الحوار نيوز – خاص
لم يكن ينقص لبنان إرباك جديد في حملة التطعيم ضد وباء كورونا ،لكي يأتي التشويش الحاصل عالميا حول لقاح أوكسفورد – استرازانيكا،ليزيد من حراجة الموقف ويدفع المسؤولين الى التريث في استخدام هذا اللقاح قبل أن تصل الدفعة الأولى منه هذا الأسبوع.
وفي وقت جمدت دول أوروبية عدة استخدام اللقاح بذريعة إحداثه جلطات دموية ،أكد الدكتور عبد الرحمن البزري، رئيس اللجنة الوطنية للقاح المضاد لكورونا أن السلطات الصحية وتوصيات اللجنة تضمنت التريث في الحكم على لقاحات “أسترازينيكا” واستعماله في لبنان، بانتظار التحقيقات الجارية في هذا الشأن في كل من وكالة الدواء الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية، والتي شكلت لجان تحقيق تزود بشكل يومي كل الهيئات العالمية والوطنية المعنية بعملية التلقيح عن تقدم التحقيق.
وأضاف البزري : لدينا الوقت الكافي لانتظار التحقيقات العالمية الجارية والتأكد من البيانات والمعلومات، وذلك انطلاقاً من “حرصنا على اللبنانيين وعدم تساهلنا ولو بنسبة واحد في المئة بصحة أهلنا في لبنان”.
واعتبر البزري أن اصابة هذا اللقاح بنكسة سوف يشكل ضربة كبيرة للحملة العالمية لمحاربة وباء كورونا، كون اللقاح المذكور يعتبر الأقل كلفة مقارنةً باللقاحات الأخرى حيث يتراوح سعره بين 4 و6 دولارات أميركية. وشدد البزري على أن الشركة المصنعة للقاح، تتابع بشكل دوري أكثر من 10 ملايين فرد تلقوا اللقاح حول العالم، وحتى اللحظة لم يواجه أي متلق للقاح عوارض خطيرة أو مرتبطة بالجلطات الدموية.
في ظل هذا الواقع يُخشى من إحجام المواطنين في لبنان عن تلقي لقاح استرازانيكا ،حتى في حال أجازت وزارة الصحة استخدامه،ما يعكس مزيدا من البطء في حملة التطعيم ،خاصة وأن المصدر الوحيد للقاحات حتى الآن ينحصر في الدفعات التي تصل أسبوعيا من لقاح فازر الأميركي.
في هذه الأثناء أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه “لا يوجد دليل” على وقوع حوادث تنطوي على إصابات بجلطات دموية بسبب لقاح أكسفورد-أسترازينيكا.
وأضافت المنظمة في بيان أنها تراجع تقارير تتعلق باللقاح، وأكدت على أهمية استمرار حملات التطعيم.وقالت إنه جيد أن يجري التحقق من أي حوادث سلبية محتملة.
وانضمت ألمانيا وإيطاليا أمس الاثنين إلى عدد من الدول الأوروبية الأخرى التي علقت استخدام اللقاح كإجراء احترازي.
وعلى الرغم من ذلك يقول خبراء إن عدد الجلطات الدموية المبلّغ عنها بعد اللقاح لم يكن أكثر من تلك التي يُبلغ عنها عادة بين السكان.وأوضحت شركة “أسترازينيكا” إن نحو 17 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حصلوا على جرعة من اللقاح، وأُبلغ عن أقل من 40 حالة إصابة بجلطات دموية حتى الأسبوع الماضي.
وكانت هولندا علقت استخدام أسترازينيكا وقالت إن الخطوة ستستمر حتى 29 مارس/آذار على الأقل، بدافع الحيطة
كما أعلنت وزارة الصحة الألمانية تعليق استخدام اللقاح فورا، بناء على توصية من معهد “بول إيرليش”، الجهة المختصة باللقاحات في البلاد.
ونقلت وكالة فرانس برس عن الوزارة قولها “بعد تقارير جديدة بشأن حدوث جلطات في الأوردة الدماغية ذات صلة بالتطعيم في ألمانيا وأوروبا، يرى معهد بول إيرليش ضرورة إجراء مزيد من التحقيقات”.
وصرح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بعد ذلك بوقت قصير، أن فرنسا ستعلق اللقاح حتى تقدم وكالة الأدوية الأوروبية توصية جديدة بعد ظهرال يوم الثلاثاء.
كما مددت وكالة الأدوية الإيطالية الحظر المفروض على دفعات فردية من اللقاح في جميع أنحاء البلاد، انتظارا لقرار وكالة الأدوية الأوروبية أيضا.
وجاء التعليق بعد أقل من يوم من اتخاذ هولندا نفس الإجراء، وقالت إن تعليقها، الذي سيستمر حتى 29 مارس/آذار على الأقل، بدافع الحيطة.
كما أوقفت أيرلندا والدنمارك والنرويج وبلغاريا وأيسلندا مؤقتا التطعيم باللقاح، بينما أرجأت الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا التطعيم. وعلقت العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك النمسا، استخدام دفعات معينة من الدواء بدافع الحيطة.
وأعلنت تايلاند أنها ستبدأ استخدام اللقاح يوم الثلاثاء، بعد تأخير قصير في طرحه بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.
في هذه الأثناء قال كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إن الهيئة تحقق في التقارير.وأضاف: “بمجرد أن تفهم منظمة الصحة العالمية بشكل كامل ماحدث، ستُعلن على الفور النتائج وأي تغييرات في التوصيات الحالية”.
وقال: “لا يوجد دليل حتى اليوم على أن حوادث الإصابة سببها استخدام اللقاح، ومن المهم أن تستمر حملات التطعيم حتى نتمكن من إنقاذ الأرواح ووقف المرض الشديد الناتج عن الفيروس”.
وقالت الجمعية الطبية الأوروبية، التي تجري أيضا في الوقت الحالي عملية مراجعة لحوادث الإصابة بجلطات الدم، إن اللقاح يمكن أن يستمر استخدامه.
كما صرحت هيئة تنظيم الأدوية في بريطانيا بأن الأدلة “لا تشير” إلى أن اللقاح يسبب جلطات دموية، وحثت الهيئة المواطنين في البلاد على الحصول على اللقاح عندما يُطلب منهم ذلك.
وقال أندرو بولارد، مدير مجموعة لقاحات أكسفورد التي طورت لقاح أكسفورد-أسترا زينيكا، لبرنامج “توداي” على قناة بي بي سي إن هناك “دليلا مطمئنا للغاية على عدم وجود زيادة في ظاهرة الجلطات الدموية هنا في بريطانيا”.
وقالت الشركة في بيان إنه لا يوجد دليل على زيادة خطر الإصابة بجلطات بسبب اللقاح.وأضافت أنه في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي وبريطانيا كان هناك 15 حالة إصابة بتجلط الدم في الأوردة العميقة دي في تي (DVT) و 22 حالة انسداد الرئوي (جلطة دموية دخلت الرئتين)، أُبلغ عنها بين أولئك الذين تلقوا اللقاح.
وقالت أسترازينيكا إن هذه الأرقام “أقل بكثير مما كان متوقعا حدوثه بشكل طبيعي بين عامة السكان، وهي مماثلة في لقاحات كوفيد-19 الأخرى المرخص لها”.
وقالت آن تايلور، كبيرة المسؤولين الطبيين في الشركة: ” أدت طبيعة الوباء إلى زيادة الاهتمام بالحالات الفردية ونحن نذهب أبعد من الممارسات القياسية لمراقبة سلامة الأدوية المرخصة في الإبلاغ عن أحداث اللقاح، لضمان السلامة العامة”.