كتب أكرم بزي – الحور نيوز
يبدو أننا نشهد لبنان آخر تحت لبنان الذي نعرفه من خلال مدن الأنفاق التي ظهرت عيّنة منها من خلال الفيديو المصور الذي بثه الإعلام العسكري للقوة الصاروخية التابعة للمقاومة الإسلامية منشأة عماد 4(مرفق الفيديو)، وهذا ما فاجأ العدو قبل الصديق من خلال ما بثه الإعلام العبري صباح اليوم.
بحسب ما نشرته وسائل إعلام محلية، فإن المنشأة أشرف عليها الشهيد عماد مغنية مع فريق خاص مرتبط مباشرة بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وهي مجهزة بآلاف الصواريخ ومئات منصات الإطلاق لعدة أنواع من الصواريخ التي يملكها ويصنّعها حزب الله، وأنواع أخرى لم يعلن عنها بعد، بالإضافة إلى أن المنشأة (عماد4) مجهزة بعشرات الآليات للرمي بصواريخ ثقيلة من عيار “220” و”303″. وتحتوي المنشأة على مخازن الصواريخ لتذخير الراجمات بعد الرمية الأولى، مع تعداد فتحات الإطلاق من عدة فتحات تم تمويهها بشكل متقن، بحيث لا يستطيع كشفها، بالإضافة إلى منظومة تقنيات وفنيات وشبكات اتصال داخل الأنفاق وخارجها.
تحتوي الأنفاق على تقنيات خاصة مشّفرة لتلقي الأوامر من القائد المختص في أمر البدء بالعمليات، ولا شك أنها معقدة للغاية ويصعب اختراقها، وتعتبر هذه المنشأة واحدة من المنشآت العديدة (أكثر اتساعاً وأهمية ولصواريخ أكبر وأثقل وصواريخ دقيقة وأكثر أهمية) التي استطاع حزب الله العمل بها خلال أكثر من 20 عاماً، وتمتد على مساحات كبيرة جدا (في الجغرافيا اللبنانية). ولا نعلم إذا كانت تمتد إلى أماكن أخرى خارج لبنان! هذه المنشآت مجهزة بمستشفيات ميدانية وبحاجيات حياتية مختلفة تلبي أفرادها، وفيها كل أساليب الراحة للعاملين فيها، بحيث أنهم لا يحتاجون للخروج منها لغاية عام أو أكثر.
يعتبر هذا الفيديو الذي بثه الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية الأهم من حيث الكشف عن هذه الأنفاق الكبيرة جداً، وهي تشبه إلى حد ما، ما كنا نشاهده في الفيديوات التابعة للحرس الثوري الإيراني من حيث الحجم والمحتويات، والتي عادة ما تكون تحت الجبال بعمق 60 متراً الى 100 متر تحت الأرض، بالإضافة إلى الأنفاق التي تحتوي قاذفات الصواريخ، والمسيّرات، والمطارات وغيرها…
ولكن لا بد من الإشارة إلى مجموعة الرسائل التي أُريد الكشف عنها في هذا الوقت بالذات:
أولاً : هي رسالة ردع قد تكون الأخيرة للكيان الصهيوني. فقد سبق للأمين العام لحزب الله أن حذّر مراراً وتكراراً العدو الصهيوني من التمادي على شعوبنا المظلومة، إن كان في فلسطين المحتلة أو لبنان، وأنه في حال وجهت ضربة استباقية ضدنا فهذه المنشآت يصعب الوصول لها، وبالتالي من خلالها يمكن القيام بتدمير الكيان الصهيوني من خلال اتصال واحد لا أكثر.
ثانياً : الصواريخ التي ظهرت من حيث الشكل هي صواريخ كبيرة، ولكن لم يعلن عن مداياتها ولا عن حجم القوة التدميرية لها. ولكن نعلم أن حزب الله لديه صواريخ دقيقة ونقطوية لا تخطىء الأهداف.
ثالثاٌ : تم الإعلان عن هذه الرسالة بعد رسائل “الهدهد” والتي صورت معظم جغرافيا الكيان الصهيوني، بما يحتويه من بنك أهداف، إن كان على مستوى “الشمال الإسرائيلي”، مناطق نهاريا وحيفا والساحل وصولا إلى عكا، وأيضا إلى ما تم الكشف عنه من قواعد عسكرية ومرافئ ومطارات عسكرية وقواعد المنظومات الدفاعية وغيرها الممتدة على كامل فلسطين المحتلة، ما يعني أنها كلها تحت مرمى نيراننا.
رابعاً : تأتي هذه الرسالة لتقول للمتفاوضين (أميركا وقطر ومصر وإسرائيل) في قطر في هذه الساعات الحاسمة، لتقول لهم انتبهوا جيداً لما أنتم فاعلون، فيما لو لم يتم ردع “إسرائيل” وبنيامين نتناهيو عن الاستمرار في جرائمه والتوقف عن حرب الإبادة في قطاع غزة، فالحرب ستكون مدمرة لكل استثماراتكم في هذا الكيان اللقيط.
خامساً : لقد أعلن سماحة السيد نصر الله، أن الرد على اغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر آت لا محالة، وبعد أن عدد مجموعة أهداف تخص المنشآت البترولية والتكنولوجية والصناعية والثكنات والمقرات العسكرية، هذه كلها قد تكون هدفاً مشروعاً لنا بعد الحماقات التي قمتم بها.
سادساً: ظهر هذا الفيديو بعد رحيل مبعوث الرئيس الأميركي عاموس هوكشتاين بـ 24 ساعة، والملاحظ أنه تم الكشف عن رسالة “الهدهد” الأولى بعد زيارته ما قبل الأخيرة الى لبنان بساعات، لتوجه له ولمن أرسله ردا على ما جاء به (مهما كانت الرسالة) بأننا جاهزون للرد ولسنا عابئين بتهديداتكم.
سابعاً : هي رسالة موجهة للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها وأساطيلهم المنتشرة في منطقتنا، بأن يدنا ستطالكم إن حاولتم المس بلبنان وبشعب لبنان.
مرة أخرى، ينجح حزب الله برسائلها الرادعة للأعداء، وينجح أيضاً في الحرب النفسية التي تمارس فيها من خلال التدرج بإظهار القدرات العسكرية واحدة تلو الأخرى، فما بدأ به الهدهد لم ينته بعد، وهذا النفق الأول الذي أظهرته المقاومة والآت أعظم وأدهى.
والاهم من هذا كله، أنها أثبتت المصداقية والثقة التي تتميز بها المقاومة الإسلامية من حيث القدرات القتالية، أو من خلال التجهيزات التي تمتلكها، أو من خلال المنشآت التي ظهر عيّنة منها لغاية الآن، وأما المنشآت الأخرى فالله أعلم ما تحتوي،وكذلك الراسخون في العلم!