أول مائة يوم من عمر الحكومة: اليوم الأول.. نيات طيبة ومحاذير(حسن علوش)
![](https://al-hiwarnews.com/wp-content/uploads/2021/05/حسن-علوش-1-780x470.jpg)
حسن علوش – الحوارنيوز
سنرصد معاً أول مائة يوم من عمر حكومة العهد الأولى، بدءا من اليوم الأول قبل أن نحكم على أداء مؤسسة مجلس الوزراء، أو الوزراء بذاتهم.
البيان المكتوب الذي تلاه رئيس الحكومة نواف سلام ممتاز لجهة العناوين التي سردها، بدءا بتنفيذ القرار ٤٢٥، وصولا إلى سلة الإصلاحات “بالتعاون مع المجلس النيابي”، مرورا بالمفصل الحاسم: السلطة المستقلة للقضاء.
ملاحظات على هامش اليوم الأول:
– بصفتك رئيس حكومة لبنان وليس رئيسا لمحكمة العدل الدولية، فإن اسرائيل دولة عدوة للبنان، وليست دولة جارة. ودولتكم يعرف أكثر من غيره الأطماع التاريخية لهذه الدولة في لبنان ومن خلفه سائر الدول المسماة “دول الطوق”. ودولتكم يعرف تاريخ المجازر المتعمدة التي ارتكبت بحق لبنان منذ الشروع بقيام دولة الاحتلال في فلسطين…
لذا، كان من المستحسن أن تسمي العدو بإسمه ولا تترك مجالا لأي لبس، لا مكان له بالنسبة الينا.
– مع التنويه الخاص بقول دولتكم إن مجلس الوزراء سيعمل كفريق عمل واحد للنهوض بالأعباء والمهام المرتجاة والتركة الثقيلة، فإن نصيحتنا لدولة الرئيس توصية السادة الوزراء الإنصباب على مسؤولياتهم الوزارية المتصلة بأهداف الوزارات وبرنامج عمل الحكومة، من دون الدخول في متاهات السياسات الفئوية الضيقة. لا يعني تجريد الوزراء من حقهم في تناول القضايا الوطنية استنادا إلى ما سيتضمنه البيان الوزاري، وما تضمنه خطاب القسم الرئاسي، وفي المقدمة: أحكام الدستور، لاسيما تنفيذ الإصلاحات السياسية التي نصت عليها وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بإتفاق الطائف ( قانون انتخاب خارج القيد الطائفي – تشكيل اللجنة الوطنية لدراسة سبل الغاء الطائفية- اقرار قانون السلطة القضائية المستقلة – اقرار اللامركزية الادارية الموسعة.. الخ).
تجدر الاشارة هنا إلى أن بعض الوزراء، لعل الغالبية منهم لا ينتمون إلى أحزاب سياسية بالمعنى التنظيمي بل إلى قادة الأحزاب! لكن المخاوف في الحالين هي هي، فإن بعض هذه الأحزاب وقادتها ومنذ اللحظة الأولى لإقرار وثيقة الوفاق الوطني، وهم يحفرون تحت ما تضمنه من إصلاحات سياسية من شأنها نقل لبنان إلى مشروع دولة “القانون والمؤسسات” التي ذكرتها دولتكم، دولة المواطنة الخالصة من أمراض الفساد والخطاب الطائفي والمحاصصة الطائفية – الغنامئية.
حلم كل لبناني أن يشهد يوما إنقساماً على اساس برامج اقتصادية- إجتماعية. المضحك المبكي في حالتنا الوطنية أن الانقسام كان قبل “الطائف” على هوية لبنانية العربية، وبعد “الطائف” على هوية لبنان الوطنية وموقعه في قلب الصراع العربي – الاسرائيلي، وتحت هذا العنوان جرى نسف “الطائف”. تواطأ المتواطئون من مختلف الكيانات لمصلحة مشروع اقتصادي استند إلى لعبة تعاظم الدين و”صرف ما في الجيب” على أمل أن يأتي ما في الغيب..!
فرغت الخزائن وطارت الودائع وأغلق الخارج أبوابه في حصار لا زلنا نعاني من نتائجه!!
وفقكم الله.. والى اليوم التالي..