سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: مرحلة ما بعد الجلسة النيابية بين الحوار والتسوية لإنتاج رئيس

 

الحوار نيوز – صحافة

رصدت الصحف الصادرة اليوم وقائع الجلسة النيابية أمس وما بعدها ،وتحدثت عن مرحلة جديدة تتمحور بين التسوية والحوار لانتاج رئيس للجمهورية.

 

النهار عنونت: الغالبية لأزعور: استعادة التوازن في الأزمة المفتوحة

 وكتبت صحيفة “النهار”: لم يكن التطيير المتوقع وغير المفاجئ من نواب “الممانعة” والنواب الداعمين لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، النصاب في الدورة الثانية للجلسة الثانية عشرة، الدلالة المنتظرة على ردة فعلهم بإزاء تقدم مرشح المعارضة و”التيار الوطني الحر” والحزب التقدمي الاشتراكي جهاد ازعور وحصده الغالبية بـ 59 صوتا في مقابل 51 لفرنجية، بل ان كل الدلالة تمثلت في “سيناريو” مفتعل لم يقنع تبريره أحدا باخفاء صوت “ضائع” كان يمكن ان يكمل العدد الـ 60 لمصلحة ازعور. واذا كان افضل المواقف التي اطلقت في مواجهة إدارة الجلسة البارحة للنائبة ستريدا جعجع الذي ذهبت الى الطعن في دستورية الجلسة ، فانه على رغم تطابق نتائجها مع التوقعات التي سبقتها بخلاف فارق محدود رفع “سكور” فرنجية بضعة أصوات وحال دون اقتراب ازعور من نصف عدد النواب، بدا من غير الممكن للفريق الداعم لفرنجية التنكر لحقيقة ان جهاد ازعور بات يقيم على رصيد الغالبية التي محضته 59 صوتا فيما توزعت أصوات متفرقة أخرى لتكمل ما مجموعه 77 صوتا مناهضا لمعادلة “مرشحنا او الفراغ “. ذلك ان أحدا لم تساوره الأوهام بان الجلسة الثانية عشرة كانت ستخرق جدار الانسداد الدستوري الذي يتمثل بالحؤول دون انعقاد أي دورة ثانية لاي جلسة انتخابية ما دام الفريق الداعم لفرنجية لن يتراجع عن النمط الانتخابي الذي يمارسه منذ بداية الازمة الرئاسية. ولكن التصويت الاكثري لازعور وتحول الأخير المرشح المحسوم انتخابه رئيسا لو تنعقد الدورة الثانية، احدث تطورا لا يمكن تجاهله وهو ان معادلة توازن نيابي وسياسي جديد ارتسمت امس في مجلس النواب وفي الواقع السياسي الانتخابي داخليا وخارجيا أيا تكن محاولات تضخيم وتكبير تحصين واقع فرنجية ببضعة أصوات إضافية حالت دون “فارق قاتل” يسجله ازعور. هذا التوازن أعاد دفع الفريق الممانع الى نهج استعجال تطيير النصاب ثم محاولة التلاعب “نفسيا ومعنويا” ببعض الجوانب التي منعت معها إدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري للجلسة إعادة فرز بديهية للأوراق بعدما “ضاع” صوت ! وهذه الدلالات لن تحجبها مسارعة الثنائي الشيعي الى الدعوات “الحارة” الى الحوار وتجاهل الوقائع الجديدة التي افرزتها غالبية مؤيدة لانتخاب جهاد ازعور علما ان المناخ الداخلي العام يبدو بعد الجلسة مسمرا على انباء الاستعدادات الجارية لانطلاق الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في مهمته في بيروت، وخصوصا انه قد يصل الأسبوع المقبل معززا بجديد ما ستؤدي اليه المحادثات المهمة التي سيجريها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يقوم بزيارة لفرنسا وسيكون الملف اللبناني من بين الملفات التي ستبحث في محادثاته مع ماكرون .

وعلمت “النهار” ان اجتماعا عقد للنواة الأساسية للمعارضة فور انتهاء الجلسة في بيت الكتائب المركزي في الصيفي جرى خلاله تقويم الجلسة والأرقام التي حصل عليها المرشح جهاد ازعور. وابدى المجتمعون ارتياحهم للنتيجة التي حصلوا عليها رغم الضغوط التي مورست على عدد من النواب واكدوا الاستمرار في ما بدأوه. ولفت المجتمعون الى ان هناك محاولة لاظهار الفريق الفائز بانه خاسر رغم الفوز الواضح وبالأرقام مشددين على ان على الفريق الاخر التخلي عن أسلوب الفرض الذي لم يمر ولن يمر لا اليوم ولا غدا .

خيبات خارجية
وفي الاصداء الخارجية برزت خيبة امل بريطانية اذ عبّر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللورد طارق أحمد عن “إحباطه لفشل مجلس النواب اللبناني مجددًا بانتخاب رئيس للجمهورية”، معتبرًا أنّ “عرقلة التصويت على اختيار رئيس جديد تؤخر حل الأزمة الاقتصادية في لبنان”. وشدد الوزير البريطاني على أنّ “لبنان بحاجة ماسة إلى رئيس لتوحيد البلاد، وتقديم رؤية للإصلاح، ومحاربة الفساد، والدفاع عن سيادة القانون”.

بدورها أعربت الخارجية الأميركية عن انزعاجها وقلقها لمغادرة نواب مبنى البرلمان اللبناني لافشال التصويت على انتخاب رئيس للجمهورية . وشددت على ان “زعماء لبنان ونخبته يجب ان يتوقفوا عن تقديم مصالحهم وطموحاتهم على مصالح الشعب وعلى القادة اللبنانيين وضع حد لحالة الشلل التي يعانيها بلدهم ومواصلة العمل لكسر الجمود السياسي “.

كما علقت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا على نتائج الجلسة فقالت “جلسة انتخاب رئاسية أخرى غير حاسمة. يحتاج قادة لبنان وأعضاء البرلمان إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان انتخاب رئيس للبلاد لصالح بلدهم وشعبهم. الفراغ المطول يقوض الممارسات الديمقراطية في لبنان ويزيد من تأخير الإصلاحات والحلول اللازمة التي طال انتظارها لاعادة البلاد إلى مسار التعافي”.

حضور “نادر”
اما الجلسة الثانية عشرة فانعقدت وسط توهج سياسي كبير ترجمه حضور كامل نادر لمجموع أعضاء مجلس النواب اذ حضر 128 نائبا للمرة الأولى منذ بداية المهلة الدستورية وبعدها بدء مرحلة الفراغ . وأتت نتيجة فرز الأصوات على الشكل التالي: 59 للوزير السابق جهاد أزعور، 51 صوتا للوزير السابق سليمان فرنجية ، صوت لقائد الجيش جوزف عون، 6 اصوات للوزير السابق زياد بارود، 8 اوراق تحمل عبارة “لبنان الجديد”ورقة ملغاة ورقة بيضاء وورقة ضائعة، الا ان بري اعلن انها ذهبت لبارود من دون تدقيق. وسجلت اشكالية على فرز الاوراق حيث بلغ عددها 127 لا 128 وطالب نواب باعادة الفرز، الا ان بري رفض ذلك، وحسم ان الورقة الضائعة هي لصالح بارود، قبل ان يعلن الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر أن “هناك مغلفاً فارغاً بين مغلفات التصويت، ومن المؤكد أن نائباً وضع المغلف فارغاً ولم يصوّت”.

ووسط الجدل الذي اثارته هذه القضية اعتبرت النائبة ستريدا جعجع أن “الجلسة غير دستورية والمرشح جهاد أزعور نال 59 صوتاً، فيما نال سليمان فرنجية 51 صوتاً في ظل وجود ورقة ضائعة” مضيفة “إذا جمعنا كل الأصوات من دون جهاد العرب، تصبح 126 صوتاً ، وطالبنا رئيس مجلس النواب نبيه بري بإعادة التصويت من جديد، لأن ما حصل اليوم لا يليق بالمجلس النيابي. وأن يخرج بري ويقول “ما بتأثّر ورقة واحدة” هذا غير مقبول وكان من المفترض أن يدعو إلى تصويت مجدداً”.

بعد الجلسة
وعقب الجلسة، اصدر بري بيانا قال فيه “لنعترف جميعاً بأن الإمعان بهذا السلوك والدوران في هذه الحلقة المفرغة وإنتهاج سياسة الإنكار لن نصل الى النتيجة المرجوة، التي يتطلع اليها اللبنانيون والأشقاء العرب والاصدقاء في كل أنحاء العالم ، الذين ينتظرون منا أداءً وسلوكاً يليق بلبنان وبمستوى التحديات والمخاطر التي تهدده وأن بداية البدايات لذلك هو الإسراع بإنتخاب رئيس للجمهوريه وذلك لن يتحقق الا بالتوافق وبسلوك طريق الحوار ثم الحوارثم الحوار. نعم حوارٌ بدون شروط لا يلغي حق أحدٍ بالترشح”.

واكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنّ “ما حصل اليوم أهمّيته القصوى هو أنّ فريق الممانعة مصرّ على تعطيل الاستحقاق وإبقاء البلد على ما هو عليه” مؤكدًا الاستمرار بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور الذي “لو حصلت الدورة الثانية لأصبح هو الرئيس”. واضاف جعجع “البعض يخربط عقول الناس بالمفاهيم العامة، لديهم مرشح يطبلون له ويزمرون واستنجدوا بفرنسا والأخيرة استنجدت بالسعودية وبـشق النفس حصل على 51 صوتاً وفي النهاية أفقدوا النصاب في الدورة الثانية فهم يضحكون على أنفسهم وعلى الناس”. ولفت الى أنّ “فريق الممانعة سيستمر بالتعطيل ونحن سنستمر بممارسة الديمقراطية وحضور الجلسات”.

بدوره قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل : “جلسة اليوم أثبتت كما قلنا امس أن لا أحد يستطيع تخطي المكوّن المسيحي في رئاسة الجمهورية وان لا فرض للرئيس من أحد على أحد وان التيار ملتزم ويتبع قناعاته فقط كل عناد سيقابله عناد آخر فلا حلّ إلا بالتوافق على البرنامج و على الرئيس من دون إقصاء أو تشاطر، ولا نجاح لأي رئيس بلا برنامج متفق عليه. أسقطوا الشروط المسبقة فهذا ليس حوار، وأقلعوا عن نظريات الفرض والتحدّي فهذا ليس لبنان، ولاقونا إلى ورقة الاولويات الرئاسية والأسماء التي تتناسب مع البرنامج السيادي الإصلاحي الخلاصي”.

وأشار رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بعد فقدان الجلسة نصابها إلى أن “الانتفاضة اليوم جمعت عددا كبيرا من النواب وأحيي كل من التزم بالتصويت رغم الضغوط والتهديدات التي طالت مجموعة من النواب”. وقال الجميل “نتعرّض لحملة تخوين منذ سنوات وهذا ليس كلاما عابرا بل هو هدر دماء لكل من يخوض هذه المعركة ولبنان ليس ساحة مفتوحة ولسنا قابلين للتهديد”.

 

 

 


الأخبار عنونت: داعمو فرنجية يثبّتونه وأوساط جنبلاط «تنعى» أزعور… وانفجار «التغييريين»: «المتقاطعون» فشلوا في امتحان الـ 65

 وكتبت صحيفة “الأخبار”: 128 نائباً جلسوا أمس مُقابل «الصندوقة» الزجاجية تحت أعين نائبين (آلان عون وهادي أبو الحسن) أوكِلت إليهما مراقبة عملية إسقاط المغلّفات التي تحتوي على أوراق الاقتراع السري. ومن فوق، مقاعِد خُصّصت لسفراء دول غابوا ما عدا سفيرَيْ بلجيكا والاتحاد الأوروبي. بينما كانت وسائل إعلام محلية وعربية ودولية على الموعد مع جلسة أرادتها القوى السياسية «استطلاع أرقام» بين طرفَي الصراع.

«المنازلة» دارت بين فريق داعم لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وآخر متقاطِع ظرفياً حول وزير المال السابق جهاد أزعور. جلسة لم تتطلّب أكثر من ساعة لانعقاد دورتها الأولى التي انتهت إلى توازن سلبي في الحسابات الرقمية، إذ لم ينَل أيّ من المرشحين الـ 86 صوتاً المطلوبة لإعلانه رئيساً. أما في الحسابات السياسية فكانَ كلامٌ آخر.

سقطَ «استعراض القوة»، وطارَ أزعور رغمَ كل الزخم الخارجي والداخلي وعمليات التهويل وحتى الترغيب، ولم ينجح داعموه في تحصيل 65 صوتاً له كما روّجوا منذ اليوم الأول. فيما ثبّت الفريق الآخر مرشحه حاصداً له أكثر مما توقّع الجميع.
تعامل المغالون مع جلسة أمس باعتبارها يوم «الملحمة الرئاسية» في وجه المرشح المدعوم من المقاومة. دخل هؤلاء القاعة، وسبقتهم سجالات وبيانات عالية السقف وتوقّعات أعلى، وممارسة ترهيب على النواب، تحديداً المستقلين والتغييرين. أما داخلها، وقبلَ الاقتراع، فلم يجِد النائب طوني فرنجية مكاناً له في كل القاعة، وجلس محاطاً بزملائه من التيار، أسعد درغام وشربل مارون وجيمي جبور. كانَ الأخير حريصاً على التقاط «سيلفي» مع «صديقه» الزغرتاوي، لكن ليسَ أحرص من النائب جبران باسيل الذي «دردش» طويلاً مع «ابن ابن المنظومة ومرشح منطق الفرض والعنجهية»، وفي الوقت نفسه «أجلسَ» إلى جانبه إبراهيم كنعان وسيمون أبي رميا، في مشهد فسّره كثيرون بأنّه للتثبت من التزامهم بالتصويت لأزعور.
ومن مفارقات الجلسة أيضاً، سلامات مباغتة بين نواب «الأضداد». جميل السيد وأشرف ريفي، باسيل مع نواب من حزب الله، تمتمات بين وضاح الصادق وحسن مراد، مصافحة حارة بين فرنجية الابن ونعمة أفرام وهمس مطوّل بينَ الأخير وعدد من نواب حزب الله وحركة أمل.
في الشكل بدأت الجلسة بضحكات متبادلة بينَ الجميع، قبلَ أن تعود وتنتهي على تجدّد الخصام إثر النتيجة المفاجئة. وبعدَ عملية الفرز التي تولّاها الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، بمشاركة أمينَي السر والمفوّضين الثلاثة، حصد فرنجية 51 صوتاً، وأزعور 59 صوتاً وتوزّعت الأصوات الأخرى بين 6 للوزير السابق زياد بارود، و8 أصوات حملت شعار «لبنان الجديد»، إضافة إلى صوت لقائد الجيش جوزيف عون، وآخر لجهاد العرب (ملغى) وورقة بيضاء وصوت ضائع. احتدم الجو السياسي مجدّداً وحاولَ فريق أزعور التستّر على صدمته من الحصيلة النهائية، بالتفجّع على «عدم دستورية الجلسة» بسبب عدم فرز الأصوات مجدّداً بعد اكتشاف أن عدد الذين صوّتوا هم 127 نائباً، وقد صرّح ضاهر عقب الجلسة أن الصوت الضائع هو مغلّف فارغ لنائب وضعه من دون أن يصوّت.
نتيجة الأمس، تشكّل بداية لجولة جديدة ستدور رحاها خارج أروقة ساحة النجمة، على المستويين الخارجي والداخلي. وفي انتظار لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان غداً الجمعة في باريس، وما سيحمله معه المبعوث الفرنسي الجديد إلى لبنان جان إيف لودريان، يُمكن الإشارة إلى عدة نقاط:
– تجدّد الجدال البيزنطي حول حق تطيير النصاب.
– تكريس المعادلة السلبية التي تمنع انتخاب رئيس، بسبب امتلاك كل من الأطراف سلاح تعطيل. فالفريقان يملكان سلاح النصاب، وقد استخدمه داعمو فرنجية أمس لمنع انعقاد الدورة الثانية، تماماً كما استخدمه بعض خصومهم سابقاً. بينما القوى التي تقف في النصف (حتى الكتل التي صوّتت لأزعور قد تتراجع لاحقاً، مثل كتلة اللقاء الديمقراطي) تملك سلاح الثلثين في الدورة الأولى والنصف زائداً واحداً في الدورة الثانية.
– سقوط «استعراض القوة» لفريق أزعور، وفشله في دفع الطرف الآخر إلى التنازل والذهاب نحو خيار ثالث.

– اهتزاز التقاطع الظرفي بين التيار الوطني الحر وبقية فريق «التقاطع» وسط ترجيحات بعودة الخلاف على أي اسم جديد بعدما بات متعذّراً الإكمال بأزعور، كما قال نواب من كتلة وليد جنبلاط.
– تثبّت الاهتزاز داخل التيار الوطني الحر، وسط شكوك بأن نواباً من الكتلة صوّتوا لفرنجية، وهو موضوع سيكون محل نقاش داخل قيادة التيار في الأيام المقبلة.
– أعلن فريق فرنجية أنه أكثر تمسكاً بمرشحه، خاصة بعدَ أن وجدَ أن أي منافس له لن يحظى مع كل الزخم والدعم المسخّر له أكثر مما ناله أزعور. بينما سيبقى لفرنجية بلوك من 51 صوتاً مرجّح للارتفاع مع تبدّل الظروف الخارجية.
وفي ردود الفعل على نتائج الجلسة، كانت لافتة دعوة رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الفريق الآخر إلى «ملاقاتنا في منتصف الطريق» من خلال «سحب مرشحه الحالي وطرح اسم آخر»، فيما دعا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى الحوار ووقف العناد الذي يجرّ العناد. بينما ركّزت القوات على «لا دستورية الجلسة»، في مقابل «وجوه قاتمة لعدد كبير من النواب التغييريين». وقال أحد النواب إن ما جرى «يكفي لإعادة النظر في كل التحالف القائم بين أعضاء الكتلة، لأن الفوارق باتت كبيرة». وأشار إلى «وجود مضبطة اتهام بحق الفريق الذي قادته النائبة بولا يعقوبيان في ممارسة أشكال غير مسبوقة من الضغوط على أعضاء الكتلة لإجبارهم على التصويت لأزعور».
خارجياً، انتقدت الولايات المتحدة «تطيير النصاب» ودعت إلى انتخاب رئيس في أسرع وقت، فيما نُقل عن مصادر دبلوماسية فرنسية أن باريس ستستغلّ نتائج جلسة الأمس لإطلاق جولة جديدة من الاتصالات في لبنان وخارجه للوصول إلى تسوية سريعاً.

 

 

 

الأنباء عنونت: الجلسة 12 تطلق مرحلة جديدة… والرئاسة على طاولة ماكرون – بن سلمان

 وكتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: النتيجة التي أظهرتها الجلسة رقم 12 لانتخاب رئيس الجمهورية لم تكن مفاجئة لا في الشكل ولا في المضمون في ظل هذا الانقسام العمودي القائم بين القوى السياسية، اذ لا أحد بإمكانه احتكار القرار السياسي وقلب الطاولة لصالحه، وهذا ما أظهرته نتيجة الجولة 12 من الانتخابات التي جرت بالأمس، حيث نال كل من المرشح جهاد أزعور  59 صوتاً مقابل 51 صوتاً لصالح منافسه سليمان فرنجية الذي نال 51 صوتاً، وهذا يدل أن أكثر من ربع النواب لم يقترعوا لأي منهما.

مصادر سياسية معارضة وصفت في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية أن ما جرى بالأمس رسالة موجّهة لحزب الله بالدرجة الأولى بأن ليس وحده على الساحة وهناك قوى سياسية أساسية يجب الالتفات إليها والسماع إلى رأيها بعيداً عن منطق القوة والتضليل الإعلامي.

أما الرسالة الثانية، بحسب المصادر، فهي موجّهة للنواب ال28 الذين لم يقترعوا لأي من المرشحَين، ولم يُسموا مرشحاً ثالثاً، وكأن وضع البلد بألف خير، ولا يوجد أزمات خانقة والمؤسسات تعمل بشكل جيد وليس هناك أي أمر يدعو إلى القلق. 

في المقابل، أعربت أوساط ممانعة عن رضاها بالنتيجة التي أظهرتها الانتخابات، وأن الرقم الذي حصل عليه فرنجية فتح لحزب الله باب المناورة والعمل على استمالة النواب ال28 وأنه قادر على قلب النتيجة لصالحه في أي وقت.

وفي المواقف، أشارت عضو تكتل الجمهورية القوية النائبة غادة أيوب في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية الى أن المشهد في الشكل كان مقبولاً لأننا هذه المرة لم نقترع بمواجهة ورقة بيضاء كما جرى في الجلسات ال11 الماضية، لأن الفريق الآخر اعترف بمرشحه سليمان فرنجية.

أيوب لفتت الى أن الانسحاب التكتيكي من القاعة الذي اعتمده فريق الممانعة من أجل عدم حصول دورة ثانية، لأنهم كانوا متيقنين من حصول أزعور على نسبة أصوات أكثر من فرنجية.

وشددت أيوب على استمرار المواجهة حتى النهاية، مطالبة بعقد جلسات متتالية، واعتبرت أنه لو لم يكن لدى الفريق الآخر خوف من النتيجة لما انسحبوا من القاعة، وكانوا على الأقل تركوا اللعبة الديمقراطية تأخذ مداها”. 

أيوب أشارت الى أننا أمام مرحلة جديدة بعد سقوط المبادرة الفرنسية وظهور حجم مرشح الممانعة بعد ان نال 51 صوتاً، لذلك في الاجتماع المقبل بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يجب أن يكون هناك اعتراف بالنتيجة والانتقال الى مرحلة جديدة. لكن هذا لا يعني بالنسبة لنا التخلّي عن مرشحنا”.

مرحلة جديدة بدأت للتوّ، ومن الصعب التكهّن بالوقت الذي ستستغرقه الولادة القيصرية للاستحقاق الرئاسي وعما اذا كنا أمام فترة مديدة للفراغ أم أن خرقاً ما قد يحدث في الأسابيع المقبلة.

 

 

الجمهورية عنونت: الفشل الـ12 يُسقط أزعور ويُحبط التقاطعات.. باريس لتسوية عاجلة.. بري: للحوار

 كتبت صحيفة “الجمهورية”: كما كان متوقّعاً، لم تنجح التقاطعات السياسية المتناقضة في أن توصل مرشّحها جهاد أزعور إلى رئاسة الجمهورية. وبالتالي خرجت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بالفشل الثاني عشر.

هذا الفشل، قدّم إثباتاً اضافياً بأنّ أياً من مكونات في لبنان ومهما بلغت قوته وامتداداته، لا يملك أحادية التحكّم بهذا البلد، او القدرة على نسف الموازين الداخلية وفرض واقع سياسي او رئاسي بمعزل عن المكونات الأخرى. وهذا ما بدا جلياً في جلسة مجلس النواب. وأما العراضات والبهورات والتقاطعات من هنا وهناك، التي طفت على سطح المشهد الرئاسي، فما هي الّا لهو عبثي في الوقت الضائع.

وبمعزل عن النتائج الرقميّة التي انتهت اليها الجلسة، فإنّ نتيجتها الأكيدة، أنّها أعادت خلط الأوراق الرئاسية، وردّت الملف الرئاسي إلى حيث كان قبل ما سُمّيت مرحلة التقاطعات على جهاد أزعور، وأحيت السباق من جديد بين إرادة التوتير والتعطيل التي تحكم بعض العقليات الداخلية، وبين الجهود الرامية إلى ضبط أزمة الرئاسة على إيقاع تسوية تنهيها، يتصدّر الفرنسيون الحراك في اتجاهها.

وعلى الرغم من أنّ المناخ الداخلي بتقاطعاته ومكوناته المتناقضة ينذر بمرحلة متوترة مفتوحة على مديات زمنية طويلة، إلّا أنّ مصادر سياسية معنية بالملف الرئاسي اكّدت لـ”الجمهورية”، انّها ترى ضوءًا في النفق الرئاسي، يعزز الأمل بحصول انفراج رئاسي في المدى المنظور، وثمة معطيات حول الجهود الصديقة والشقيقة، تدفع إلى اعتبار انّ الملف الرئاسي بات امام اسابيع قليلة حاسمة.

ولفتت المصادر، الى انّها تعوّل في هذا السياق على الحراك المنتظر بعد ايام قليلة للممثل الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان، فالفرنسيون وعلى ما بات مؤكّداً يشدّون في اتجاه صياغة “تسوية عاجلة” للملف اللبناني، سبق لباريس أن رسمت خطوطها. وعلى ما تؤكّد مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية”، فإنّ الأجواء الفرنسية السائدة قبل اللقاء المرتقب بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، تشي بتوجّه لدى الايليزيه لأن يشكّل هذا اللقاء قوة دفع كبيرة لإتمام هذه التسوية.

تسوية ملزمة
وإذا كانت جلسة الأمس قد تمخّضت عمّا كان متوقعاً لها بعدم تمكّن أي من المرشحين من الحصول على الأكثرية النيابية التي تؤمّن وصوله إلى رئاسة الجمهورية، إلّا أنّها بهذه النتيجة، اكّدت بما لا يقبل أدنى شك أنّ انتخاب رئيس للجمهورية في هذا الجو الانقسامي العميق بين المكوّنات السياسيّة مستحيل. وأمام هذه الاستحالة حقيقة وحيدة ثابتة، خلاصتها أن لا انفراج رئاسياً في المدى المنظور في انتظار لحظة ما، او ظروف ما قد تستجد، تسوق التناقضات الداخلية نحو “تسوية ملزمة” تُخرج رئاسة الجمهورية من مغارة الفراغ.

قراءة في الجلسة
لم تكن النتيجة التي انتهت اليها الجلسة مفاجئة لكلّ المتتبعين للملف الرئاسي وتعقيداته، إلّا انّها فاجأت التقاطعات التي صدّعت رؤوس اللبنانيين بالصّخب الذي افتعلته، وبتوظيفها كلّ عدّتها السياسية ومنابرها الإعلامية والدعائية لحسم النتيجة سلفاً، بترويج بوانتاجات أوحت بأنّ مرشّحها جهاد ازعور سيعبر إلى القصر الجمهوري على صهوة اكثرية نيابية تفوق الـ70 صوتاً، وبخّست من نسبة الأصوات التي سينالها الوزير سليمان فرنجية، وحدّدت سقفها دون الاربعين صوتاً، فإذا بصندوقة الاقتراع تبعث رياحاً عاصفة تدفع بسفينة الأحلام والمبالغات الى برّ الواقع، وتكسر منطق البوانتاجات الوهمية والمزايدات التهويلية، وتهبط بالنسبة المفترضة لأزعور 11 صوتاً، فيحصل على 59 صوتاً، وفي المقابل ترتفع أصوات فرنجية الى 51 صوتاً.

من البداية لم تخف التقاطعات هدفها الاول والاخير وهو إقصاء الوزير فرنجية وإخراجه من نادي المرشحين، الّا انّ النتيجة جاءت عكسيّة بإسقاط ورقة أزعور، والصدمة التي كانت شديدة الوضوح على وجوه المتقاطعين، جاءت مزدوجة، من نسبة الاصوات التي نالها ازعور التي لم ترق الى مستوى توقعاتهم، وكذلك من النسبة العالية التي حصدها فرنجية، وحرمتهم من الاحتفال بـ”النصر الكبير” الذي كانوا قد اعدّوا لإقامته بعد الجلسة. وتبعاً لذلك لم يقدروا انّ يضبطوا انفعالاتهم من الخيبة التي مُنيوا بها، وقد ظهر ذلك جلياً على الشاشات.

صحيح انّ فرنجية لم يحصد أكثرية الفوز، الّا انّه ما زال متموضعاً في صدارة الملف الرئاسي، مرشّحاً محصّناً بفريق متماسك معه، وملتف حوله وحاسم لخياره الثابت والنهائي بدعمه لرئاسة الجمهورية، وبالتالي لم تؤثر جلسة الأمس على موقف هذا الفريق.

غير انّ الصورة مختلفة في المقلب الآخر، فالتقاطعات التي تقاطعت على أزعور قدّمت له من البداية شيكاً بلا رصيد وغير قابل للصرف في البنك الرئاسي، فهي نفسها أفصحت على لسان مكوناتها عن أنّ هذا التقاطع مؤقّت ومرحلي، تنتهي مفاعيله مع جلسة 14 حزيران. ما يعني انّ هذه الجبهة المتقاطعة، وبعد فشل تجربة أزعور، خرجت من جلسة الأمس، مهشّمة بمعنوياتها، ودخلت في مرحلة انفراط شملها، وكان لافتاً انّ بعض مكوناتها، بدأ بالتمهيد لتجربة جديدة، مع “ازعور جديد” قادر على أن يجمع، او يجتمع حوله 65 صوتاً.

السؤال الذي يفرض نفسه هنا، يدور حول موقف “القوات اللبنانية”، وأيّ مسار ستنتهجه بعد فشل تجربة أزعور، الذي لم يكن من الأساس خيارها بل تقاطعت عليه مع التقاطعات؟ وبالتالي هل ستطرح بديلاً، أم ستستمر في معركة أزعور برغم انّها معركة، كما بدا جلياً امس انّها بلا أفق؟ وكذلك حول موقف “التيار الوطني الحر”، الذي ليس خافياً أنّه من الأساس نائم على ورقة رئاسية مستورة تزكّي أحد الوزراء السابقين، وتعاطى من البداية مع ترشيح أزعور كورقة محروقة سلفاً، وانّه ليس الشخص الذي يقنعنا؟

على أنّ السّؤال الأكبر، هو على موقف من يسمّون أنفسهم نواباً تغييريين، وموقعهم في مرحلة ما بعد سقوط تجربة ازعور، وخصوصاً انّ هؤلاء باتوا محاطين بهالة كبرى من علامات الاستفهام حول دورهم الذي يؤدّونه، وهالة اكبر من التشكيك بصدقيتهم ونزاهة شعاراتهم وعناوينهم، بعد خروجهم الفاضح على “ثورة 17 تشرين”، وخذلانهم جمهورها بجلوسهم في خندق واحد وعلى مقعد واحد مع جبهة نقيضة للثورة ومبادئها وشعاراتها الاتهامية لما تُسمّى “المنظومة”، وتقديمهم خدمة جليلة لأحزاب وتيارات سياسية كانت جزءًا اساسياً في هذه المنظومة سواء في العهد الرئاسي السابق او العهود السابقة، ومنحهم 9 أصوات لمرشحها جهاد أزعور، الذي لولا تلك الاصوات التسعة لكان ما يحصل عليه لا يتجاوز الـ50 صوتاً موزعة بين نواب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” و”الكتائب” و”كتلة تجدد” وبعض المستقلين. واستطراداً هنا، فإنّ هذه النسبة نجت من ان تكون اقل بكثير لولا اصوات “اللقاء الديموقراطي” الثمانية التي مُنحت من باب رفع العتب السياسي، والّا لكانت النسبة التي سينالها ازعور 43 صوتاً، اي بما يعادل النسبة التي كان نالها ميشال معوّض في جلسات الاحد عشر فشلاً السابقة؟

كيف توزّعت الاصوات
وكانت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية قد افتتحها رئيس مجلس النواب نبيه بري قرابة الحادية عشرة قبل ظهر امس، في حضور 128 نائباً، وجرت عملية التصويت بصورة هادئة أسفرت عن النتائج التالية: 59 صوتاً لجهاد ازعور، 51 صوتاً لسليمان فرنجية، 8 اصوات (لبنان الجديد)، 6 اصوات لزياد بارود، 1 صوت لقائد الجيش العماد جوزف عون، 1 ورقة ملغاة (جهاد العرب)، 1 ورقة بيضاء، مغلف فارغ. المجموع 128 صوتاً.

اما كيف توزعت الاصوات، فهذا امر غير ممكن تحديده بدقّة، بحيث انّ 18 صوتاً كانت خارج الاصطفافين، فيما بقيت 110 اصوات؛ 59 صوتاً لأزعور تجمّعت من كتل؛ “الجمهورية القوية”، “لبنان القوي”، “اللقاء الديموقراطي”، “الكتائب”، “تجدّد”، إلى جانب مستقلّين، ونواب تغييريين (اعلنت بولا يعقوبيان انّ 9 منهم صوّتوا لأزعور). وإذا جمعت اصوات كل هؤلاء فإنّها تفوق الـ59 صوتاً، وثمة من يرجح في هذا السياق انّ “تكتل لبنان القوي” لم يقترع بكامل أعضائه للوزير ازعور.

واما في المقابل، فإنّ الـ51 صوتاً التي نالها فرنجية، توزعت بين 30 صوتاً من ثنائي حركة “أمل” و”حزب الله”، و5 اصوات من كتلة “التوافق الوطني” و4 اصوات من “التكتل الوطني المستقل”، اما الاصوات الـ12 الباقية فتشير بعض التقديرات إلى انّها ضمّت 3 اصوات ارمن، صوتين علويين، جهاد الصّمد، جميل السيد، وعبد الكريم كبارة.

وقد ساد في الجلسة بعض الجلبة، حينما حصل التباس حول مصير ورقة قيل انّه لم يتمّ احتسابها، فيما أبلغ الامين العام للمجلس بعض النواب بأنّ الورقة المقصودة، كناية عن مغلّف فارغ، وخلال هذه الجلبة طار نصاب الجلسة، حيث غادر القاعة نواب “أمل” و”حزب الله”، و”كتلة التوافق”، و”تكتل الاعتدال”، الأمر الذي أفقد الجلسة نصابها، ما حدا بالرئيس بري الى طلب تلاوة محضر الجلسة، وختمها، ومن ثم رفعها من دون ان يحدّد موعداً لجلسة ثانية.

وعلى الرغم من انّ احتساب هذه الورقة لا يقدّم او يؤخّر في النتيجة، فإنّ بعض نواب التقاطعات طالبوا رئيس المجلس بإعادة التصويت، وهو امر لم يستجب له بري، كونه لمس انّ هذه المطالبة لا تخلو من مزايدة لا أكثر، فأكّد انّ “صوت بالزايد او بالناقص ما بيأثّر”، ومن ثم ختم الجلسة، التي لوحظ انّ التقاطعات على أزعور شنّت حملة تصريحات متتالية، تجاوزت فيها الفشل في إيصال ازعور، وركّزت على ما اعتبرته انتصاراً حققته في جلسة الأمس.

بري: الحوار ثم الحوار
وبعد الجلسة بقليل، سارع الرئيس بري الى اصدار بيان قال فيه: “بعد جلسة اليوم، كفى رمياً بكرة المسؤولية على هذا الطرف أو ذاك في إطالة أمد الفراغ، ولنعترف جميعاً بأنّ الإمعان بهذا السلوك والدوران في هذه الحلقة المفرغة وانتهاج سياسة الإنكار لن نصل إلى النتيجة المرجوة، التي يتطلع اليها اللبنانيون والأشقاء العرب والاصدقاء في كل أنحاء العالم، الذين ينتظرون منا أداءً وسلوكاً يليق بلبنان وبمستوى التحدّيات والمخاطر التي تتهدده. وأنّ بداية البدايات لذلك هو الإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريه وذلك لن يتحقّق الّا بالتوافق وبسلوك طريق الحوار… ثم الحوار…ثم الحوار”.

اضاف: “نعم حوارٌ من دون شروط لا يلغي حق أحدٍ بالترشح. حوار تتقاطع فيه إرادات الجميع حول رؤية مشتركة لكيفية إنجاز هذا الإستحقاق دون إقصاء أو عزل أو تحدٍ أو تخوين. حوار تحت سقف الدستور يحافظ على الميثاقية والشراكة”.

وخلص بري إلى القول: “آن الأوان لكي يمتلك الجميع الجرأة والشجاعة من أجل لبنان بسلوك هذا الطريق، فهل نحن فاعلون؟”.

فرنجية
وبعد الجلسة، قال الوزير فرنجية في تغريدة له: “كل الشكر للنواب الذين انتخبوني وللرئيس نبيه بري، وثقتهم أمانة. كما نحترم رأي النواب الذين لم ينتخبوني، وهذا دافع لحوار بنّاء مع الجميع نبني عليه للمرحلة المقبلة لإحقاق المصلحة الوطنية.. كل الشكر”.

ازعور
وقال الوزير السابق جهاد أزعور في بيان بعد الجلسة: “أتقدّم بالشكر والتقدير من جميع النواب الذين أولوني ثقتهم من خلال تصويتهم لي في الدورة الأولى من جلسة اليوم ( امس)، وأتمنى أن يكون المشهد الجديد حافزاً على التلاقي على خيار إخراج لبنان من الأزمة، من خلال احترام ما عبّرت عنه غالبية النواب”.

باسيل
وقال رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في تغريدة له: “جلسة اليوم (امس) أثبتت كما قلنا امس أن لا أحد يستطيع تخطّي المكوّن المسيحي في رئاسة الجمهورية، وان لا فرض للرئيس من أحد على أحد، وانّ التيار ملتزم ويتبع قناعاته فقط”.
اضاف: “كل عناد سيقابله عناد آخر. فلا حلّ إلا بالتوافق على البرنامج وعلى الرئيس من دون إقصاء أو تشاطر، ولا نجاح لأي رئيس بلا برنامج متفق عليه”. وتابع: “أسقطوا الشروط المسبقة فهذا ليس حواراً، واقلعوا عن نظريات الفرض والتحدّي فهذا ليس لبنان، ولاقونا إلى ورقة الاولويات الرئاسية والأسماء التي تتناسب مع البرنامج السيادي الإصلاحي الخلاصي”.

جعجع
ولفتت في هذا السياق تغريدة لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، قال فيها: “لو جرت الدورة الثانية اليوم (امس)، كما كان طبيعياً أن يحصل لكان لدينا الآن رئيس للجمهوريّة”. اضاف: “ما جرى في مجلس النواب، وبعيداً من التفاصيل، هو تعطيل حقيقي وفعلي ليس لجلسة اليوم (امس) فقط لا غير، وإنما لانتخابات رئاسة الجمهوريّة ككل”.

فرنجية يردّ
وردّ النائب طوني فرنجية على جعجع بتغريدة قال فيها: “حكيم! لو عقدنا 10 دورات متتالية لما انتجنا رئيساً! والسبب ببساطة انّ من اختار التقاطع على ازعور يدرك جيداً ان لا حظوظ له. وكل الغاية من التقاطع على ازعور كانت قطع الطريق على سليمان فرنجية واقصاءه من السباق… وهذا ما لم ولن يحصل”.

اما مصادر ثنائي حركة “امل” و”حزب الله”، فقالت: “قمنا بما تمليه علينا مسؤوليتنا، ومارسنا حقنا الذي لا يخرج عن اصول اللعبة البرلمانية والديموقراطية. ثم لماذا يعيبون على غيرهم ما يبيحونه لأنفسهم، اليسوا هم من قالوا علناً انّهم سيعطّلون جلسة مجلس النواب لمنع وصول سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية”؟

أميركا قلقة
في المواقف الخارجية، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ الولايات المتحدة قلقة من مغادرة أعضاء البرلمان اللبناني للغرفة لمنع التصويت على انتخاب رئيس. وأشارت الوزارة الى أنّ الولايات المتحدة تعتقد أنّ قادة ونخب لبنان يجب أن يتوقفوا عن وضع مصالحهم وطموحاتهم فوق شعب بلادهم. واعتبرت أنّ الشلل السياسي في لبنان في نهاية المطاف هو قضية يجب على القادة اللبنانيين حلها.

بريطانيا محبطة
هذا وعبّر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللورد طارق أحمد، عبر “تويتر”، عن إحباطه لفشل مجلس النواب اللبناني مجددًا بانتخاب رئيس للجمهورية، معتبرًا أنّ “عرقلة التصويت على اختيار رئيس جديد تؤخّر حلّ الأزمة الاقتصادية في لبنان”. وقال: “لبنان بحاجة ماسّة إلى رئيس لتوحيد البلاد، وتقديم رؤية للإصلاح، ومحاربة الفساد، والدفاع عن سيادة القانون”.

فرونتسكا
وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر “تويتر”: “جلسة انتخاب رئاسية أخرى غير حاسمة في مجلس النواب. يحتاج قادة لبنان وأعضاء البرلمان إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان انتخاب رئيس للبلاد لصالح بلدهم وشعبهم. الفراغ المطول يقوّض الممارسات الديموقراطية في لبنان ويزيد من تأخير الإصلاحات والحلول اللازمة التي طال انتظارها لاعادة البلاد إلى مسار التعافي”.

السفير الايراني
بدوره قال السفير الايراني في لبنان مجتبى أماني عبر “تويتر”: “أكّدنا ودعونا مراراً على انّ الحل الوحيد لإنهاء الفراغ الرئاسي، هو عبر الحوار والتفاهم والإجماع الداخلي”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى