العالم العربيسياسة
أحمد جبريل: رحيل آخر الأوائل
الحوار نيوز – خاص
فقدت الساحة الفلسطينية والعربية اليوم قائدا فلسطينيا ملأ اسمه الآفاق لأكثر من نصف قرن من الزمن ،هو الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أحمد جبريل الذي توفي بعد ظهر اليوم في دمشق عن 83 عاما بعد صراع مع المرض.
وقال ابنه بدر لفرانس برس إنه “توفي بشكل طبيعي بعد معاناة مع المرض خلال الفترة الأخيرة”، مشيراً إلى أنه سيوارى الثرى يوم الجمعة في مقبرة مخيم اليرموك في دمشق.
ونعت الجبهة الشعبية – القيادة العامة أمينها العام، وقالت “لقد أمضى قائدنا حياته مناضلاً ومجاهداً في سبيل شعبه العربي الفلسطيني وأمته العربية ومن أجل تحرير الوطن الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني الغاشم، وكان قائداً مناضلاً من أجل قضايا أمته العربية والإسلامية“.
أحمد جبريل واحد من آخر أوائل قادة المقاومة الفلسطينية الذين غاب معظمهم،من أمثال ياسر عرفات وجورج حبش ونايف حواتمة(ما زال على قيد الحياة) وخليل الوزير وصلاح خلف والشيخ أحمد ياسين وغيرهم.
ولد أحمد علي جبريل(أبو جهاد) عام 1938 في قرية يازور بقضاء يافا إبان فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، ولجأ مع أسرته إلى سورية بعد حرب عام 1948. اجتاز تعليمه الثانوي في دمشق عام 1956، وتخرّج من الكلية الحربية في القاهرة عام 1959. عُيِّن ملازمًا ثمَّ ضابطًا في الجيش السوري في سلاح الهندسة حتى تسريحه منه عام 1963.
متزوج وله أربعة أولاد وأربع بنات، ويلقب بـ “أبو جهاد”، وقد اغتيل ابنه جهاد جبريل عام 2002 في بيروت في انفجار اتهمت إسرائيل بتدبيره.
نشط جبريل في العمل السياسي أثناء فترة دراسته في مصر، ونشط في رابطة الطلبة الفلسطينيية، وأسس عام 1959 جبهة التحرير الفلسطينية التي اتحدت لفترة قصيرة مع حركة فتح عام 1965. شارك عام 1967 في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع منظمتي أبطال العودة وشباب الثأر القريية من حركة القوميين العرب، ثم انفصل عنها عام 1968 وأسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة.
نفذت منظمة جبريل عدة عمليات فدائية ضد إسرائيل، منها عملية الخالصة، حيث قامت مجموعة من مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة (سوري وعراقي وفلسطيني) بالتسلل إلى مستعمرة كريات شمونة (الخالصة في الجليل الأعلى شمال فلسطين في أبريل 1974 واحتجزوا رهائن إسرائيليين وطالبوا بتحرير أسرى فلسطينيين، وعند المواجهة مع القوات الإسرائيلية قام المقاتلون الثلاثة بتفجير أنفسهم مع الرهائن بالأحزمة الناسفة، ما أدى إلى مقتل المقاتلين الثلاثة ومعهم نحو 20 إسرئيليا وجرح 15 آخرين.
أشرف جبريل على إعداد وتنفيذ صفقتين لتبادل الأسرى مع إسرائيل بعد عمليات أسر لجنود من جيش الاحتلال، وهما عملية النورس عام 1979، حيث أطلق بموجبها سراح 76 أسيرًا فلسطينيًا مقابل إطلاق سراح جندي أسرته الجبهة، وعملية الجليل عام 1985، والتي أطلق بموجبها 1150 أسيرًا فدائيًا (فلسطينيًا وعربيًا وأجنبيًا) من بينهم الشيخ أحمد ياسين، والمقاتل الياباني كوزو أوكاموتو، مقابل ثلاثة جنود من جيش الاحتلال.
عُرف جبريل بمعارضته الشديدة للقيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس الراحل ياسر عرفات والحالي محمود عباس، ومعارضته لقرار القيادة الفلسطينية التفاوض مع إسرائيل والاتفاقات بينهما. ونفذت الجبهة الشعبية – القيادة العامة عمليات عدة ضد إسرائيل في جنوب لبنان وفي العمق الإسرائيلي.
وفي العام 2002، قتل ابنه البكر جهاد بعبوة وضعت في سيارته في بيروت. ومنذ بدء اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011، اتخذ جبريل موقفاً صارماً بدعم القوات الحكومية السورية، التي شارك فصيله بالقتال إلى جانبها خصوصاً في معارك مخيم اليرموك ضد الفصائل المعارضة السورية حتى في مواجهة مقاتلين فلسطينيين. وقال في مقابلة تلفزيونية في العام 2012 إن جبهته ستكون مع حزب الله وإيران جزءاً من المعركة إلى جانب النظام السوري،وهو كان حليفا للجمهورية الإسلامية الإيرانية،وقد صنفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الجبهة الشعبية – القيادة العامة، على أنها “منظمة راعية للإرهاب”.
عرضت له قناة الميادين وثائقيا تناول فيه جوانب من حياته،وتعيد الحوار نيوز نشره: