كتب د. أحمد عياش – الحوارنيوز
ليس أمراً سهلاً ان تعي ان ما كنت فيه كان صرحاً من خيال فهوى.أن ما ظننته حقيقة ظهر اخيراً لك كوهم .أنّ مَن عقدت عليهم آمالاً كانوا اشبه بدمى لهم تاريخ إنتاج ولهم تاريخ انتهاء صلاحية .
مكتوب على جبيننا تاريخ انتهاء صلاحيتنا ،انتهاء عمرنا.
لسنا غير سلع وبضاعة.
لسنا غير حلقة واحدة في مسلسل دراما سورية.
بقعة ضوء.
الارادة والتصميم و العزيمة يساعدون على الصمود، والصمود يأتي بالنجاح إنّما لا يأتي بالانتصار.
نجاح ام انتصار؟
الفارق كبير،
بإمكانك ان تنهزم وانت ناجح.لا تكفي عوامل النجاح ليكتمل الإنتصار.
كل صمود يعني تراكم تضحيات كخسارات متتالية وكهزيمة بطيئة مزمنة تنفع عند توازن القوى، وغير مجدية عند تفاوت القوى.
الأحلام الجميلة تنتهي عند اليقظة.
سنستيقظ قريباً.
الحالمون اليوم واهمون، وسيعون فيما بعد ان دورهم انتهى قبل ان يبدأ،وأن الظلم والفقر مكوّنان وشرطان اساسيان لاكتمال دورة الحياة ،وأن لا احد يستطيع منعهما،أنهما ضرورة توازن طبيعية انسانية.
نحن بأمسّ الحاجة للشرّ،لا نستطيع تأمّل الخير من دون الخوف من وجود الشرّ.
الخوف ضرورة لنتجنب الخطر.
محتال وماكر “عزازيل” ولو غيّر اسمه، ولو تنكّر على شاكلة إبليس، ولو اختفى على هيئة شيطان، عرف مكانته فتدلّل.
القادمون الجدد لن يتفقوا على شيء، لأن من كان يوحدّهم “ترك الجَمل بما حمل ورحل” ليكتشفوا انهم لم يتعارفوا في ما بينهم بعد.
سيتفاجأون من وجوههم الحقيقية.
جمعتهم الكراهية ضد هدف وقد حقّقوه، وقد حان الوقت الآن ان يتعارفوا من جديد.
ما اسمك؟
ليس لدى اي واحد منهم رؤية مشتركة مع الآخر حول هويّة الحكم، غير العناوين الكبيرة الفضفاضة التي لا يختلف حولها اثنان.
الاسلام محيط، بل مجرّة فكرية.
وفي كل محيط مثلث برمودا، وفي كل مجرّة ثقب اسود.
العدالة!
حتى عزازيل يطالب ربّه بها.
ما هي الآلية التي ستأتي بالعدالة؟
فكرة محامي دفاع ومحامي الخصم ومحامي الرأي العام والقاضي والمستشارين والمحكمة ومواد القوانين والعقوبات والاستئناف والحكم المبرم، ليسوا من ايام السلف ولا من العهد الأموي، بل تراكم تجارب قوانين فرنسية وانجليزية و روسية وصينية، نسخ كل واحد عن الآخر ما يناسب نظامه ودولته المالية العميقة.
العدالة!
من سيحققها؟
لا احد قادر ان يحققها لأنها بدورها سراب إنساني.
أقصى ما نستطيع فعله هو تحقيق القضاء، اي مواد قانونية تخدم النظام الجديد ولا تغضب أنظمة الدول القوية المؤثرة وتحقق أهداف الدولة المالية العميقة .
الدولة المالية العميقة هو الاسم الدلع للات والعزى وهبل،لإله من تمر متى ما جاع القضاة والحكام ورجال الدين أكلوه.
ربّ المال ورب القوة وربّ السلطة، سيحكمون عاجلا ام آجلاً مهما حاول القادمون الجدد.
حسنة واحدة للراحلين،شاء من شاء وأبى من ابى،انهم لم يوقعوا على معاهدة سلام وتطبيع مع العدو الأصيل،خرجوا من التاريخ بلا توقيع، فهل الزوار الجدد سيوقعون قريبا ام سيعلنون أنفسهم دولة مواجهة؟
يتحاشون الكلام عن تحرير الجولان.
هل هي التقيّة؟
لا منزلة وسطى بين الأمانة والخيانة.
العدالة سراب.
الظلم والفقر ضرورة.
ستنتهي مواسم الشعر والزجل والانتقام وستبدأ الحقيقة، وأولها ان لا انتخابات ديمقراطية قبل أربع سنوات وربما قابلة للتأجيل!
ما الفرق اذن!
من حيث لا يدرون سيتشابه القادم مع الراحل،ليس لأن هذا افضل من ذاك..لا. ليس لان على رأس هذا اكليل غار وعلى رأس الآخر اكليل شوك..لا. إنما لان العدالة سراب والفقر والظلم لا ينتهيان الا بإنهاء حكاية المال وباغتيال رب المال.
سجن ابو غريب العراقي يسمى في سوريا صيدنايا، وفي لبنان رومية، اي تختلف التسميات والسجن نفسه.
لا وجود للخير خارج تسوية بين الأشرار.
والله اعلم.