إحذروا الفيديو المزور صوتا وصورة !!
صار في الإمكان تزييف فيديو صوتا وصورة باحتراف فائق الدقة لأي شخصية في العالم ،سواء أكانت على قيد الحياة أم راحلة عن هذه الدنيا ،وهي تقنية ال deep fake التي تحمل في طياتها سيفا ذا حدين ،اذ يمكن لأي شخص ادعاء أن كلامه مزور حتى وإن كان قد نطق به ،كما يمكن نسب كلام مزور لهذه الشخصية في الوقت نفسه.
وسبق أن استخدمت هذه التقنية في الأفلام السينمائية والمسلسلات بحرفية مقبولة ،لكن استخدامها اليوم في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي سوف يعكس الكثير من المشاكل والالتباسات، ما يستدعي الكثير من الحذر في تقبل أي تسجيل مصور سواء أكان حقيقيا أم مزورا .
وكانت التكنولوجيا الحديثة قد استنبطت برامج عدة لتزوير الصور أو تغيير شكل الأشخاص ،وبينها برنامج "فوتوشوب" الشهير .وقد سبق في احدى الصور التذكارية للحكومة اللبنانية الجديدة أن أضيفت اليها صورة وزير الداخلية نهاد المشنوق في الوقت الذي كان فيه غائبا عن لبنان عند التقاط هذه الصورة .لكن هذه التقنية لم تصل الى مستوى انجاز برامج فيديو بالصوت والصورة حتى الفترة الأخيرة .
وفي هذا الاطار،كانت شركة "أدوبي" الأميركية قد كشفت عام 2016، النقاب عن برنامج جديد وصَفَته المواقع بأنه "خطير" على الأمن المعلوماتي، حيث إنه يفتح الباب أمام تزييف وتزوير مقاطع الفيديو والصوت.
وأشارت "أدوبي" في مؤتمرها السنوي إلى أن برنامجها الجديد ضمن مشروع أطلقت عليه "فوكو"، وأنه سيحل بديلاً لبرنامج "فوتوشوب" الشهير.
وحذّر موقع "إنجادجيت" التقني المتخصص من أن ذلك البرنامج سيفتح الباب أمام التلاعب في كلام الكثير من المشاهير والسياسيين، وإضافة كلمات لم يقلها المستخدم، ما يمكن أن يتسبب في مشاكل وقلاقل اجتماعية واسعة حال نشر تلك المقاطع.
وعرضت "أدوبي" مميزات البرنامج بالتفصيل، لكنها لم تعلن صراحة نيتها إطلاق هذا البرنامج كمنتج تجاري أو طرحه لمؤسسات بعينها بمقابل مادي.
وأشارت إلى أن برنامج "فوكو" الجديد وبرامجه يتم بالتعاون مع جامعة "برينستون" الأميركية، والذي يهتم بتطوير برنامج تحرير الصوت.
ويقدم البرنامج تقنيات متميزة في إمكانية عزل الضوضاء عن أي صوت، وتحرير كل الصوتيات التقليدية بإمكانية القطع واللصق، وتركيب كلمات جديدة بنفس نبرة الصوت المستخدمة في المقطع.
ويمتلك البرنامج تقنية فهم تركيبة صوت الشخص، وتكرار تلك النبرة في حالة توفر مقطع صوتي أو مرئي للشخص مدته تصل إلى 20 دقيقة كاملة.
ودافعت "أدوبي" عن نفسها في بيان رسمي قائلة: "عند تسجيل التعليقات الصوتية والحوارات يرغب صاحب التسجيل كثيرا في إضافة كلمات أو تغيير أو إدراج بعض الكلمات بسبب خطأ وقع فيه، أو لرغبته في تغيير عرض ذلك التعليق. فالغرض الأساسي له ليس التزييف أو التزوير".
وتابعت: "يمكن ببساطة كشف أن ذلك التسجيل تم التلاعب فيه عن طريق أي تقني مختص بسهولة، كما يحدث مع صور الفوتوشوب، لذلك لا نعتقد أن هذا سيتسبب في أزمات كبيرة في المستقبل".
الا أنه في الفترة الأخيرة ظهر تسجيل صوتي للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ،وتم توزيعه على وسائل التواصل ،وبدا أنه من الصعوبة بمكان اكتشاف التزوير لو لم ينف أوباما هذا التسجيل .ووزعت قبل ذلك أشرطة مسجلة للرئيس الحالي ترامب تبين أنها مفبركة ،وكان من الصعوبة بمكان اكتشاف ذلك .