باسم باجوق – الحوار نيوز
أمل*،
نحلةٌ تهوى جمع الرحيق من زهور حقولنا
فراشةٌ تحلق ما بين سفوح تلالنا
وانبساط مروجنا الساكنة
ملاكٌ يشبه بعضاً
من وجه الله
لوحةٌ خطتها السماء
بيد الله…
سلاماً صغيرتي
معذرةً صغيرتي
هل تسامحينا إن أقررنا بأننا لم نلتفت إلى تحول الزهور التي تنمو ما بيننا؟!
زهورنا غدت مفترسة
صارت تلتهم النحل والفراشات
والملائكة…
أمل
نعاهدك بأننا سنبعد أطفالنا عن الحقول
لقد هزمتنا صنوف الأشرار حين حولتها إلى مراتع لليأس
بدل ضحكات الصغار
حولوها إلى مقابر لصمتنا القاتل
لن يكون بعد اليوم في الحقول إلا
أيدٍ تتلظى بجمر التراب العقيم
لن تثمر شجيراتنا من جديد
لقد سقطت على وجه الأرض
حبيبات اللقاح
لم يبق ما يؤنس وحدة الأقاح
لم يبق طيورٌ تعزف أهازيج الصباح
و”الضيعة” التي أحببتِها كثيراً
صارت أسيرةً مصفدة الظفائر
تتقلبها الوحوش
كصغير ظبيٍ أسيرٍ حائر…
عودي صغيرتي
لا مكان هنا تحت شمسنا القاتلة للنحل المسالم
لا للفراشات الجميلةِ
ولا لملائكة العلياء
عودي صغيرتي إلى حيث تنتمين وأترابك
هناك ملاعبكم سفوح الملكوتِ
انبساط الجنان
وأعنة السماء…
* أمل هي شهيدة الغدر الاسرائيلي في بلدة مجدل زون الجنوبية
