أهكذا تُكافأ بيروت يا عرب؟
غادة حيدر -الحوارنيوز خاص
نحن اليوم في لبنان، والمنطقة العربية وفي الشرق الأوسط بشكل عام، امام تحديات خطيرة ستكون منعطفا لحقبة تاريخية جديدة.
بعضنا بات يسلم بالهزيمة بحثا عن وسيلة لإنقاذ مصالحه الذاتية أو الشخصية، وبعضنا يرى في المشهد لحظة ضعف استثنائية للكيان الإسرائيلي الذي يحاول من خلال بعض اتفاقيات التطبيع " الخلفية" مخرجا لأزمة خانقة يعيشها النظام السياسي في دولة الكيان القائم بالقوة.
مهما اختلفت الرؤى لا يجوز تجاهل وجود "العدو" ونتجاهل خطره، ليس على أمننا فحسب انما على وجودنا وحدودنا.
تزامن انفجار بيروت الذي هز العالم لحجم قوته وحجم بيروت الصغيرة، مع توقيع بعض دول الخليج العربي اتفاقيات سلام وتطبيع مع دولة الكيان الإسرائيلي ،هل هذا التوقيت صدفة؟
لن نجتهد حيث للتحقيقات الكلمة الأخيرة، لكن ما يلفت أن الدول الخليجية الموقعة مع دولة الإحتلال " حزنت للإنفجار"، لكنها وهبت اسرائيل ما يكفي لتنهض من وحولها الداخلية والخارجية، ما حوّل حزن بيروت إلى حزنين!
لماذا هذا التحول السلبي في الموقف الخليجي تجاه لبنان؟ في وقت بدأ التحول الإيجابي في الموقف الخليجي تجاه دولة الإحتلال يتظهّر بقوة.
ماذا يعني أن تستبدل الدول الخليجية بيروت بتل ابيب، وهل هذا الموقف سيدوم؟
اسئلة تأخذ مشروعيتها عندما نعلم أن ٧٪ فقط من أصل ٣٠٠ الف عائلة هجروا من مناطقهم ودمرت منازلهم ومحالهم تلقوا مساعدات بمبادرات محلية، في نفس الوقت التي كانت دول الخليج مشغولة بمصافحة نتنياهو.
دولة الكويت الشقيق وعدت بإعادة اعمار الاهراءات ومساعدة بعض المستشفيات. وقطر ما زالت تدرس امكانية المساعدة ولم تلتزم بشيء..فيما دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية اكتفتا ببعض الحصص الغذائية.
لن تنسى بيروت من لم يمد يد العون لها وقت الحاجة.. لن تنسى بيروت اللامبالاة في كيفية التعاطي التي حصلت عليها.
لبنان ما بخل على دول الخليج بموقف أو بطاقات كانت رافعة نهضته الإقتصادية والعمرانية.
وبيروت التي كانت لكل العرب دارا وجامعة ومستشفى… أهكذا تكافأ؟