أسبوعان حاران برا وبحرا: ميقاتي غير محسوم.. والبديل غير معلوم(حكمت عبيد)
حكمت عبيد – الحوارنيوز
ردت مصادر معنية ومواكبة التمهل في اعلان رئاسة الجمهورية لجدول مواعيد الاستشارات النيابية إلى أمرين:
الأول شكلي وتربطه المراجع المعنية بالزيارة المتوقعة للوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية مع دولة الاحتلال آموس هوشكتاين والمواعيد الرسمية التي سترتبط به، لاسيما مع رئيسي الجمهورية ومجلس النواب.
والثاني وهو الأساس ويتصل بالبحث الجاري عن مرشح لرئاسة الحكومة، يكون موضع ثقة الغالبية المطلقة من الكتل النيابية ومن الجهات الدولية المانحة والدول المؤثرة في قرارات تلك المؤسسات من الناحية الثانية.
وتكشف المصادر نفسها للحوارنيوز أن الحل الوسط بين خياري حكومة الوحدة الوطنية وحكومة من المستقلين بالكامل عن الكتل النيابية وأحزابها، والذي انتهي بإعادة التفكير بالرئيس نجيب ميقاتي لهذه المهمة، لم يعد قائماً اليوم، والسبب بذلك هو الخلاف الفعلي مع التوجهات التي أبداها ميقاتي في الملف الاقتصادي والذي عبر عنه بمضمون مبهم في خطة التعافي ورغبته بتحميل المودعين عبء المديونية العامة وإطفاء الدين العام بإقتطاع نسب عالية وخيالية من أموال المودعين.
وتؤكد المصادر أن الاتجاه هو لحكومة تجمع بين السياسة وأصحاب الكفاءات المشهودة.
مصادر “الثنائي أمل وحزب الله” جزمت للحوارنيوز بأن البحث عن اسم بديل عن ميقاتي قائم. ولم تنف المصادر أن دائرة الاتصالات واسعة وتشمل مختلف الكتل الرئيسية في البرلمان واحزابها.
وتقول المصادر إن ثمة إجماعا بين القوى السياسية على الإعتراف بإنهيار النموذج الاقتصادي، وضمنا النظام النقدي والمصرفي في لبنان، لكن المشكلة الكبرى تكمن في عدم توافق الجميع على البدائل المطروحة.
وتضيف “أن المحاولات لتسمية اسم بديل دونها عقبات داخلية وإقليمية خاصة، وأن الرئيس المقبل للحكومة سيكون ملزماً بمحاكاة ملفات شائكة ترتبط بالموقف الخليجي السلبي حيال لبنان، وهي الدول التي لها الأثر الكبير في تحديد ورسم سياسات المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي”.
اسبوعان حاران سيشهدهما لبنان: برا في البحث عن رئيس حكومة قادر على تكوين حالة ثقة داخلية وعربية ودولية، وبحرا لجهة التوصل إلى حل يحفظ للبنان سيادته وحقوقه في حقل كاريش الغازي، فهل ستتمخض المشاورات المتواصلة على غير صعيد، عن حلول سلمية، أم ستشعل الحرارة المرتفعة بعض الحرائق في لبنان والمنطقة، وسط غياب مخيف للإطفائيات المحلية والإقليمية والدولية؟