أحد تجديد العهد… وداعٌ بحجم القضية والتاريخ

الحوارنيوز – صحافة
تحت هذا العنوان كتب ميشال نصر في صحيفة الديار:
فرض موعد تشييع السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين نفسه على الاهتمامات، حيث الاتصالات والاجراءات التي تركز على تمرير استحقاق الأحد بهدوء، من دون أن تتسبب ضخامة ما سيجري بأي شيء يعكِّر المناسبة. فحزب الله الذي يخوض معركة إثبات وجود، لا يتعلق فقط بمستوى الحشد الشعبي بل بالتمثيل السياسي والخارجي، يريد من المناسبة استفتاء له، للتاكيد انه ليس في عزلة… فهل ينجح في الامتحان؟
فـ «المنخفض الجوي» الذي يضرب لبنان ترك اثره في الملفات الداخلية المختلفة، حيث يتوزع الحدث بين التشييع اليوم، بكل تداعياته الامنية والسياسية الضاغطة، لا سيما بعدما اعلن النائب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي جو ويلسون على منصّة «إكس» ان»أي سياسي لبناني سيحضر تشييع السيد يعتبر نفسه واقفاً إلى جانب النظام الإيراني». اما الملف الاخر، فموعده الثلاثاء المقبل في المجلس النيابي لمنح ثقة «مضمونة» لحكومة الرئيس نواف سلام، في حين تبقى لافتة المحطات الاميركية الاوروبية في بيروت ناقلة رسائل سياسية وامنية من الادارة الترامبية للعهد وللحكومة.
غير ان «صقعة آدم» لم تبرد من أجواء الحزن والحداد السائدة في المدينة الرياضية، حيث تم نصب صور ضخمة للشهيدين نصر الله وصفي الدين، وسط رفع الأعلام اللبنانية وأعلام حزب الله، ويجسد شعار «إنّا على العهد» في هذا الحدث التزام حزب الله العميق بمبادئه وقيمه، تأكيدا على استمرارية النهج الذي أسسه السيد نصر الله، والذي يظل جزءا لا يتجزأ من مسيرة الحزب على الصعيدين المحلي والإقليمي.
انجاز التحضيرات
فاللجنة العليا المشرفة على المراسم عملت على إعداد الموقع لتلبية احتياجات التشييع، حيث تم تركيب 6 شاشات كبيرة في مختلف أنحاء الملعب لنقل الحدث من جميع الزوايا، متوقعة حضور حاشد من المشاركين، إذ قدرت السعة الإجمالية للمدينة الرياضية بأكثر من 80 ألف شخص.
وسيتوزع الحضور على مختلف المساحات المتاحة، حيث سيخصص الجانب الأيمن من المدرجات للرجال ويستوعب حوالى 20 ألفًا، في حين سيخصص الجانب الأيسر للسيدات ويتسع لحوالى 30 ألفًا، وعند امتلاء هذه المساحات سيتم توجيه المشاركين إلى مناطق إضافية بما في ذلك مواقف السيارات التي ستستقبل نحو 30 ألف شخص.
مشاركة واسعة
وحسب تقديرات حزب الله فهناك وفود من 65 دولة ستشارك في التشييع، واكثر من 800 شخصية رسمية من خارج لبنان، اضافة الى آلاف المواطنين الذين حضروا من مختلف بلدان العالم. ومن ضمن الوفود المشاركة، نائب الرئيس السابق لجنوب افريقيا (حفيد نلسون مانديلا)، نجل تشي غيفارا، كذلك مجموعة من اليهود المعارضين لسياسة واشنطن في المنطقة، وللاحتلال الاسرائيلي.
وعلم ايضا ان مطار بيروت يشهد حركة كثيفة للرحلات الاتية من افريقيا، وكذلك من فنزويلا، كولومبيا، الارجنتين، والبرازيل، بشكل لم يشهده المطار سابقا.
