل ،بكافة ابعاده الإنسانية والاخلاقية والوظيفيّة ( واقصد في السياسة والاقتصاد والعلوم ) تزاحما في كثرة المتناقضات وقسوتها ، حيث  لم تعدْ صارخة ،وانما صادمة ، و مُنذرة بمزيد من الهدم و الخراب في بنية المجتمع الدولي ،في دولهِ ومجتمعاته و منظماته الدولية والأممية.

إسرائيل ،و الموصوفة أُممياً ، دولة احتلال ، أصبحَ الآن لها حق الدفاع عن النفس ، يعني حق الدفاع عن احتلالها ، بيدَ أن القانون الدولي و القرارات الاممية والشرائع السماوية ،جميعها تكفلُ للشعب الرازح تحت الاحتلال حق المقاومة و النضال و الجهاد من اجل التحرير .

بدأنا نتعّرف ،اليوم ، على مصطلح ” ضبط النفس ” والمُعد خصيصاً لاعداء اسرائيل ، او الذين يردّون على اعتداءات اسرائيل ،هؤلاء ليس لهم حق بإيلام  او بإيذاء اسرائيل .

بدأنا نتعرف اليوم على مصطلحات أخرى ؛ ” الرّدْ المناسب او الرّدْ المُتفق عليه ، او الرّدْ لحفظ ماء الوجه ” .

كُناّ نسمع ،وقت الاعتداءات والحروب ، ادانة او نقد  للاستخدام المفُرط للقوة ” ، او نداء امميا بعدم استخدام مفرط للقوة تجاه العدو او الخصم ، اليوم و لأنَّ اسرائيل من يستخدم القوة ،واكثر من القوة ( اسلحة مُحرّمة ، استهداف متعمد للمرافق السكنية و المدنية ،حرب ابادة ، وبلا هواده ، و استهداف للصحفيين والمسعفين وللمستشفيات الخ … ) لم يعد يتردّد هذا المصطلح ،لا في البيانات ولا في الإعلام ولا على لسان الناطقين باسم الدول الديمقراطية ، ولا في المنظمات الدولية والاممية .

كل هذه الحُزمة من المفاهيم و المصطلحات هي صناعة أمريكية ،صهيونية ، سُوِّقتْ لمصلحة إسرائيل و دعمها وتمكينها من اجل الهيمنة على المنطقة .

إسرائيل تنتقلُ وتتنقّل بالمنطقة من حرب إلى أخرى ،وهي على ما يبدو ماضية في سلسلة حروبها التوسعّية ، من غزّة والضفة إلى جنوب لبنان ، وبعدها ربما الأردن ،والتي تراه الوطن البديل للفلسطينيين . أو ليسَ المطلوب ،عند نتنياهو ،هو تغيير خارطة الشرق الأوسط ؟

 

جميع التوقعّات ، وكذلك المعلومات ، تُشير إلى رد إسرائيلي متوقع خلال الأسبوع الجاري ،ضّدْ مصالح إيرانية ، وقد يخرج الرد عن قواعد الاشتباك او التفاهم السري وعبر وسطاء ،يعني قد لا يكون رداً” لحفظ ماء الوجه”، الأمر الذي ينذر بحرب اقليمية واسعة .

 

 عندما يُسمي نتنياهو حروبه في المنطقة ” بيوم القيامة ” ،وليس حرب الدفاع عن النفس ،فيدلُ هذا على حرب توسعّية ،دينية ، ضدَ المسلمين  ، وضدَ ” السلام الإبراهيمي ” المزعوم .

 

أدّعاء نتنياهو بأنه يخوض حرب القيامة ، و هدفها ،كما يصرّح ،  تغيير خارطة الشرق الأوسط ، وبدعم أمريكي وغربي بالسلاح والمال والإعلام ( ويصفون هذه الحرب بالدفاع عن النفس ! ) ، أصبحَ واضحاً و جلياً أنهم ( اقصد امريكا و إسرائيل وبعض الغرب) حلّوا محل القاعدة وداعش و الفصائل الإرهابية الأخرى ،والتي استخدمت من قبلهم ،و فشلت في تغيير خارطة الشرق الأوسط .

ولماذا تغيير خارطة الشرق الأوسط ،وعلى حساب مَنْ ؟

بالطبع على حساب خرائط و حدود الدول العربية ، وبدءاً بالدول الحدودية لفلسطين المُحتلة ،ولكي تصبح إسرائيل اكبر .أو لمْ يأسف الرئيس الأمريكي السابق  ترامب ، لصغر مساحة اسرائيل ؟

سقط القناع الذي كان يسترُ قُبح وجوه وألسنة امريكا وإسرائيل ،حين صدعوا رؤوسنا ،بالسلام الإبراهيمي ، و بأمن واستقرار المنطقة ، و بالديمقراطية و بحل الدولتين.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى