سياسةمحليات لبنانية

الجبهة الوطنية لإنقاذ لبنان: الدرس السوري يجب أن يدفع الإدارة اللبنانية لعدم الإنصياع لسياسة أميركا

على الذين يريدون حل إشكالية الدولة والمقاومة أن يحلوا مشكلة بناء الدولة وليس المطالبة بهدم المقاومة

 

 الحوارنيوز – محليات

عقدت هيئة المتابعة في “الجبهة الوطنية لإنقاذ لبنان وبناء الدولة” اجتماعاً ناقشت فيه الأحداث الخطيرة التي تشهدها سوريا، وانعكاساتها المقلقة على لبنان، وخلصت إلى البيان الآتي:

لقد أُغرقت سوريا في أتون حربٍ أهلية شاملة، لا تقتصر على منطقة دون الأخرى، بل إنها تغطي سوريا كلها، وتنذر بتقسيمها وتفتيتها إلى كيانات إثنية وطائفية، إستجابة إلى المشروع الأميركي – الصهيوني المعروف والهادف إلى إعادة رسم الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط عموماً وللمشرق العربي بخاصة.

ثمة دروس كثيرة يمكن استخلاصها من هذا المشهد الدموي في سوريا الشقيقة، أهمها:

أ- إن إنصياع الإدارة السورية الجديدة المطلق لأميركا وتوابعها لم يوفر لها الإستقرار والإزدهار. بل إنه على العكس من ذلك فإن هذا الإنصياع أغرق سوريا في فوضى دموية خطيرة، ودمر كل مقومات الحياة فيها.

ب- إن إقدام الإدارة السورية الجديدة على حل الجيش، والذي تبعه تدمير العدو الإسرائيلي لسلاح الجيش السوري، لم يوفر الأمن والأمان والسيادة والوحدة. بل إنه على العكس من ذلك، فقد أباح أرض سوريا وسماءها للعدو، وأدى إلى حربٍ أهلية مدمرة، بعد أن فقدت الدولة كل قدرةٍ على حماية السلم الأهلي وردع العدو.

هذه الدروس وغيرها الكثير يجب أن تُقرأ جيداً من قبل الإدارة اللبنانية الجديدة، كي لا تحذو حذو الإدارة السورية الجديدة، خاصة لجهة الإنصياع الكامل لسياسة أميركا، ولطلب العدو الإسرائيلي بنزع سلاح المقاومة المغلف بشعار “حصر السلاح بيد الدولة”. تشهد على ذلك استجابة السلطة اللبنانية لتعليمات الموفد الأميركي توم براك، وكذلك الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي بمحاصرة وتدمير مؤسسات مالية لبنانية، أبرزهم مؤسسة “القرض الحسن” تنفيذاً لأوامر الولايات المتحدة الأميركية. فإذا كانت المقدمات في لبنان تشبه، بل تتطابق” مع المقدمات التي شهدتها سوريا، فهل تكون النتيجة هنا مختلفة عن النتيجة هناك؟

هنا لا بد من التوقف قليلاً عند مسألة “حصرية السلاح”، وإلغاء المقاومة من أجل قيام الدولة.

إن الذين يرفعون هذا الشعار إنما يقلبون الحقائق رأساً على عقب. لم تكن المقاومة هي التي منعت قيام الدولة في لبنان. وليست المقاومة هي التي تمنع قيام الدولة في لبنان. بل على العكس تماماً، فقد كان غياب الدولة واستنكافها عن القيام بواجب حماية الوطن هو الذي فرض قيام المقاومة من قبل الشعب، الذي كان يتعرض دائماً للعدوان والقتل وتدمير القرى والتهجير على يد العدو الإسرائيلي.

إن الذين يريدون حل إشكالية الدولة والمقاومة، إذا كانوا صادقين، عليهم أن يحلوا مشكلة بناء الدولة، وليس المطالبة بهدم المقاومة، التي باتت تشكل الضمانة الوحيدة لردع العدو، ومنع إنجرار لبنان إلى حرب أهلية مدمرة.

في: 22/7/2025

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى