أسئلة بلا أجوبة قبل اندلاع الحرب ؟
ثمة أسئلة تحتاج لإجابات قبل ان تنطلق الصواريخ الاولى لتعلن بداية حرب حتمية، تم تأجيلها مرارا لأسباب متعددة.
قيل الكثير عن مفاوضات سرية تجري في عمان او باكستان بين الجمهورية الاسلامية وبين الولايات المتحدة الأميركية، فهل عملية اغتيال القائدين جاءت كإعلان عسكري عن مفاوضات تعثرت بشكل مأساوي بين المتحاورين؟
هل كنا بحاجة لعملية اغتيال لقائدين لنعتبر رسمياً وجود قوات الولايات المتحدة الاميركية كقوات غير مرغوب فيها وعليها مغادرة العراق؟
الم يكن من الأفضل الردّ عسكريا فوراً بعد الدقائق الاولى لعملية الاغتيال او بعد اعتراف الاميركيين بمسؤوليتهم عن الحادثة وفق خطة أحتياط مرسومة وجاهزة مسبقاً بحال حصل الاغتيال، ما يضع العالم اجمع امام فعل و رد فعل عسكري تلقائي له مبرراته وشرعيته بدل الالتزام برد يعطي الاميركيين كل الوقت لحشد طاقاته وطاقات حلفائه التقليديين؟
الا يُعتبر التصرف الاميركي، سلوكا انتحاريا مستغرباً ، هدفه الاستفزاز لجرّ محور المقاومة الى معركة اختار توقيتها بدقة ؟
اليس من المحتمل ان تكون عملية الاغتيال تآمراً على ترامب نفسه من اميركيين للتخلص من حكمه، وبهدف اضعافه واسقاطه انتخابيا لان اي ردّ عسكري ناجح ضد القوات الاميركية سيحرج ادارة ترامب العاجزة عن استقبال نعوش لجنود وهم اصحاب نظرية التدخل الاميركي بصفر قتيل على الجبهة؟
اليست اسرائيل المستفيدة الاولى والاخيرة من صنع عدو اضافي للعرب وللمسلمين ومن حرب تحصل بين الاميركيين ومحور المقاومة ؟
ألم يكن من الأفضل ربط الاغتيال باسرائيل لتبرير اي انتقام ضدها طالما الولايات المتحدة لا تختلف عنها وتبعد عن بلادنا الاف الكيلومترات؟
هل يمكن اعتبار استشهاد القائد سليماني اشارة غيبية موعودة تحتم انطلاق حرب وجودية؟
ماذا لو فشل محور المقاومة من الرد او فشل الرد؟
الاميركي لن يخوض حربا مع اشباح على الارض لذلك سيفضل قصف اهداف واضحة.
اعتبار الجندي الاميركي في العراق وسوريا والخيج هدفا وحيدا يعني اعتبار الولايات المتحدة الاميركية نصف عدو وليس عدوا كاملا.
الاميركي في ورطة حقيقية اذ هو غير قادر على الانسحاب كمهزوم وهو الموجود هنا من اجل تقاسم النفط والغاز وابتزاز المال، ولا هو قادر على الانتصار في حرب استنزاف وسط بيئة معادية تاريخيا لسياساته الداعمة لاسرائيل، وكذلك محور المقاومة المحاصر اقتصاديا والمنهك عسكريا وماليا بعد سنوات طويلة من التصدي والصمود، فاحتمالات الانتصار ستكون غالية الثمن كما احتمالات الفشل ستكون نتائجها وخيمة على الامة .
الاميركي يعتمد على راسماليته المتوحشة وعلى اسلحته المتطورة وعلى احقاده ضد الامة، بينما محور المقاومة يعتمد على الشجاعة وعلى الايمان وعلى البيئة المؤمنة الحاضنة وعلى دعم روسي-صيني وعلى الاتكال على الله.
اذن هي حرب بين اتباع الشيطان وبين المؤمنين بالله.
الحرب لن تكون نزهة، لكن للتاريخ رأي يقول ان الشعوب تنتصر دائما على القوة وعلى الاستبداد ولو بعد حين.
النصر لشعوبنا.
النصر لامتنا.
الموت لاسرائيل.