الحوارنيوز – خاص
على هامش الحرب التجارية والرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين،تطرح غالبا مشكلة مادة “الفانتنايل” بين البلدين،وقد تحوّل الأمر من مشكلة داخلية أميركية إلى قضية دولية حساسة، وهو اليوم أحد الملفات الأمنية الرئيسية في العلاقة بين بكين وواشنطن.
ما هي مادة الفنتنايل؟
“الفنتنايل” (Fentanyl) هو دواء ينتمي إلى فئة المواد الأفيونية الصناعية (opioids)، ويُستخدم طبيًا لتسكين الآلام الشديدة، خصوصًا عند مرضى السرطان أو بعد العمليات الجراحية. يُعتبر من أقوى المسكنات، إذ أن قوّته تتعدى الـ 50 إلى 100 مرة قوة المورفين.
استخداماته الطبية:
- تسكين الألم الحاد أو المزمن الشديد.
- يُعطى عبر الجلد (لصقات)، أو بالحقن، أو تحت اللسان، أو على شكل بخاخ أنفي.
خطورته:
- “الفنتنايل” قاتل بجرعات صغيرة جداً. مقدار صغير جدًا قد يسبب توقفًا في التنفس والموت.
- في السنوات الأخيرة، أصبح يُستخدم بشكل غير شرعي، وغالبًا يُخلط مع الهيرويين أو الكوكايين دون علم المستخدمين، ما يؤدي إلىالعديد من الوفيات الناتجة عن الجرعة الزائدة.
التأثيرات الجانبية:
- النعاس الشديد
- بطء التنفس
- الغثيان والدوخة
- الإدمان بسرعة كبيرة
في الخلاصة:
“الفنتنايل” دواء فعّال وخطير جدًا في الوقت نفسه. عند استخدامه تحت إشراف طبي صارم يكون مفيدًا، أما في الاستخدام غير المشروع، فهو مسؤول عن آلاف حالات الوفاة سنويًا، خصوصًا في الولايات المتحدة.
المشكلة الأميركية مع الصين
المشكلة بين الصين وأميركا بشأن “الفنتنايل” تتعلق أساسًا بانتشاره كمادة مخدرة قاتلة في السوق الأميركية، والدور الذي تلعبه الصين في إنتاج المواد الأولية التي تُستخدم لصنعه.
خلفية المشكلة:
- “الفنتنايل” في أميركا:
- تسبب بأزمة صحية كبيرة في الولايات المتحدة، حيث يموتأكثر من 70 ألف شخص سنويًا بسبب الجرعات الزائدة من “الفنتنايل” ومشتقاته.
- الكثير من هذا “الفنتنايل” يدخل إلى أميركا بطريقة غير شرعية.
- دور الصين:
- الصين كانت لفترة طويلةالمصدر الرئيسي للمواد الكيميائية (precursors) التي تُستخدم في صنع “الفنتنايل”.
- شركات صينية (أحيانًا وهمية أو على الإنترنت) تبيع هذه المواد وتُشحن غالبًا إلى المكسيك، حيث تقومكارتلات المخدرات بتحويلها إلى فنتانيل وتهريبها إلى أميركا.
- الموقف الأميركي:
- تتهم واشنطن بكين بعدم بذل جهد كافٍ لمنع تصدير هذه المواد.
- فرضت الولايات المتحدةعقوبات على شركات صينية وأفراد يُشتبه بتورطهم في هذا السوق.
- تطالب أميركا الصين بمزيد من التعاون الأمني والجمركي لمكافحة تجارة “الفنتنايل”.
- الموقف الصيني:
- الصين تنفي التهاون، وتقول إنها حظرت “الفنتنايل” منذ 2019.
- تعتبر أن الأزمة الأميركية ناتجة عنطلب داخلي مرتفع وسوء تنظيم في أميركا نفسها.
- تتهم أميركا باستخدام قضية “الفنتنايل” كذريعة للضغط السياسي.
في الخلاصة ،أصبحت القضية جزءًا من الصراع الجيوسياسي الأوسع بين أميركا والصين، خصوصًا مع التوترات التجارية والتكنولوجية. “الفنتنايل” لم يعد مجرد مسألة صحية، بل تحول إلى ملف أمني وسياسي حساس بين القوتين.
لقاءات واتفاقات بين الطرفين
أبرز الاتفاقات واللقاءات بين الصين وأميركا بخصوص “الفنتنايل”:
- بعد ضغوط أميركية كبيرة، أعلنت الصين في أيار/ مايو 2019 أنها ستدرججميع مشتقات “الفنتنايل” على قائمة المواد المحظورة.
- هذه الخطوة كانت تعتبرانتصارًا دبلوماسيًا للولايات المتحدة، خصوصًا في عهد ترامب.
- لكن واشنطن اعتبرت أن التنفيذ على الأرض كانضعيفًا، وأن الشركات الصينية وجدت طرقًا للالتفاف على الحظر.
عام 2021 رفعت إدارة الرئيس بايدن ملف “الفنتنايل” إلى أولوية أمن قومي.
- شكلت فرقا خاصة لملاحقة شبكات التهريب، خصوصًا تلك التي لها صلة بالصين والمكسيك.
- طالبت أميركا الصين بتعاون أكثر فعالية، لكن التوترات بين البلدين (بسبب تايوان والتجارة) عرقلت التعاون.
- عام 2023 وخلال قمة مباشرة بين الرئيسينجو بايدن وشي جينبينغ، تم التوصل إلى اتفاق مهم:
- الصين وافقت علىملاحقة الشركات التي تصنع وتصدّر المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة “الفنتنايل”.
- أميركا تعهدتبتخفيف بعض العقوبات المرتبطة بهذا الملف.
- الاتفاق شمل إنشاءقناة اتصال أمنية مباشرة لمتابعة الملف.
. نتائج بعد القمة:
- تم اعتقال وتفكيك عدة شبكات صينية متورطة ببيع مكونات “الفنتنايل”.
- تم ضبط شحنات في طريقها إلى المكسيك أو عبرها.
- مع ذلك، لا تزال واشنطن تعتبر أن الصينيمكن أن تفعل أكثر، خاصة في ما يخص الشفافية ومراقبة الإنترنت.
