سياسةمحليات لبنانية

العلامة الخطيب في خطبة الجمعة:الإنتقاص من تضحيات المقاومين ووطنيتهم يزيدهم كرامة

 

الحوار نيوز – خاص

 

حمل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب على “أولئك الذين ينتقصون تضحيات المقاومين للعدو الاسرائيلي وينكرون عليهم وطنيتهم التي لا تزيدهم الا كرامة”.

وقال في خطبة الجمعة من المجلس الشيعي “إن المشكلة لدى البعض في الخلفية التي يعبرون عنها حين يتهمون المقاومة بارتهان المواطنين، فيقلبون الحقائق في الوقت الذي يتعرض فيه الوطن للتهديد بالاجتياح والتدمير والعدوان، فيسكتون ولا ينبسون ببنت شفة ويدافعون عن العمالة والعملاء ويختلقون لها ولهم التفسيرات والتبريرات والذرائع”.

وانتقد العلامة الخطيب الموقف الأميركي الذي “يعطي الفرصة تلو الأخرى للإسرائيلي للإجهاز على الفلسطينيين، وهو القادر على الضغط على العدو وإجباره على وقف العدوان”.

 وجاء في الخطبة التي استلهمت فضائل شهر شعبان:

ايها الاخوة، إن تأثر النفس بالظواهر المادية أكثر منها تأثّراً بالقوى المعنوية الخفية التي يحتاج غلبة التأثر بها إلى تعميق الإيمان في النفس، فانتصار الباطل أحياناً ليس لأنه الاقوى بل بسبب غلبة الوهم على أهل الحق وتأثرهم بقوة السلاح أو بأكثرية العدد أو بهما معاً الذي يمتلكه العدو ويفتقده أهل الإيمان يوهم بعض ضعاف الإيمان بالضعف، مما يوهن الارادة ويسبب الهزيمة في نفوسهم قبل حصوله في الواقع،  إذاً فعامل  الحسم في النصر أو الهزيمة في الواقع يعود في الحقيقة الى عنصر واحد هو عنصر الوهم .

ايها الأخوة، صحيح انه وهم، ولكنه عنصر قد يقلب حياة أمم بكاملها بل ويمكن ان يقضي عليها، وهنا تكمن الحاجة للتخلص من الوقوع في الوهم إلى تقوية عنصر الإيمان والى النموذج اي إلى العبادة  إلى أئمة أهل البيت (ع) الذي يمثّل كلاً من الامام الحسين والامام زين العابدين (ع) مصداقين لهذا النموذج في كمال العبودية والاخلاص والصدق والصبر والتضحية وهو ما تجمعه هذه المناسبة المباركة مناسبة شهر شعبان المعظم.

التي أكثر ما نكون بحاجة نحن إليها اليوم لنزيح عن أنفسنا سيطرة الوهم عليها الذي قلب حياة امتنا وزرع الشعور بالضعف والوهن  في اعماق اعماقها وجعل منها تابعا لا حول له ولا قوة.

أيها الاخوة، إنّ أكبر تحية تبريك يستحقها اليوم هم الذين ربتهم ثقافة شعبان واتخذوا من أئمة أهل البيت والإمام الحسين والإمام زين العابدين  نموذجاً وقادةً لهم في الحياة، وهم المقاومون الابطال الذين يتصدون للعدو على حدود الوطن ويذيقونه شر الهوان وللشهداء عنوان الكرامة الوطنية التي لا يستحقها أولئك الذين ينتقصون تضحياتهم وينكرون عليهم وطنيتهم التي لا تزيدهم الا كرامة وهم الذين دفعهم تعلقهم بوطنهم وحبهم له إلى ما اقدموا عليه من دون منة على احد او انتظار لمقابل إيمانا بقوله تعالى: (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ) لأن الشريف لا يصدر منه إلا الشرف واللئيم لا يرى الناس منه إلا الحقد والجحود والنكران.

