
كتب واصف عواضة – خاص الحوارنيوز
سيُكتبُ الكثير الكثير عن زياد الرحباني ،وسيُقالُ الكثير الكثير ..لكن أجمل الكلام فيه وعنه هو الذي لن يُكتب ولن يُقال.
شخصيا صدمني غيابُه المبكر.صراحة لم أكن أعلم أن المرض أوغل في زياد إلى حد الرحيل.
صدمني غيابُه لأسباب كثيرة..
ربما لأن زياد من عمري تماما .هو يكبرني بشهر وبضعة أيام.أنا من مواليد 8 شباط 1956 ،وهو مولود أول السنة.أحسست برحيله أنني اقتربت جدا من خريف العمر..والبقاء لله!
ليس هذا هو السبب الوحيد .فأنا أحببت زياد منذ شهدت مسرحيته الثانية “نزل السرور” عام 1974 (قبل 51 سنة). كنت ما أزال يافعا. صحيح أنني ضحكت من كل قلبي ،لكنني لم أفهم زياد جيدا إلا بعد حرب السنتين .فهو تنبأ بالثورة والحرب ،كيف تبدأ وكيف تنتهي،وقرأ الثوار وكأنه صاحب تجربة،في حين لم يكن قد تجاوز سن البلوغ.
كان زياد يسبق عصره دائما في كل أعماله ،مؤلفا وملحنا ومخرجا وممثلا..
وأزعم أن زياد أحبني أيضا . كنا نلتقي في العقدين الأخيرين في بعض المناسبات ،أو بين الأصحاب في المقاهي.كان يخاطبني بود:”نحن نحبك أستاذ لأنك من الزمن تبعنا ..زمن الثورة والمقاومة”..وكنت أجيبه:”ونحن نحبك لأنك من كل الأزمنة”..
لقد أتحفنا زياد بكل أعماله ..أوجعنا كثيرا ،وأضحكنا كثيرا ، ومن “صمامات” قلوبنا، حتى كدنا أحيانا يغشى علينا من شدة الضحك.
بالتأكيد سوف ترتفع أسعار الضحك والسعادة والبهجة مع غياب زياد الرحباني!
لن أقول الكثير في زياد ..فقط خسرنا مصدرا من مصادر السعادة. وما أكثر الغياب الأحبة في هذه المرحلة.لكننا سنظل نحلم مع زياد الذي أبدع أغنية:
قوم فوت نام
وصير حلام
إنّو بلدنا صارت بلد…
..وللأسف رحل زياد قبل أن يصبح بلدنا بلدا !!



