
الحوارنيوز – ترجمات
كتبت جوزفين ديب ونادر درغام من بيروت لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني:
تحاول فرنسا والولايات المتحدة تشجيع إسرائيل على الانسحاب الكامل من جنوب لبنان، من خلال اقتراح نشر قوة لحفظ السلام أو حتى شركات أمنية خاصة في المناطق الاستراتيجية.
وكان من المقرر أن تغادر جميع القوات الإسرائيلية الأراضي اللبنانية بحلول يوم الثلاثاء 18 شباط، مع انتهاء الموعد النهائي للتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى عامًا من القتال بين إسرائيل وحزب الله.
وغلى الرغم من أن البلدات الحدودية السكنية أصبحت الآن خالية من الجنود الإسرائيليين، فإنهم لا يزالون متواجدين في خمس مواقع رئيسية في الجنوب.
وبحسب مصدر دبلوماسي أميركي، اقترحت إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة على هذه النقاط الخمس حتى 28 فبراير/شباط على الأقل “للإشراف على العودة الآمنة” للإسرائيليين إلى بلداتهم القريبة من الحدود اللبنانية.
لكن الرئيس اللبناني جوزف عون رفض هذا الاقتراح بشدة. Bottom of Formوقال متحدث باسم الرئاسة اللبنانية إن لبنان سيعتبر أي استمرار للوجود الإسرائيلي احتلالا، وإن له ” الحق في اتخاذ كل الوسائل” لضمان الانسحاب.
ورفضت فرنسا، العضو في لجنة الإشراف المكونة من خمس دول والتي تراقب وقف إطلاق النار، الاقتراح الإسرائيلي.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لموقع “ميدل إيست آي” إن الرئيس إيمانويل ماكرون تدخل شخصيا، واتصل بعون وأبلغ الإسرائيليين أن لبنان يرفض أي استمرار للاحتلال.
وعرضت فرنسا بدلا من ذلك نشر قوات فرنسية أو قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في المواقع.لكن بحسب وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي فإن إسرائيل رفضت الخطة.
وقال رجي لوسائل إعلام محلية يوم الاثنين “نحن نعتمد على الضغوط الدولية… نحن نعمل مع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للانسحاب وفقا للقرار 1701″، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي أنهى حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله ويستخدم كأساس لوقف إطلاق النار الحالي.
الاقتراح الأميركي: المقاولون من القطاع الخاص
وعرضت الولايات المتحدة، التي شاركت في التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار، نشر قوات متعددة الجنسيات أو متعاقدين من القطاع الخاص، بحسب مصدر دبلوماسي أميركي.
وتشبه هذه الاستراتيجية ما يقال إنه بدأ يحدث في ممر نتساريم في قطاع غزة، حيث تقوم شركات أمنية خاصة بإرسال موظفين لحراسة نقطة تفتيش.
وقال مصدر لبناني مقرب من الرئاسة لـ”ميدل إيست آي” إن لبنان يرفض هذه الفكرة بشدة.
وفي حين قالت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً إنها تدعم الانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان، فإنها لم تعارض صراحة استمرار الوجود الإسرائيلي في المواقع الخمسة.
وقد قامت إسرائيل بالفعل ببناء تحصينات في هذه المواقع التي تتمتع بإطلالة متميزة على جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
وتشرف تلة العويضة الواقعة بين بلدتي ميس الجبل وبليدا الحدوديتين اللبنانيتين على العديد من الكيبوتسات الإسرائيلية، بحسب مصدر أمني لبناني.
يبلغ ارتفاع تل الحمامص بالقرب من الخيام 900 متر، ما يوفر رؤية واضحة لإسرائيل.
وتعتبر منطقة جبل بلاط ذات أهمية استراتيجية بين بلدتي مروحين وراميا اللبنانيتين. فهي تطل على مساحات واسعة من جنوب لبنان، وتسمح بالحركة بسهولة، فهي منطقة غير مأهولة بالسكان وتفتقر إلى البنية التحتية.
وتقع تلة اللبونة على الجانب الغربي من الحدود اللبنانية مع إسرائيل، وتشرف على جزء كبير من المنطقة الجنوبية الغربية من لبنان، بما في ذلك مدينة صور ومخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين.
وأخيراً، تطل تلة العزيزة على بلدتي المطلة وكريات شمونة الإسرائيليتين، اللتين كانتا هدفين منتظمين لهجمات حزب الله الصاروخية خلال الحرب.
أين يقف حزب الله؟
في الفترة التي سبقت الموعد النهائي لاتفاق وقف إطلاق النار، كرر حزب الله، معارضته لأي وجود إسرائيلي متبقي في لبنان.وصرح زعيم الحزب نعيم قاسم بأن حزبه سوف يتعامل مع الإسرائيليين في لبنان باعتبارهم قوة احتلال إذا ما ظلوا هناك. وقد خاض حزب الله تمرداً ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان الذي دام ثمانية عشر عاماً، الأمر الذي أجبر إسرائيل على الانسحاب في عام 2000.
لكن مصدرا مقربا من حزب الله قال لـ”ميدل إيست آي” إن الحزب “لن يرد على بقاء الجانب الإسرائيلي في النقاط الخمس وسيترك ذلك للدولة اللبنانية والجيش اللبناني”.
وأضاف المصدر أن “الأولوية في حسابات حزب الله هي إعادة تنظيم وضعه الداخلي وإعادة إعمار المناطق المدمرة، خاصة أن المرحلة المقبلة فيها تحديات كثيرة في ما يتعلق بكيفية وصول الأموال اللازمة لإعادة الإعمار”.
ويقيم الحزب يوم الأحد جنازة حاشدة لأمينه العام الراحل السيد حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين اللذين قتلا بنيران إسرائيل خلال الحرب.
ولا توجد أي ضمانات بأن إسرائيل ستوقف كل هجماتها على لبنان بعد يوم الثلاثاء أيضاً. وقال مصدر أمني لبناني إن إسرائيل قد تواصل تنفيذ الغارات الجوية والاغتيالات في أنحاء لبنان، على الرغم من الاتفاق الذي يطالب باحترام سيادة لبنان.
ورغم هذه التعقيدات، تدفق سكان جنوب لبنان إلى المناطق الحدودية، متحمسين للعودة إلى مدنهم وبلداتهم.وتم تدمير معظم القرى الحدودية التي انسحبت منها إسرائيل.
(…)
وانتهكت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار مئات المرات، ونفذت عدة غارات جوية قاتلة وأطلقت النار على المدنيين العائدين إلى قراهم، ما أدى إلى مقتل العشرات.