محمد قجّة* – خاص
1 – هذا عنوان كتاب للمؤرخ العظيم ” تقي الدين المقريزي “
764 – 845 للهجرة … 1364 – 1442 للميلاد.
ولد المقريزي في القاهرة لأسرة أصلها من ” بعلبك ” جاءت الى مصر واقامت وعملت من غير ان يطلب منها احد جواز سفر وتأشيرات دخول ،وتوفي ودفن في القاهرة .
عاصر المقريزي ابن خلدون؛ ويعتبر تلميذا فكريا له ولمنهجه التاريخي العلمي . وقد عمل خطيبا وقاضيا وكاتبا في ديوان الإنشاء.
2 – ترك المقريزي عددا من كتب التاريخ أبرزها :
– السلوك لمعرفة دول الملوك
– اتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا
– خطط المقريزي … وهو أهم كتبه
– إغاثة الامة بكشف الغمة ؛ وهو الكتاب الذي سنتوقف عنده قليلا .
طبع الكتاب مرات كثيرة وبتحقيق مختلف ، وترجم الى عدد من اللغات . والنسخة التي اعتمدناها بتحقيق ” كرم حلمي فرحات ” وتقع في 208 صفحات ، وطبعت عام 2007 .
3 – كان سبب تأليف الكتاب المجاعة الكبرى التي استمرت ثماني سنوات ، وفقد فيها المقريزي ابنته بمرض الطاعون .
يتحدث في الكتاب عن تاريخ المجاعات في مصر ، ويعدد 26 مجاعة . ويحدد الأسباب بمحورين هما :
ا – الكوارث الطبيعية كالفيضانات والجفاف وقلة المياه والاعاصير والأوبئة الفتاكة كالطاعون .
ب – سوء تدبير الحكام ، ويركز المقريزي على هذا السبب ويضرب امثلة لذلك :
– غفلة الحكام وابتعادهم عن الجمهور .
– انشغال الحكام بجني الأموال بكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة .
– التمسك بالسلطة بشتى الأساليب الاخلاقية وغير الأخلاقية .
– انتشار الفساد بلا حسيب ولا رقيب .
استفحال الغلاء وفقدان المواد الاساسية كالقمح واللحوم والخضار والفواكه .
4 – يتفق دارسو التاريخ على ان المقربزي يأتي بعد ابن خلدون مباشرة في منزلته كمؤرخ تميز بصفات أهمها :
ا – الموضوعية والامانة التاريخية والعفة والخلق الرفيع .
ب – التدقيق والتقصي والتحقيق والتعليل .
ج – الدخول في التفاصيل الدقيقة مثل : احوال النيل ، الحياة اليومية ، مظاهر الفساد ، الرشوة ، الغلاء . شهادة الزور ، الزنا واللواط ،الخمور ، الفسوق .
د – الحيادية تجاه الحكام وعدم الاستزلام لأي منهم .
ح – التركيز على ربط حركة التاريخ بالعوامل الاقتصادية
*باحث وومؤرخ – سوريا
زر الذهاب إلى الأعلى