العالم العربيسياسة

أين زعيم “داعش” ابو بكر البغدادي؟

انتهى تنظيم "داعش" أو يكاد ،وانتهى حلم الدولة الاسلامية الذي شغل العالم خلال السنوات الماضية ،بعد، أن فرض سيطرته على مساحات واسعة من أرض سوريا والعراق،وكادت تسقط في يده عاصمتا الخلافة الاسلامية الأبرز دمشق وبغداد.
سقط التنظيم لكن زعيمه ابو بكر البغدادي مايزال طليقا ،حيث تطرح نجاته أسئلة كثيرة حول قدرة هذا الرجل والمحيطين به على البقاء عصيا على الجيوش والتقنيات الدولية والعربية والتنظيمات المختلفة التي تطلب رأس هذا الرجل.والواضح أن أبوبكر البغدادي يعتمد "استراتيجية تقنية" حذرة، لتفادي الوقوع في قبضة الجهات التي تحارب المتطرفين.
وتكشف صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن البغدادي، الذي رصدت واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار لكل من يدلي بمعلومات عنه، يتفادى الأجهزة الإلكترونية إلى أقصى حد ممكن، ويفضل نقل رسائله عن طريق أشخاص يتولون المهام بكل دقة.
ويؤكد مسؤولون عراقيون للصحيفة الأميركية أن البغدادي يتفادى الأجهزة التي يمكن رصدها، كما أنه يتحرك في سيارة واحدة فقط حتى لا يسترعي تنقله أي انتباه، وهو لا يثق سوى في دائرة محدودة من المساعدين.
ويقول الخبير العراقي في الشؤون الأمنية سعيد الجياشي، إن البغدادي لا يستخدم هاتفا محمولا ولا حاسوبا، ويلجأ حصريا إلى بعض الأشخاص لإبلاغهم الأوامر والتعليمات، وهذا الأمر يجعل اصطياده أمرا معقدا.
ويحرص البغدادي على التواري عن الإعلام. فمنذ الخطبة التي ألقاها في مسجد النوري في الموصل، لم يعد إلى الظهور بشكل مصور حتى لا يقدم أي خيط لأعدائه.وبسبب هذا الحذر من التكنولوجيا، لم يستطع البغدادي أن يواكب عمليات التنظيم بشكل يومي، لأنه غير قادر على الاتصال بشكل دائم، وبالتالي، فإن اعتقاله أو مقتله، لن يؤديا إلى تحول كبير.
وتبعا لهذا، يرى الجنرال في الجيش الأميركي جوزيف فوتيل، أنه لا ينبغي أن يُولى أبوبكر البغدادي قدرا كبيرا جدا من الأهمية، فـ"بدلا من التركيز على الأفراد، يتوجب استهداف المنظومة بكاملها".
وفي كل الحالات، يرى البعض أن مقتل البغدادي سيكون محطة فارقة في مسار التنظيم الإرهابي، كما أنه سيؤدي إلى طرح أسئلة شائكة حول مستقبل المتشددين الذين تكبدوا أسوأ خسائرهم مؤخرا في سوريا جراء فقدان جيب منطقة الباغوز في محافظة دير الزور، شمال شرقي سوريا، قبل أيام.
وبعد انهيار "داعش" على الأرض وفقدانه الأراضي التي كان يسيطر عليها ويجني منها العائدات المالية، تحوم الأسئلة في الوقت الحالي حول الطريقة التي سينشط بها عناصر التنظيم في كل من العراق وسوريا.
وتتراوح خيارات "داعش" بين محاولته رص الصفوف حتى يبسط سيطرته مجددا على بعض الجيوب، لا سيما أن الوضع الأمني لم يستقر بعد في سوريا والعراق، أما السيناريو الآخر فهو أن يكتفي المتشددون بأساليب حرب العصابات، بهجمات انتحارية أو اشتباكات من حين لآخر
وفي هذا الاطار ترى مصادر أمنية رفيعة أن تنظيم داعش سيكون أكثر خطورة عندما يعمل تحت الأرض ،أكثر منه فوقها ،لأن مواجهته وهو مكشوف أسهل لخصومه مما هو متخف.وعليه تحاول الأجهزة الأمنية والمخابراتية الوصول الى رأس التنظيم للقضاء نهائيا عليه بعدما ملأ الدنيا وشغل الناس لسنوات طويلة .وتعطي المصادر مثالا على ذلك القضاء على أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" الذي بات بعد اغتيال مؤسسه أثرا بعد عين.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى