أي دور فرنسي في التأليف بعد نجاح التكليف؟
كتب محمد هاني شقير:
تأكد حتى الآن تكليف السفير مصطفى أديب رئاسة الحكومة العتيدة غدا بأكثرية نيابية وازنة ،وبتزكية فرنسية واضحة عشية زيارة الرئيس ماكرون الثلاثاء .بقي أن تزكي قوى خارجية أخرى ،بينها الولايات المتحدة والسعودية ،هذا التكليف ما يسهل عملية التأليف.
على هذا الأساس يكون ماكرون قد حقق مبتغاه حين جمع الأفرقاء السياسيين في قصر الصنوبر عندما زار بيروت بعيد الانفجار – الزلزال الذي هز لبنان من عاصمته بيروت.
يأخذنا الموقف مباشرةً الى البرنامج الذي ستتبناه وتنفذه الحكومة العتيدة، وسبل معالجتها للازمة المثلثة الأبعاد: السياسية (حديث ماكرون عن عقد جديد)، والاقتصادية والنقدية، والوعود الفرنسية بتسييل أموال “سيدر” التي وُعِدَ لبنان بها، وما هي الاشتراطات الفرنسية التي سترافق مسيرة الحكومة؟ وهل ستحقق فرنسا في لبنان ما عجزت عنه سورية والسعودية وايران واميركا باجراء تغيير بنيوي في الواقع السياسي اللبناني؟ أم أن ماكرون أراد كبح جماح تركيا – اردوغان التي تلعب في عدة ساحات خلفية لفرنسا، كما هو الحال اليوم في ليبيا، حيث الصراع على أشده بين الدولتين، وتحاول تركيا التمدد نحو لبنان وربما، بحسب بعض المعطيات، تكون هي من حركت بعض المجموعات النائمة في أكثر من منطقة لاشعال فتنة مذهبية تعرقل من خلالها ولادة الحكومة اللبنانية الفرنسية الهوى.
يبقى السؤال المركزي، هل سيقدم أديب أي جديد ويكون حصان طروادة بوجه لبناني، ويتمكن من معالجة الازمة الاقتصادية التي عجز عنها حسان دياب، ولا سيما ان هذا الأخير قدم مشاريع حلول جدية للازمة منعته الطبقة السياسة ( معارضة وموالاة) من تحقيق أيٍ منها، بل جعلته يدور في دوامات فارغة. والسؤال الاستطرادي: عندما كانوا مختلفين تحالفوا لمواجهة دياب، فكيف الحال وهم في الحكومة عينها؟
تقول مصادر مطلعة ان المتوقع أن يكون عمر الحكومة العتيدة بحجم أدوية المسكن التي سيمنحها لها صندوق النقد الدولي وسيدر.
في الموازاة، ونحن على بعد شهرٍ تقريبًا من الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة 17 تشرين، فإنه من المتوقع أن يولد غدًا تكتل “درابزين” يضم عشرات المجموعات التي خاضت نضالاً صعبًا ومريرًا، وسيعلن المولود الشعبي الجديد برنامجه وخطة عمله على ان يستقبل ماكرون بمظاهرة اعتراضية رفضًا للتدخلات الخارجية في لبنان.
إن تضافر عاملي الضغوط الخارجي والداخلي، لربما كانا سببًا لإجراء بعض الاصلاحات المفيدة، من هنا سيكون من المهم أن يستمر حراك الانتفاضة ليشكل هاجسًا يقلق السلطة ورعاتها على الدوام.فهل سيكتب للأديب و “درابزين” النجاح؟
الأشهر المقبلة كفيلة بتقديم الاجابة عن هذا السؤال.