إذا انتصرت “إسرائيل”..ماذا عن “اليوم التالي” في المنطقة والعالم؟(واصف عواضة)
كتب واصف عواضة – خاص الحوار نيوز
تُهدد إسرائيل وتتوعد،وتقسم بساستها وجنرالاتها الأيمان المعظّمة ،بأنها لن توقف الحرب حتى تحقيق “النصر المطلق” على حركات المقاومة في المنطقة ،من حزب الله إلى حماس والجهاد الإسلامي،وربما المقاومة العراقية وأنصار الله في اليمن.
فماذا، افتراضا، لو تمكنت إسرائيل من تحقيق هذا الهدف؟ وماذا عن “اليوم التالي” في المنطقة والعالم ،خاصة وأن الحرب، بحسب الكثير من المراقبين ،هي حرب أميركا ،وأن إسرائيل مجرد أداة تنفيذية في هذا الأمر؟
السؤال أعلاه يستدعي حشدا من الأسئلة ،لأن القضاء على حركات المقاومة لن يكون في علم السياسة على قاعدة “وكفى المؤمنين شر القتال”،ولن يقف الغد عند هذه الحدود في ظل صراع إقليمي ودولي محتدم.
- بداية ما هو مصير القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بشكل عام ،بعدما حسمت إسرائيل أمرها في ما خص الدولة الفلسطينية، برفض هذا المشروع جملة وتفصيلا، والذي تبين أنه كان وهما صدّقه بعض الفلسطينيين والعرب؟
- ما هو مستقبل لبنان في غياب المقاومة وحزبها وتوهين طائفة كبرى تُعتبر ركيزة أساسية في الطاولة اللبنانية المثلثة الأضلاع؟
- ما هو مستقبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإنجازاتها الكبرى على مدى 45 عاما ،وما هو مصير مفاعلاتها النووية وصواريخها المجنّحة والباليستية والفرط صوتية ،وبالتالي ثورتها التي أنشأت جيلا جديدا تغيرت ثقافته ومفاهيمه ورؤاه .
- ما هو مستقبل سوريا ونظامها وحكومتها بما تسيطر عليه من الأراضي ،وهل ثمة حاجة بعد ل “النصرة” و”داعش” وغيرهما من الحركات الإسلامية،وما هو دور “قسد” الكردية ؟
- ما هو مستقبل المقاومة العراقية واليمنية في ظل الوجود الأميركي حولهما من كل الجهات ،وهل ستلتزم أميركا بوعودها بالانسحاب من العراق خلال سنة ،أم أن التطورات الجديدة ستدفعها إلى توسيع سلطتها في بلاد الرافدين؟
- كيف ستتصرف دول الخليج ،لا سيما المملكة السعودية التي رهنت التطبيع مع إسرائيل بإقامة الدولة الفلسطينية؟
- ماذا عن الصين وتجارتها واقتصادها ،وهل ستنتقل الحرب إليها لتوهين نموها عبر الخاصرة التايوانية؟
- وماذا عن روسيا وحربها في أوكرانيا والدعم الغربي المطلق لنظام زيلينسكي؟
- هل يتطور كل ما تقدم إلى حرب عالمية ثالثة كما يبشُر الكثير من المحللين؟
هذه الأسئلة ستظل أجوبتها حائرة إلى أن تُحسم الحرب الدائرة الآن، والتي تتوقف نتائجها على صمود المقاومة ومحورها والجمهورية الإسلامية.
ولكن،
نرجو ألاّ نكون شهودا على أجوبة الأسئلة السالفة الذكر،حتى لا نحسد عندها الشهداء والموتى على رحيلهم عن هذه الفانية !