الشيخ نعيم قاسم
وفيما المشاركة الشخصية للامين العام الشيخ نعيم قاسم ستكون محط اهتمام الكثيرين، فان كلمته، وفقا لمصادر مقربة من حزب الله، ستكون مفصلية في تاريخ الحزب ومسيرته، مشكلة انطلاقة لمرحلة جديدة بعناوين، ستطبع سلوك الحزب خلال الفترة المقبلة سواء في الملفات الداخلية وتعامل الحزب مع محاولات تطويقه الداخلية، والخارجية، حيث سيكون كلامه مؤشرا لكيفية معالجة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الجنوبية، تحت «غطاء الدولة»، «فحزب الله وضع تحرير الأرض في عهدة الدولة، لكن حيث يوجد احتلال توجد مقاومة»، وبالتالي عليها تحمّل مسؤولياتها الكاملة من أجل تحرير الأرض ومنع الاعتداءات والخروقات».
ولفتت المصادر إلى ان الامين العام سيركز على ان المقاومة مستمرة في مسارها الطبيعي، ولن تتوقّف عن الدفاع عن لبنان وشعبها وأمتها ومقدّساتها، ولن تتراجع عن أهدافها، وستظلّ صامدة ولن يتسنّى للعدو القضاء عليها، مؤكدا أنّ لبنان سيظلّ على الدوام بلداً للوحدة الوطنية والسلم الأهلي، لكن عندما يمسّ أحد بكرامة شعبها فهي جاهزة لأيّ قرار يحمي كرامته وإنجازاتها، فلبنان الذي قدّم أغلى قادته شهداء لن يكون موطئاً للصهاينة ولن يُقسّم تحت أيّ ظرف.
اجراءات مشددة
غير ان الحدث، فرض اتخاذ اجراءات امنية مشددة، تحسبا لاي خلل امني قد يطرأ، قبل خلال وبعد التشييع، وهو ما دفع بالمعنيين على المستويين السياسي والامني، الى تفعيل اللقاء والاجتماعات ووضع الخطط اللازمة، حيث علم ان غرفة عمليات امنية مشتركة اقيمت في ثكنة هنري شهاب، تضم كل القوى الامنية والعسكرية، التي رفعت جهوزيتها الى 100% لمواكبة الحدث.
وفي هذا الاطار كشف مصدر امني، ان الخطة الموضوعة اخذت بالحسبان المخاطر الداخلية، لجهة اي اعمال شغب او استفزاز قد تحصل، في ظل المعلومات المتوافرة عن امكان دخول بعض المشاغبين على الخط، لخلق «حالات امنية» يستفاد منها على وسائل التواصل الاجتماعي لبث الفتنة، اذ تمكنت القوى الامنية من توقيف مجموعة من السوريين، ليست بعيدة عن هذه الاجواء، وثانيا على صعيد، اي اعتداء اسرائيلي قد يتعرض له المشيعون، سواء امني او عسكري، مطمئنة الى ان الوضع الامني ممسوك، والاجهزة المعنية مستعدة للتعامل مع كل السيناريوهات.
في هذا الخصوص، كشف مصدر ديبلوماسي عربي، ان دولة قطر قامت بسلسلة اتصالات خارجية مع عواصم القرار المعنية بالوضع اللبناني، وتحديدا واشنطن، للضغط على اسرائيل لعدم القيام باي اعمال استفزازية او اعتداءات، وقد نجحت هذه الاتصالات في الحصول على ضمانات في هذا الخصوص، علما ان قيادات كثيرة من المحور، من العراق وايران واليمن ستكون موجودة في بيروت.
واشنطن – بيروت
أبعد من استحقاق الأحد، هناك استحقاقات داخلية وإقليمية في غاية الأهمية، الاستحقاق الابرز هو التحدي الإسرائيلي من خلال قرار احتلال النقاط الخمس في الجنوب، حيث الاتجاه العام أنه لا يمكن لتل أبيب أن تبقى في لبنان من دون ضوء أخضر أميركي، وهي تحاول المحافظة على هذا الضوء عبر حجج جديدة، لذلك، وفيما كانت تحضيرات التشييع تتسارع ، جاءت مواقف أميركية بالغة الأهمية، ليس لطبيعتها الجديدة بل انها تذكيرية ومن بعبدا، عبَّر عنها اعضاء الكونغرس الأميركي الموجودون في بيروت، وخلاصتها، «بقاء الاحتلال الاسرائيلي الى حين القضاء على سلاح حزب الله»، وهو ما يتناقض مع بنود اتفاق وقف النار، وخريطة طريق الدولة اللبنانية، ما يدل على ان العاصمة الاميركية، يوما بعد يوم، باتت على موجة تختلف عن تلك التي تعمل عليها السلطة اللبنانية، وهو ما تظهره رسائل الادارة الجمهورية، وكذلك الكونغرس الاميركي.
