د. فلاح الحسن* – الحوار نيوز
نووياً تكتيكاً او سلاحاً غير تقليدي ما ستستخدمه موسكو للردِ على الهجومِ المستمر للجيشِ الأوكراني في مناطق التماس لاستعادتها من الجيش الروسي.
إذا استبعدنا السلاح النووي الشامل،فهي لا تحتاج للأخيرِ الا في حالِ وجودِ مواجهة مباشرةٍ مع واشنطن. فبعد الانسحابات المتتالية بدءا من خاركيف وازيوم مروراً بليمان وكوبيانسك ثم أطراف خيراسون تَقلُ الخياراتُ المتاحة امام القيادة العسكرية الروسية للحفاظ على الاراضي التي سيطرت عليها في بداية الحرب وضمتها مؤخراً ،وهي بحاجة الى ردٍ عسكريٍ قويٍ يُعيدُ للجيشِ هيبته وقدرته على فرضِ ارادته وسطوته في ساحةِ المعركةِ التي تشهد تصعيداً غير مسبوق، نتيجة الاسلحة المتطورة كماً ونوعاً التي يُرسلها حلف شمال الاطلسي وعلى راسه الولايات المتحدة الامريكية.
وها هي برلين تكسرُ حاجزَ الصمتِ وتُعلن عن تزويدِ كييف بمنظومة (IRIS-T) الحديثة لمواجهةِ صواريخ اسكندر الروسية ،ولوقف تهديد المسُيَرات الانتحارية بحسب بعض المصادر العسكرية. وفي الوقت نفسه ستقدم واشنطن منظومة (NASAMS) للدفاع الجوي. وتتميز هاتان المنظومتان بدقتهما في اعتراض الاهداف المتوسطة وقريبة المدى ما يسبب المشاكل للقوات الجوية الروسية ويحد من تسيدها لأجواء المعركة ،فضلاً عن الانواع الأخرى التي دأب الحلف على ارسالها لكييف.
ومع استمرارِ تدفقِ الاسلحةِ الامريكية والاوروبية والمقاتلين تحت مسمياتٍ مختلفةٍ لساحةِ المعركةِ، تفقدُ موسكو الخيارات التقليدية وتتجه الانظار لما تمتلكه من اسلحةٍ غير تقليدية سمعنا عنها ولم نرها لغاية اللحظة الراهنة، فاين السلاح الروسي (FOAB) او ما يسمى ب (ابو القنابل) الذي يُعد الاكثر فتكاً بعد النووي، وهو سلاح حراري والاحدث عالمياً وتمت تجربته بنجاح عام 2007 ولا يترك اشعاعات، وله تأثير مماثل للسلاح النووي التكتيكي من ناحية القدرة التدميرية. فهل ستخرج قريباً مثل هذه الأسلحة من الترسانة الروسية تزامناً مع وصولِ الدفعات الأولى من التعبئةِ الجزئيةِ التي أعلنتها موسكو لزيادةِ عديدِ جنودها في ساحةِ المعركةِ ودعم جبهات القتال المحتدم على طول خط الجبهة الممتد أكثر من ألف كيلو متر؟
كما لا نستبعد أن تكون رغبة واشنطن الشديدة هي أحد الاسباب المتعددة التي تجعلها تستمر بتجاوز الخطوط الحمر التي وضعتها موسكو لمعرفة تفاصيل ترسانة الجيش الروسي من اسلحةٍ حديثةٍ، ان وجدت لتكون جاهزة لمواجهتها إذا اقتضى الامر؟
على جانبٍ اخر توسعت ساحةُ الحرب لتشمل مناطق بعيدة عن ساحةِ القتالِ الفعلية لتصل الى بحر البلطيق، بعد استهداف وتفجير خطوط انابيب نقل الغاز الروسي الى أوروبا خط “السيل الشمالي 1 والشمالي 2”. وهناك مخاوف من استهداف مثيلاتها في البحر الأسود، ما يجعل المشهد أكثر تعقيداً وأصعب على تحديد المسارات القادمة للحرب.
الكل ينتظر ردة فعل الدب الروسي فهل ينقض على فريسته بأنيابه النووية التكتيكية او بسلاحه الحراري غير التقليدي، ام يلتحف بشتائه القارص ليستنزف دول الحلف الاوربية بعد الركلة المؤلمة التي وجهتها دول أوبك بلاس (OPEC PLUS) للقارة العجوز بتخفيض مليوني برميل نفط يومياً؟
*عضو المركز العربي الأوروبي للسياسات وتعزيز القدرات/ بروكسل