بقلم د.أحمد عياش
من يظنّ ان الحرب ستنتهي بعودة الجيش الروسي الى موسكو واهم. فالجيش الروسي لم يدخل في حملة تأديبية لينسحب ،انما عبر الحدود ليعيد ترتيب الجغرافيا تصحيحاً لاخطاء التاريخ.
بعد جمهوريتي لوغانسك ودونتسك ستظهر جمهوريات أخرى، ربما جمهورية خيرسون على سبيل المثال، وهذا إن دلّ على شيئ فإنما يشير الى ان الحزام الشرقي الممتد جنوبا نحو ماريوبول وشبه جزيرة القرم باتجاه اوديسا ،سينفصل عن المركز كييف، ما يعني ان اوكرانيا السابقة ستصبح قديمة ،تماما مثل يوغسلافيا ،وكأن روسيا تنتقم لاخطاء قياداتها التاريخية وتنتقم لضعفها اليلتسيني الكحولي المشبوه، وتنتقم لخيانة غوربتشوفية، ليس فقط لم تنجح في البيريسترويكا، انما تسببت بخراب دول وبضياع شعوب.
عندما سئل الرئيس يوسف جوغاشفلي(ستالين) عن موعد انسحاب الجيش الاحمر السوفياتي بعد هزيمة النازية الألمانية، اجاب بأن ما حرّره الجيش الاحمر سيبقى احمر.
اختفت يوغسلافيا بعد حرب دولية وبعد نزاعات دينية وقومية، وكذلك اوكرانيا ستتحوّل الى جمهوريات سلافية، من روم اورثوذكس وجمهورية سلافية كاثوليكية لن يحكمها فيما بعد رئيس من قومية ديانة اليهود، لأن الرئيس زيلينسكي في وضع محرج جدا، إذ لا خيار له حاليا الا التحوّل لمقاوم بطل حتى الشهادة، او انه سيلقى مصيرا سيئاً من شعبه بحال الهزيمة العسكرية لعدم اتقانه السياسة وفنّ الديبلوماسية لتجنيب اوكرانيا افخاخا تفوق قدرته التمثيلية الفكاهية.
من المسؤول عن سوء التدبير السياسي الذي حوّل الاوكرانيين للاجئين في بولندا؟
واهم من يظن ان الرئيس بوتين سينسحب قبل تكريس جغرافيا جديدة.
كل حرب مأساة انما من يذهب الى الحرب عليه ان يضمن الانتصار لشعبه لا الخراب .
ربما البحث عن اسم جديد لاوكرانيا افضل من اضاعة الوقت في مفاوضات سلام وفي دعم سلاح عالمي …
من يظنّ ان التحالفات تفيده سيدفع الثمن غاليا لتهوره. فها هم اللبنانيون اليوم يتقاسمون الملفوفة والخسة وعلبة الدواء عند البقال وعند الصيدلي، وإن سألت كيف وصل الناس الى هذه الحال اتهموك بالعمالة حماية لدولة مالية عميقة ممنوع مسّها لا بكلمة ولا بحجر.
المأساة لا تنتهي بل تنتقل او تتحوّل.
ما يحصل في اوكرانيا ليس غير ترجمة بتصرف، للمأساة وللمؤامرة من اللغة العربية الى اللغة الاوكرانية .
كلامنا ليس هجوما ضد زيلينسكي ولا دفاعا عن بوتين.
نحن ضد الحرب!