جاكسون في بعبدا
وبعيدا من التشييع وما قد يحمله من مفاجآت، تأثرت الحركة السياسية بالطقس البارد وبدت شبه غائبة باستثناء زيارة السيناتور الأميركي روني جاكسون على رأس وفد من مجلس الشيوخ لقصر بعبدا، حيث قال: «نريد سيطرة الجيش اللبناني حصرا على كامل أراضي لبنان، ونريد ان نلمس مرحلة جديدة من السلام والازدهار في لبنان، معتبرا انه من «الافضل ان نترك حدث التشييع يمر ونتقدم الى الامام ويجب ان تكون هذه المناسبة فرصة لنهاية فصل وبدء فصل جديد».
في الاثناء، انتقد النائب الأميركي جو ويلسون في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، وضع علم الولايات المتحدة على أرضية مطار رفيق الحريري الدولي ليدوس عليه المسافرون، معتبرًا أن «ذلك يُظهر قلة احترام الى الدولة».
الثقة للحكومة
وفيما يتوقع ان تنطلق مناقشة البيان الوزاري في المجلس النيابي، تمهيدا لاعطاء الحكومة الثقة، نهاية الاسبوع الطالع، ارتفعت وتيرة الاتصالات مع الكتل النيابية لحشد اكبر تأييد ممكن للبيان الوزاري، الذي اجمعت اوساط متابعة، على ان كلمات النواب ستركز على «فضفاضيته»، ووعوده الكثيرة، مدركة ان الحكومة ستنال الثقة، الا اذا استجد ما ليس في الحسبان، نتيجة مواقف بعض الكتل الاساسية التي لم تحسم قرارها بعد.
وتشير الاوساط الى ان زوار رئيس الحكومة يلمسون منه اهتماما خاصا وتركيزا على اربعة ملفات حاليا، الاول، تنفيذ القرار 1701، الثاني، انجاز الاستحقاقات الانتخابية من بلدية ونيابية، الثالث، تعيين حاكم لمصرف لبنان، تمهيدا لاطلاق ورشة اعادة هيكلة المصارف، وما يستتبع ذلك من حل مسالة الودائع، الرابع، ملف الكهرباء، وهي امور تعتبر كخطوط حمراء للخارج، ومطالب يتوقف على تنفيذها الكثير من المساعدات.
التعيينات
ارتباطا بذلك، كشفت المعلومات ان اتصالات تجري على اعلى المستويات، لحسم قرار تعيين حاكم مصرف لبنان، وقائد الجيش، في اول جلسة لمجلس الوزراء فور اقرار الثقة، لاطلاق عجلة العمل في هذين المرفقين، على ان تليها ورشة التشكيلات القضائية والادارية والامنية، الموضوعة تحت مجهر العواصم المعنية.
الثلوج على 400 متر
في احوال الطقس، وعلى عكس توقعات مصلحة الأرصاد الجوية ، انحسر تساقط المطر والثلوج في الساعات الماضية، في عدد من المناطق اللبنانية، فيما غطّى النفناف الأبيض المناطق الجبلية الشمالية وسط صقيع ورياح شمالية باردة. وتوقعت دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية أن يكون الطقس ، غائماً إجمالاً مع انخفاض إضافي وملحوظ بدرجات الحرارة والتي تصبح دون معدلاتها الموسمية بحدود الـ8 درجات، تهطل أمطار متفرقة وانفراجات واسعة خلال تلك الفترة، كما تتساقط الثلوج على ارتفاع 700 متر.
ويتوقع أن تشتدّ الأمطار في المناطق الشمالية حيث يتدنى مستوى تساقط الثلوج ليلامس الـ 400 متر في تلك المناطق.