كفاكم أنكم تقتنعون بصحة ما تقومون به وأن شعبكم يحتضنكم ويقدر تضحياتكم ويقف إلى جانبكم ويرى انجازاتكم لم تقوموا بذلك بخلفيات طائفية وبعقلية متخلفة وأنانية، والتبريك لعوائل الشهداء الذين لم يبخلوا على الوطن بأعزائهم.

أيها الإخوة، إن المشكلة لدى البعض في الخلفية التي يعبرون عنها حين يتهمون المقاومة بارتهان المواطنين فيقلبون الحقائق في الوقت الذي يتعرض فيه الوطن للتهديد بالاجتياح والتدمير والعدوان فيسكتون ولا ينبسون ببنت شفة ويدافعون عن العمالة والعملاء ويختلقون لها ولهم التفسيرات والتبريرات والذرائع، فقد أثبتوا ان الوطن لا يعني لهم شيء سوى التحاصص والتقاسم للنفوذ والمنافع، وهم على استعداد لبيعه بأبخس الاثمان بل باعوه بخمسين من الفضة فهم يوضاس بثوب جديد ولكن لم تتم لهم الصفقة، فقد حلتم بينهم وبين أحلامهم الدنية، فلذلك هم يقذفونكم بحجارة قلوبهم التي قست بفعل الكراهة التي عمرتها.

في انجيل متى 21/12: “وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ.

 وَقَالَ لَهُمْ: «مَكْتُوبٌ: بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!»

ولكن لا داعي لنشغل أنفسنا في التُرَّهات التي لا تقدم ولا تؤخر فالفعل المجدي هو في الميدان، فما تقوم به المقاومة دفاعاً عن لبنان وإسناداً للشعب الفلسطيني اليوم يفضحهم جميعاً ويُثبت سخافة مقولاتهم عندما يعجز العدو في ما قارب الأشهر الخمسة من المواجهة والقتال أن يحقق هدفاً واحداً مما أعلن عنه من أهداف وأن يبقى جنوده مختبئين وراء المواقع الحدودية تقصفهم واجهزة رصدهم صواريخ المقاومة من لبنان دون أن يتخطوها بسنتيمتر واحد بل يتراجعون عن مواقعهم ومعهم مستوطنيهم الذين أخلوا عشرات المستوطنات الحدودية مع لبنان وهم يتوسلون عبر الوسطاء هدوء الجبهة ليتمكنوا من اعادتهم دون جدوى ما لم يستجب لشرط المقاومة بوقف عدوانه على غزة.

إنّ هذه المواجهة مع العدو لم تحقق له إنجازاً سوى أنه اضاف فيها إلى سجله الأسود المزيد من ارتكاباته الاجرامية والارهابية، كما هي عادته عند العجز في الميدان أن يلجأ إلى الفتك بالمدنيين من الأطفال والنساء والعجز  من المرضى والشيوخ ودمار البنى التحتية  الذي كشف للرأي العام العالمي اليوم ما كان مستورا من همجيته بالأمس، فقد حشره صمود المقاومة وشعب غزة المضحي اليوم في الزاوية وباتت خياراته ضيقة ولن تنفعه التهديدات التي يطلقها باحتلال رفح أن تستسلم المقاومة وتخضع لشروطه وستضطره إلى الخضوع والاستجابة لشروطها حفاظا على النصر الذي سجلته في السابع من تشرين رغما عن أنفه والمستكبرين الدوليين الذين يتزعمهم الأميركي الذي يبدي ظاهراً أنه يريد ولكنه يعطي الفرصة تلو الأخرى للإسرائيلي للإجهاز على الفلسطينيين وهو القادر على الضغط على العدو وإجباره على وقف العدوان ومناورته في الضغط على جانب العدو مكشوفة والمطلوب منه ممارسة الضغط الحقيق وإيقاف هذه المجزرة الوحشية.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ  وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [ الأنفال: 24]

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى