أيها القاضي المحترم.. ربحت نفسك!
أن يستقيل قاض صاحب ضمير وطني حي، او يكره على الاستقالة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ويبقى الفاسد والمفسد في مكانه…. أن تقبل استقالة قاض شريف بفارغ صبر ، وبسرعة دون التريث والطلب اليه البقاء في منصبه، وتبقى ملفات الفاسدين مخبئة ، نائمة نوم اهل الكهف في الادراج، مصانة ،محصنة، لا يفرج عنها ، رغم كل ما تحمله من مصائب وكوارث مالية ، ونقدية، ومعيشية الحقت باللبنانيين، وقضت على مستقبل شعب بأكمله….
أن يبتعد قاض نزيه، اصدر حكما باسم الشعب ، يحرص في حيثياته القانونية على سيادة وطن وكرامة شعب، ويبقى على الساحة، طابور من العملاء، والمنتفعين، والمأجورين، الواقفين على ابواب المندوب السامي، اما خوفا، أو جبنا ،أو رهبة، أو طمعا بدور أو بمنصب ، يطمحون اليه، ينعمه عليهم سيدهم…..أن نتصرف حيال الشرفاء تصرف الذئاب ، وامام الطغاة تصرف النعاج،ونخفي رؤوسنا في الرمال، فهذا يدل على مدى الانهيار الأخلاقي والسياسي، والمهني الذي وصلنا اليه، ومدى تحلل السلوك، والأداء والمفاهيم الوطنية، الذي نشاهده بأم العين.
محمد المازح،
أيها القاضي المحترم… لقد ربحت نفسك ، وتخليت عن وظيفتك… ربحت وطنك وشعبك، ولفظت منصبا حتى لا يكبل قناعاتك، وقناعات كل الوطنيين الاحرار. فالحكم الذي اصدرته سيظل في ذاكرة الوطن، يردده اللبنانيون، والاوساط السياسية والقانونية، والقضائية، في كل مرة، يحاول فيها مسؤول اجنبي على ارضنا، مهما كان موقعه ، وعلا شأنه، التطاول على سيادة بلدنا وكرامة شعبه.
د.عدنان منصور