رأي

أي مقاومة نريد ..اذا لم ينسحب العدو!(نسيب حطيط)

 

د.نسيب حطيط – الحوارنيوز

 

ينتهي العام 2024 ولم تنته بعد حرب “الستين يوماً” على المقاومة وأهلها في لبنان ،والتي  قاتلت فيها المقاومة بشكل كربلائي واجبرت العدو على التقدم ببطء ودون استقرار مع خسائر كبيرة، ما أجبر العدو للقبول بوقف النار ،خلافاً لموقفه في غزة حيث ما يزال يماطل بعد 14 شهراً من الإبادة.

بدأت مرحله الستين يوما من الهدنة  التي كان من المفترض ان ينسحب العدو فيها ويستلم الجيش اللبناني والقوات الدولية، لكنها كانت 60 يوماً لحرب من طرف العدو على مرأى  القوات الدولية والجيش اللبناني المقيّد سياسياً والثرثارين السياسيين في لبنان الذين يكرّرون ضرورة الإلتزام بالقرار 1701 الذي التزمت به المقاومة ولم تلتزم به إسرائيل!

60 يوماً من كظم الغيظ والصبر على التوغل الإسرائيلي ،إنها ذروة الشجاعة للمقاومة ورأس الحكمة والعقلانية والموضوعية والحنكة في العمل السياسي وانتصار في الحرب الناعمة التي تواجه الحرب الساخنة الإسرائيلية، ولكشف عورات  الأمم المتحدة والحكومة والثرثارين والمرجفين والأغبياء ايضاً، فكل يوم من الستين يوماً للهدنة هو ربح إضافي للمقاومة وأهلها ودليل يومي يقدّمه العدو ،دون قصد على ضرورة الإحتفاظ بالسلاح وحفظ المقاومة وصرخة إسرائيلية بوجه الذين يقولون لا شرعية لسلاح المقاومة، ولا يمكن وجود شرعيتين في وطن واحد، لكننا نقول ،إذا تزاحمت الشرعيّتان، الرسمية المتخاذلة والضعيفة وشرعية السلاح المقاوم والقوي،فإن الأولوية لشرعية السلاح المقاوم .

اثبت المجتمع المقاوم من المقاومة وأهلها، إحترافية عالية في الميدان والصبر ،فمن الشجاعة ان تمتلك الإرادة الحكيمة وعدم الانفعال او التهور او المغامرة ، وربما يمكنك اسقاط مشروع عدوّك وأعوانه في الداخل بصبرك وهدوئك، أكثر مما يمكنك فعله بصواريخك وطلقاتك!

 60 يوما من القتال من طرف العدو والصبر والإلتزام بالإتفاق من المقاومة، معركة ربحتها المقاومة واهلها واستعادت ترميم شرعيتها ووجودها وقدّمت لأجيال الشباب الذين لم يعيشوا تحت الإحتلال ولا تحت القصف، ان يروا ما هو مصيرهم لو تخلوا عن المقاومة وسلاحها!

على المقاومة واهلها إلتزام الصبر وكظم الغيظ ،في ما تبقى من أيام الهدنة وفي حال لم يلتزم العدو الانسحاب بتاريخ 26 كانون الثاني 2025 ،فإنه سيكون احتلالاً للأرض وناكثاً لإتفاق وقف النار، ما يحرّر المقاومة واهلها من صبرهم وإلتزامهم، ويُلقم الثرثارين والأمم المتحدة حجراً في أفواههم ،لتستعيد المقاومة حقها بالمقاومة. لكن السؤال ،أي مقاومة يجب إعتمادها ،خاصة بعد سقوط سوريا والعالم العربي وإنعدام جبهات الإسناد الحقيقية للبنان وبسبب نشوة النصر والمغامرة لدى التحالف الأميركي-الإسرائيلي؟

 لا بد من  مناقشة إستراتيجية ومنهجية المقاومة لتغييرها وتعديلها وفق التالي :

-     العودة الى أساليب الأيام الأولى للمقاومة في اجتياح عام 82 والبدء بعمليات ضد الاحتلال داخل الأراضي اللبنانية ومشاغلته دون العودة لمرحلة القصف بالصواريخ داخل فلسطين المحتلة، لسلب العدو ورقة الإجتياح الجوي الذي لا يمكن للمقاومة ان تمنعه ، ومن يمنع المقاومة أو يعارضها ،سيكون عميلاً للعدو في الداخل ويتكامل كلامه وموقفه السياسي مع الدبابات الإسرائيلية التي تحتل أرض الجنوب.

– تغيير اساليب ونوعية سلاحها والإعتماد على السلاح الذي لا يمكن حصاره او قطع طرق الإمداد عليه ولا يستدرج اجتياحا جويا في العمق اللبناني.

– إعادة العمل بالمقاومة الوطنية الشاملة وتحشيد القوى الوطنية الدينية والعلمانية واليسارية ، كما كان الحال في السنوات الأولى للاجتياح الإسرائيلي عام 1982 .

– بناء جبهة مقاومة اعلامية وثقافية واقتصادية في الداخل (من أصحاب الكفاءة وليس من المراهقين والمسترزقين والوصوليين) لمواجهة المعارضين للمقاومة، سواء كانوا عملاء مباشرين للعدو او يخدمون العدو بدون قصد .

– التقليل من خطاب التهديد والوعيد والمبالغة في القدرات وتحديد المهل وتوجيه الإنذارات وتحميل المقاومين فوق طاقاتهم .

– حصر واجب المقاومة ودورها في حماية لبنان وأهلها والإكتفاء بالمساندة الإعلامية والإنسانية للجبهات الأخرى، بعد الضربات الكبرى التي أُصيبت بها وتغيّر الأوضاع الإقليمية ومسؤولية إعادة اعمار المقاومة للقرى والمدن.

 لا بد من تقييم المرحلة السابقة لعمل المقاومة التي مرت بمرحلتين:

-     مرحلة المقاومة الشاملة،المدنية والعسكرية  بأطيافها الدينية واليسارية المتعدّدة والحزبية والشعبية.

-     مرحلة المقاومة التي تحملتها المقاومة الإسلامية لوحدها مع حركة امل…

 فالحرب لم تنته ولن تنتهي ويجب الإعداد لها وعدم الإستسلام، لكن وسط ظروف أصعب وأقسى ، فسوريا لم تعد ساحة إمداد ، بل ساحة مواجهة وحصار من الخلف، وإسرائيل تحاصرنا من الجهات الأربع!

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى