أزمتان آنية وعميقة..والحاجة الى حلول(قاسم قصير)
قاسم قصير-خاص الحوار نيوز
نحن في لبنان أمام ازمتين:
الاولى آنية مرتبطة بالأزمة الحكومية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والمالية وهي تحتاج لحلول سريعة وعملية لتأمين حاجات الناس وأمور معيشتهم ويجب البحث عن حلول سريعة سواء عبر المساعدات أو تأمين الدعم من أية دولة عربية أو إسلامية أو أجنبية أو عبر الجمعيات والمؤسسات الدولية وإضافة إلى تفعيل دور الحكومة المستقيلة ومؤسسات الدولة وخصوصا البلديات واتحاد البلديات، ولا بد أن تقوم الأحزاب بدورها أيضا من خلال تفعيل عملها، وكما أن الحفاظ على الأمن يشكل أهمية كبرى في هذه المرحلة لأن اي فلتان للوضع الامني سيؤدي لنتائج خطيرة جدا عبر عودة المجموعات الإرهابية ودخول الأجهزة المخابراتية على الخط واستغلال الفقر والجوع لتشغيل العملاء. كما أن ازدياد الفقر والجوع يؤدي لانتشار الدعارة والسرقات والعنف المجتمعي، وطبعا الجميع مسؤول هنا وعلى كل فرد أو تاجر او نائب أو وزير أو رئيس بلدية أو عالم دين أو ناشط اجتماعي أن يقوم بمسؤوليته ولا بد من تعزيز التكافل الاجتماعي والتعاون بين الناس لأننا نعيش مرحلة صعبة وكل الانجازات التي تحققت من خلال تحرير لبنان من الاحتلال والإرهاب واستعادة السيادة والاستقلال تضيع في هذه المرحلة.
وفي موازاة البحث عن حلول لكل الأزمات وخاصة الأزمة السياسية والحكومية والإسراع بحسم ملف التأليف أو التكليف، لا بد من دراسة الأسباب العميقة للأزمات ،وهي مرتبطة بالنظام والكيان والدستور واتفاق الطائف وتطبيقه وتطويره وقيام دولة المواطنة أو الدولة المدنية والمخاوف بين الطوائف والنظام الاقتصادي والمالي ،ودور لبنان في المرحلة المقبلة وعلاقات لبنان بالدول العربية والإسلامية والأجنبية ودور الأحزاب ومستقبل المقاومة وعلاقتها بالدولة ووضع الاستراتيجية الدفاعية، وكل ذلك يتطلب حوارا وطنيا شاملا ولا مانع أن يكون برعاية دولية أو إقليمية أو عربية .
نحن أمام أزمات آنية وعميقة ومستقبل لبنان على كف عفريت والمخاوف كبيرة، وطبعا لا احد يريد انهيار البلد والعودة للحرب الأهلية، لكن الوضع المعيشي والأمني والأمن المجتمعي خطير ،وهناك طروحات عديدة وبعضها يطالب بالتقسيم والفيدرالية أو الكونفدرالية ،وكلها دعوات غير منطقية وغير عملية وقد حاول البعض تطبيقها ففشل والحل الأقرب الواقع اللامركزية الموسعة أو اللامركزية الشاملة .
المهم أن نتعاون ونساعد بعضنا البعض في هذه المرحلة الحرجة والخطيرة، ولا ننشغل بالشتائم والسجالات والبحث عن التهم وتحميل كل طرف المسؤولية.
كلنا مسؤول وعلينا جميعا العمل لانقاذ لبنان وطننا الذي يتطلب منا التضحيات، وقد ضحينا من اجله سابقا وعلينا اليوم أن نتابع التضحية والعمل والنضال بكل الأساليب.