أبعاد ودلالات خطاب “هداة الدرب”
من أهمّ ما جاء في خطاب "هداة الدرب" للسيد حسن نصرلله اليوم في 16 شباط 2009 محورين مهمّين:
اولا، يستشف من الخطاب ان لا حرب عسكرية في القريب المنظور ضد الجمهورية الإسلامية في ايران، بل ابتزاز ومناورات سياسية والاعيب اعلامية- نفسية تندرج في سياق الحرب الناعمة والحرب النفسية ضد دول المقاومة وحلفائها لأن لا طاقة لإسرائيل ولداعميها لتحمل إمكانيات الجمهورية ومفاجآتها العسكرية ،لا سيّما ان المقاومة المرابطة على الحدود الشمالية لفلسطين جزء اساسي من استراتجية المفاجآت تلك.
ثانيا، الاصرار على المضي قدما في نبش ملفات الفساد الكبرى ،لا سيما ال 11 مليار دولار المجهولة التفاصيل ابان حكومة الرئيس السيد فؤاد السنيورة (لم يسمّيه)،وغيرها من الملفات التي تمسّ في معظمها- وهنا الحنكة السياسية العالية الذكاء- التي تمس بمعظمها قيادات وأطرافا سياسية فاعلة بإمكان الاميركي او السعودي استخدامها او توريطها كرأس حربة خطرة في اي صراع محتمل ضد حزب لله في لبنان بغية الابتزاز السياسي.
كان موفقا برمي الحجة على الجميع، كما اشرنا سابقا ، ان حزب الله قد أتى بحلفائه لمساعدة اللبنانيين جميعا بأفضل الشروط، فأبى الآخرون ، فطالب الرافضين للمساعدات ان يأتوا بمثلها ان كانوا صادقين من حلفائهم، وان لا مانع لدى الحزب وحلفائه ان يكون الاميركي او الاوروبي او السعودي وابدا ليس الاسرائيلي، فالمهم لدى اللبنانيين وفق اماني السيد، ان يأكل الجميع العنب.
شكك السيد، في خطابه في قرارات او جدوى اجتماع وارسو، ملمحا الى ان الحضور العربي الذي كان بالاصل امتدادا معلنا للمخابرات الأميركية، اصبح الآن امتدادا معلنا لاسرائيل اذ كان خجولا وخفيا في السابق.
تبقى الابتسامة والنضارة والحيوية والحزم والعمامة العربية السوداء ،الاسلامية الرمز، والعباءة الباج-بنية اللون، تليق بطلة قائد يسكن القلوب والكلمات الجميلة ،كما يواكب خفقات قلب غاضب وقبضات وجبهات عالية عند ساحات الوغى ، ومن عمامة السيد العربية الاسلامية "تبدأ الخارطة والكلمات".