أطفال غزة… والموت جوعا(ماري الدبس)
ماري ناصيف – الدبس* – الحوارنيوز
لم يكتف الاحتلال من جرائم القصف التي أودت بحياة أكثر من ثلاثين ألفا من المدنيين في قطاع غزة، كما أنه لم يأبه بأن من بين هؤلاء أكثر من 11 ألفا من الأطفال دون سن الخامسة عشرة… بل زاد على فداحة جريمته، التي تعتبر من أبشع جرائم الابادة على مر العصور، جريمة القتل جوعا وعطشا.
لا نعرف حتى الآن عدد الأطفال الذين قضوا نتيجة منع الصهاينة وصول الغذاء إلى أفواههم الجائعة؛ فالبعض يقول أن العدد تخطى الثلاثين، والبعض الآخر يتحدث عن عدد أكبر بكثير. غير أن الصحيح هو في لفت النظر إلى أن المجاعة تتقشّى سريعا، وأن مئات الأطفال يعانون اليوم ما عاناه يزن الكفارنة، وأنهار الشنباري، وجنى قديح، وأحمد كنعان، وغيرهم الكثيرين ممن انتشرت صورهم في وسائل الاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لأن نانتياهو وزمرته يرفضون إدخال المساعدات الغذائية لهم؛ بل، أكثر من ذلك، لأنهم أوعزوا لتابعيهم بقطع طرق دخول الشاحنات على معبر رفح… هذا، في وقت يلقي فيه العدو فوق القطاع المهدّم مئات الأطنان من القنابل التي تزوده بها طائرات النقل العملاقة الأميركية والأوروبية القادمة من قواعد الناتو المتواجدة في نطاق البحر المتوسط، في اليونان وإيطاليا وألمانيا وتركيا وقبرص… وبينما يأمر جو بايدن آلاف العسكريين الأميركيين العمل على بناء جسر بين قبرص وغزة بهدف تهجير سكان القطاع، وإنجاح خطة “الترانسفير” المرسومة منذ ستوات، تستمر الأنظمة العربية التابعة على موقفها المتفرّج شكلا والداعم للعدوان فعلا.
يقول جوناتان كريكس، الناطق باسم اليونيسف في فلسطين أنه يخشى من تزايد انتشار الموت جوعا، وليس بين الأطفال لوحدهم، إذا لم تبادر الدول المعنية إلى وقف العدوان والاسراع في إدخال المساعدات للمدنيين، خصوصا في شمال غزة… غير أن صوت القذائف والصواريخ التي تنفجر فوق رؤوس أبناء غزة يؤكّد أن المجرم مستمر في تنفيذ جريمته إذا لم يلق المواجهة العملية والقانونية والسياسية اللازمة.
* أكاديمية- عضو قيادة الحزب الشيوعي اللبناني