إبراهيم الأمين كما عرفته..وأعرفه!
كتب واصف عواضة:
عرفت إبراهيم الأمين أول مرة عام 1990 ،أي قبل ثلاثين سنة بالتمام والكمال.كنا جمهرة من الصحافيين برفقة رئيس الجمهورية الياس الهراوي في رحلة خليجية بعد تبوئه الرئاسة ،شملت الكويت والبحرين وقطر والامارات العربية.يومها كل ما حفظته عنه أنه شيوعي يعمل محررا في جريدة "النداء"،وكان هذا كافيا كي لا أعرف إبراهيم الأمين جيدا .
دارت الأيام وصرت التقي إبراهيم في المناسبات الصحافية وأتعرف عليه شيئا فشيئا ،الى أن جمعتنا "السفير" سويا في العام 2001 ،تحت جناح الأستاذ طلال سلمان ورئيس التحرير الزميل الراحل جوزف سماحة.كنت رئيسا لقسم المحليات السياسية ،وكان إبراهيم كاتب المحلية الثانية التي كانت تميز كل الصحف اللبنانية ،باعتبارها التحليل السياسي الأبرز المستند الى المعلومات والمعطيات المتوفرة لدى الكاتب.
بناء على هذا الرابط تعززت علاقتي مع الزميل إبراهيم،وزادتها وثاقا لقاءاتنا المشتركة داخل الصحيفة وجمعاتنا العائلية خارجها ،خاصة في منازل طلال سلمان وجوزف سماحة في بيروت وفي منزله الصيفي في شملان،فضلا عن المناسبات الأخرى .وهكذا عرفت إبراهيم أكثر وأكثر وفهمته أكثر ،ودخل الى مساحات عقلي وقلبي،كاتبا صحافيا نشيطا ،ومناضلا لا تلين له عريكة،ومقاوما جسورا بالكلمة والصوت والصورة ،ومحاورا حاسما يشطح في الحق والحقيقة الى حد الصدام حتى مع أقرب المقربين.ولطالما تصادمنا كأصدقاء مع آرائه ، لكن ذلك لم يفسد للود قضية .
منذ أسس جريدة "الأخبار" مع الراحل جوزف سماحة في أواسط العام 2006 ،ارتبط إبراهيم بعلاقة عضوية مع المقاومة وسيدها ،وتحديدا مع حزب الله ،وكانت هذه العلاقة موضع حسد كل الزملاء في المجال المهني ،حتى اعتُدت مقالاته موقفا رسميا للحزب.وكان إبراهيم يشطح أحيانا لدرجة يحرج الحزب والمقاومة،الا أن ذلك لم يفسد للود قضية.
قبل أيام كتب إبراهيم مقالة في قضية العميل عامر الفاخوري بعنوان "سيد حسن ..إنه العار"،حملت في رأي الكثيرين إساءة للمقاومة وسيدها،وقد ختم مقالته بالقول: "إنه العار، والجميع عراة… والمقاومة هذه المرة في رأس القائمة".
بعد هذه المقالة كان من الصعب إقناع المقاومة وجمهورها ومحبيها أن هذا هو إبراهيم الأمين السالف الأوصاف،فانهالت عليه الانتقادات والاوصاف الشنيعة،وزادها حدة كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلامه عن موقف الأصدقاء الذين اعتُبر إبراهيم واحدا منهم.وقد حفلت وسائل التواصل الاجتماعي بما لا يليق بصحافي هوذا تاريخه،وكان أكثرها سخونة ما كتبه خطيب المقاومة وعرّيف سيدها الشاعر علي عباس.
أمام هذا المشهد السوريالي ،قد يكون إبراهيم قد "شطح" كعادته،ولكن لا يشك أصدقاء إبراهيم الأمين ،وأنا منهم،أنه قصد الإساءة للمقاومة وسيدها ،ولا أراد إهانة الحزب وقيادته.أستطيع أن أقول بأمانة إن قلم إبراهيم الأمين المجروح تغلب على رويته.وعليه فهو لا يستحق ما ناله من جمهور المقاومة والحزب .كان كلام السيد كافيا ووافيا ،وأزعم أن الرسالة وصلت بكل ألقها وأدبها ونعومتها وسخونتها معا.
في الخلاصة ،لا أخال ابراهيم الأمين إلا صديقا وفيا للمقاومة وسيدها،بل أكثر من ذلك هو واحد من كوادرها المخلصين.ولعل أبلغ ما قاله السيد أمس :"إنه لمن نكد الدنيا أن أقف اليوم لأدافع عن المقاومة في قضية عميل إسرائيلي مجرم قاتل".
وليسمح لي السيد أن أستعير من عبارته لأقول:" إنه لمن نكد الدنيا أن أقف اليوم لأدافع عن إبراهيم الأمين في علاقته بالمقاومة وسيدها".