أهلنا في فلسطين..بوركت انتفاضتكم المجيدة(عادل مشموشي)
بقلم العميد د.عادل مشموشي
اهلنا في فلسطين،
بوركت انتفاضتكم المجيدة في وجه الكيان العنصري الغاصب،
بوركتم شيوخا ونساء واطفال،
بوركت حناجركم التي تزرع الرعب في قلوب جنود الاحتلال المدججين بالسلاح،
بوركت صدور شبابكم العارية، التي اثبتت أنها اقوى من أزيز الرصاص، وأصلب من قذائف المدافع، وأمتن من ان يهزها هدير الطائرات،
بوركت نعالكم واقدامكم التي تطهر الارض حيث تطا أقدامكم من نجس ورجس المستوطنين،
بوركت نساؤكم المجيدات اللاتي يودعن فلذات أكبادهن الشهداء، ويزفونهم كما يزف العريس في حفل الزفاف،
بوركت فتياتكم وفتيانكم الذين يجابهن جنود الاحتلال بكل عزيمة ووقار وثبات.
يا أهلنا في فلسطين الحبيبة،
انه لمدعاة اعجاب انكم موحدون وطنيا ولم تفرقكم الطائفية والمذهبية والإثنية او المناطقية كما هو الحال في العديد من الدول العربية،
إنه لمدعاة إعجاب صبركم وقدرة تحملكم وايمانكم ان القدس ورموزها الدينية هي قيمة انسانية جديرة بالحماية والصون ، مهما غلت التضحيات.
يا أحباءنا وأخوتنا ورمز عروبتنا،إنكم اليوم تسطرون البطولات،
انكم اليوم تدافعون عن القيم الانسانية التى تفتقد لها الكثير من الدول، والتي اغفلتها الكثير من المؤسسات الأممية المولجة بصونها وارسائها،
إنكم اليوم تصونون المؤسسات الدينية السماوية في ظل تخاذل الشعوب والدول التي تدعي انها مسيحية او مسلمة والتي تقف موقف المتفرج وكانها غير معنية بتدنيس مقدساتها،
انكم اليوم تدافعون عن الكرامة العربيَّة التي تخاذلت الدول والشعوب العربية عن صونها وحفظها،
انكم اليوم تمرغون انف كل من سعى ويسعى الى تهويد فلسطين وعاصمتها القدس الشريف،
انكم اليوم تدحضون كل الذرائع التي كان يتلطى خلفها قائلوها بأنه يمكن مساكنة او مهادنة هذا الكيان العنصري التوسعي،
إنكم اليوم تكشفون زيف كل محاولات التطبيع برفضكم الرضوخ لسياسة التركيع،
إنكم اليوم تميطون اللثام عن مؤامرات خصيان هذه الامة الذين آثروا الاستسلام،
انكم اليوم تهزون عروش الحكام المتآمرين على شعوبهم، وعلى مصالح الأمة العربية، ويبيعون القضية الأم.
إنكم اليوم تدعون الشعب العربي للانتفاضة ورفض كل مظاهر الخنوع والهوان،
انكم اليوم تدعون الشعب العربي من أقصاه الى أقصاه للتوحد والالتفاف حول قضيته الام ومصالحه الجامعة، وعدم السير كقطعان الماعز التي تلحق بكراز حسن الشكل، ولكنه مخصي يفتقد الى الكرامة وعزة النفس،
يا اهلنا في فلسطين الأبية
إياكم والتراجع مهما عظمت التضحيات،
اياكم والرهان على دعم خارجي،
اياكم الاحتكام الى رعاة سلام منحازين سلفا،
اياكم والفرقة في ما بينكم، فلا تدعو العدو بعد اليوم يأخذكم على حين غرة، او الاستفراد بجهة دون اخرى، او منطقة دون اخرى،
إياكم والخونة فهم مصدر كل هوان،
اهلنا في فلسطين الحبيبة،
لقد لقنتم عدو الديانات والانسانية درسا لم يكن ليتوقعه، من هنا احذروا رده وانتقامه وغدره،
لقد تصدعت هيبته، ومصداقية نظامه امام اليهود الوافدين الى فلسطين، بحيث ان من كان يسعى بالقدوم اليها سيفكر مليون مرة، وسيحجم عن المجيء الى ارضكم التي زلزلتموها من تحتهم، واما المستوطنون وباقي المتصهينين، سيسعون بعد اليوم للرحيل، لافتقادهم للشعور بالامان كما كانوا يوعدون،
نعم لقد أصبتم العدو في صميم عنجهيته وتغطرسه وصلفه، لذا توقعوا سعيه لاستغلال الوضع لتنفيذ ماربه في هدم الاحياء العربية او بعضا منها،
وربما سيرتكب الكثير من المجازر كعادته حفاظا على ماء وجهه،
أحبتنا في فلسطين
إن صواريخكم اليوم بدلت كل المعادلات السابقة، ونجحت فعليا في نقل المعركة الى مختلف المدن والقرى والدساكر والمستوطنات الاسرائلية،
إنها نجحت في كسر استقرارهم وشعورهم بالأمان، فهم بعد اليوم لن يكونوا بمأمن من أسلحتم ولن يعرفوا طعم راحة البال،
إن اسلحتكم لا تتوقف على الصواريخ، بل متعددة ومتنوعة وبسيطة، وسهلة وهي في متناول كل فرد منكم، قد تكون عود كبريت تشعلون بها حقولهم ومحاصيلهم ومؤسساتهم و ومنازلهم…،
وقد تكون مدية تغتالون بها أعداءكم فلا تتوانوا عن استعمالها حيث التقيتموهم،
وقد تكون مآذن جوامعكم، وأجراس كنائسكم تقوضون بها عزائمهم بان كبروا واطلقوا العنان لأجراس كنائسكم ودعوها تصدح ليل نهار، فهي تصمهم وترهقهم.
امتنعوا عن العمل في مؤسساتهم ومعاملهم ومزارعهم ومحالهم، فتدمرون اقتصادهم.
احموا مؤسساتكم وابراجكم بحشود من النساء والاطفال،
يا أهلنا في القدس وفي عموم فلسطين
لا ترجوا الخير في من منعوا من الصلاة في كنيسة المهد او المسجد الاقصى فانتهوا، ولا فيمن ضربوا في عقر دارهم مرارا وكان ردهم انهم يحتفظون بحق الرد في المكان والزمان والوسائل المناسبة، لأنهم خنعوا.
أنا معكم قلبا وقالبا وضمائرنا وشيمنا كضمائركم وشيمكم تكره الذل والاستسلام والاستعباد.
ان الشعب العربي برمته على خلاف الحكام معكم قلبا وقالبا يقبل سواعدكم ومحياكم ونعالكم.
فقط اصمدوا وما النصر سوى صبر ايام معدودات، وبشرة من الله للصابرين.
ان الله وملائكته يمجدون ثورتكم، ويباركون صمودكم وتضحياتكم في سبيل التحرر، وعسى ان يتقبل الله عز وجل شهاءكم الأبرار.
ويا ايها الشعب العربي، وجميع الاحرار في العالم، انتم مطالبزن اليوم بان تساندوا الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لاشرس انواع ارهاب الدولة، ولابادة جماعية، ولو بكلمة حق في حضور سلطة او حاكم جائر، هبوا الى الشوارع، دعما للقضية الفلسطينية، واضغطوا نصرة للشعب العربي الفلسطيني المجيد، وكي تصبح فلسطين عربية صرفة وحرة، كما حفاظا على المعتقدات السماوية، والقيم الأنسانية.
عادل مشموشي.